المؤتمر نت - الجزيرة نت -
انتشار الاستخدام المدني لأنظمة تحديد المواقع GPS
انتشرت على نطاق واسع تطبيقات تقنية "تحديد الموقع عبر الأقمار الاصطناعية" GPS. ورغم أنها كانت في بادئ الأمر –شأنها شأن تقنية الإنترنت– مشروعا عسكريا أميركيا فإنها انتشرت في العديد من التطبيقات ذات الطبيعة المدنية.
وبزغت فكرة الـ GPS أوائل ثمانينيات القرن الماضي فيما عرف بـ "مبادرة الدفاع الإستراتيجي" الأميركية والتي رصدت لها إدارة الرئيس ريغان 12 مليار دولار، عندما أسقط سلاح الجو السوفياتي السابق طائرة مدنية كورية انحرفت عن مسارها ودخلت مجاله الجوي. وقد بدأ طرح ذلك النظام للأغراض المدنية منذ أواخر الثمانينيات.
ويعمل نظام الـ GPS عبر التكامل بين وحدات الإرسال والاستقبال في الأقمار الاصطناعية، ومثيلاتها على الأرض (في يد المستخدم)، وبمعاونة الخرائط الإلكترونية التي يتم تغذية وحدات الأقمار الاصطناعية بها من خلال المرسل الأرضي. وتصل دقة تحديد الأماكن في الطراز المدني من ذلك النظام إلى نطاق 100 متر، بينما تزيد الدقة إلى نطاق 10 أمتار في الطراز العسكري.
أما صور انتشار هذه التقنية فكثيرة. فمدينة شيكاغو الأميركية تستخدم نظام GPS لتعقب حافلاتها للتأكد من سيرها وفق المواعيد المحددة. كما أن شرطة المدينة تستخدم ذلك النظام لمتابعة دورياتها الأمنية.
بل أن شركة كاديلاك الأميركية بدأت في دمج تقنية GPS في خط منتجاتها الجديد من "السيارات الذكية"، مما يقلل –نظريا على الأقل– احتمالات حوادث الطرق بصورة كبيرة. وكذلك فعلت شركة نيسان اليابانية في خط سياراتها الفاخرة "إنفينيتي". وكانت شركة بوينغ للطائرات قد بدأت في استخدام تلك التقنية منذ عام 1994.
كما تجرى الآن أبحاث على تصميم "أنظمة مرور ذكية" تعمل على تيسير تدفق حركة المرور عن طريق توجيه سائقي السيارات نحو الشوارع الأقل ازدحاما. ولدى تزويد السيارات بالتقنية الجديدة وبالخرائط الإلكترونية للمدن، فإن السيارات ستعرف مسبقا الطريق الذي سيتخذه السائق للوصول إلى عمله أو ما شابه. وستقوم GPS بتحذير السائق إن كان طريقه المعتاد متعطلا بعقبات أو حوادث سير.
كما تستخدم التقنية نفسها في رياضات تسلق الجبال أو العدْو أو الإبحار، وفي تعقب الحيوانات النادرة في بيئاتها الطبيعية، وكذلك في المحميات الطبيعية.
وتعلن الآن الكثير من الشركات عن بيع شريحة متابعة بتقنية GPS للأسر ورياض الأطفال لتعقب الأطفال حال فقدهم. وهذه الشريحة من الصغر بحيث يمكن تثبيتها في ساعة أو هاتف جوال. ويتراوح سعرها بحدود 200–800 دولار.
وتضاف هذه الاستخدامات المدنية لتقنية GPS بالطبع إلى استخداماتها العسكرية. فكل الطائرات الأميركية المقاتلة مزودة الآن بتلك الأنظمة.
وبدأت الولايات المتحدة عام 2001 "مشروع المحارب" (Project Warrior) الذي يهدف إلى تزويد كل جندي بنظام GPS كامل، وينتظر الانتهاء من تطوير نسخة سهلة الحمل والاستخدام من ذلك النظام بحلول عام 2006، خاصة أن النسخة المبدئية منه كانت تزن 18 كلغ، وكانت أستراليا طرحت برنامجا مماثلا لتزويد الجنود بأنظمة تحديد الموقع، إلا أنه تأجل البت به عامي 1995 و2001 وينتظر التصويت عليه نهاية ذلك العام.