فيصل الصوفي -
(الأولى) وسميع.. والفرقة الأولى
نستغرب الصمت المخزي والتغاضي عن الاعتداء والتهديد الخطيرين الموجهين للزملاء في صحيفتي «الأولى» و»الشارع» المستقلتين، بينما أقل الواجب الذي كان يتعين أن تقوم به المنظمات غير الحكومية والأحزاب هو إدانتهما، والتضامن مع الزملاء في الصحيفتين.
حتى كتابة هذا العمود- ظهر الأحد- لم يصدر رد فعل محترم سوى من الحزب الاشتراكي اليمني وبيان نقابة الصحفيين الذي دان قيام مسلحين بإطلاق النار باتجاه مقر الصحيفتين في العاصمة مساء الجمعة الماضية، رغم أن ما قام به المسلحون هو تزكية لكلام الفرقة الأولى مدرع التي قالت فيه إن الزملاء في «الأولى» يختبرون صبر المشترك، وإن ذلك سوف لن يستمر كثيراً، وسوف يسكتون الزملاء الذين وصفتهم الفرقة بأنهم «أبواق تعمل بأموال الشعب المنهوبة»، وهو كلام يتضمن تهديداً صريحاً بالقيام بما هو أعنف من البروفة التي أدَّاها المسلحون.
ونستغرب أيضاً رد الفعل القوي الصادر من الفرقة الأولى على معلومات صحيحة نشرتها «الأولى» حول الفساد الذي يمارسه وزير الكهرباء صالح سميع، رغم عدم وجود ما يغضب ويبرر الاعتداء والتهديد بإسكات الزملاء بعد فشل الفرقة في «اختبار الصبر».
لقد كانت الفرقة تسمي نفسها «أنصار الثورة»، وها هي تتحول إلى»أنصار الفاسدين»، وتنصّب نفسها وصياً على الصحافة ووكيلاً غير شريف لفاسدين مجاهرين بالفساد.
إن وزير الكهرباء لم يعجز عن الدفاع عن نفسه فحسب، بل أيضاً أقر بممارسات فساد لم تتطرق إليها الصحافة إلا بعد أن تكلم عنها بلسانه، وإن شئتَ الدقة قُلْ من فلتات لسانه.
الذين سربوا الوثائق التي تثبت استغلاله لوظيفته العامة لتحقيق مصالح عائلية وفئوية غير مشروعة والإضرار بالمال العام، وصفهم الوزير سميع بأنهم» تافهون وحقراء»، وهل أتفه وأحقر من الذرائعية التي يتذرع بها الوزير لتبرير عجزه وفساده؟ لقد قال: إن شراء الطاقة كارثة ارتكبها «النظام البائد»- حسب تعبيره، وبدلاً من الإقلاع عن شراء الطاقة بعقود يشوبها الفساد الصريح يقول إنه مستمر في إبرام العقود»الكارثة» لأن مثلها قد تم في السابق.. ويقول: إن المحطات الكهربائية التي كانت موجودة أيام «النظام البائد» تكفي لتوليد (2000) ميجا وات، لكنها تعرضت للإهمال، ومنطقه هو:ماذا لو أهملناها نحن اليوم فقد أهملها السابقون؟ ويقول: لقد تم توظيف أكثر من (5990) مهندساً وفنياً وغيرهما منذ نوفمبر2010م إلى سبتمبر2012م متناسياً أن نصف هذه الفترة كان فيها وزيراً.. لقد زعم أنه أتى للوزارة والبلد بدون كهرباء وتناسى أنه جاء إليها بعد أن قام أصحابه الثوريون بشن أكثر من (70) هجوماً تخريبياً على مشاريع الكهرباء العام الماضي قدرت خسائرها بنحو (34) مليار ريال، ومع ذلك كانت خدماتها أفضل مما هي اليوم في عهد «الشميع»