محمد انعم -
مهام أمام المؤتمر
الدماء والدموع والآهات والأنات التي يتجرعها الشعب توجب على المؤتمر الشعبي العام ان ينهض بقوة ويدوس اخطاء الماضي ويتخلص من كل المسببات التي جعلت البلاد والعباد تصل إلى ما وصلت إليه من أوضاع، خصوصاً وان الظروف الموضوعية والذاتية مهيأة له ليواصل قيادة آمال وتطلعات شعبنا أكثر من أي وقت مضى..
لابد ان يظل كبيراً وينتصر على جروحه ولا يسمح لمن طعنوه غدراً ان يوجهوا رصاص وخناجر الخيانة الى جسد الشعب والوطن.
فلا يجب على المؤتمر ان يقف متفرجاً ومصير وطن وتجربة متروك في كف الشيطان ومكاسب وطنية تدمر.. وشعب يُنهك واحزاب تنزف من ضربات التكفيريين وجيش يمزق.. ويقتصر دوره امام كل هذه الضربات المؤلمة على اصدار بيانات رتيبة..
والاعتقاد انه يجب على الآخرين ان يدفعوا الثمن ويكتووا بالنار نفسها التي اكتوى بها ليقتنعوا انه الافضل.. او يقولون رعى الله أيام المؤتمر.. او المراهنة على اخطاء من غدروا به لتحسين صورته.. أو انتظار قادم الأيام التي سيتغنى فيها الشعب على زمان حكم المؤتمر.. فتفكير كهذا يبعث على الخوف وترتعد منه الفرائص، لأنه يعبر عن حياة بلا هدف لتنظيم يراد له العيش بدون قضية .
لذا لابد ان يعلن المؤتمر رؤيته حول هيكلة الجيش ..وموقفه بشجاعة من التواجد الامريكي ولا يرهن قضايا الوطن والشعب بهذا الشكل المخيف.. أو خشية من جرح عواطف اشخاص ..
يجب ان ينهض المؤتمر لمواصلة اداء مهام الوطنية ولا يستسلم للموت كقيصر روما عندما سقط بطعنة خنجر «تروست» الغادرة، وترك المؤامرة تنتصر عليه.. ويطوي الزمن قصة القيصر ولم يخلد الا مقولته التي اطلقها وهو يتحشرج في لحظات الاحتضار قائلاً «حتى انت ياترست».؟
ان المؤتمر إذا ظل غير مكترث بما يعانيه الشعب وما يواجهه الوطن من مخاطر وتحديات، واقتصر دوره النضالي والوطني على الشكوى ومطالبة الدول الراعية بمراقبة تنفيذ بنود المبادرة.. فسيحكم على نفسه بالموت البطيئ..
إن ساحات النضال المؤتمرية يجب ان تمتد الى جميع محافظات ومديريات وعزل وقرى الجمهورية.. ويجب ألاّ نظل متقوقعين في ميدان السبعين والتحرير أو نقاتل طواحين الهواء بحثاً عن رئيس الدائرة المالية ونترك الساحة للآخرين الذين يواصلون الارهاب والترهيب للاستيلاء على السلطة بالقوة.. كما أن التحديات الماثلة أمام الوطن والمؤتمر تتطلب الانتقال الفوري إلى اللامركزية المالية.. وعدم السماح بمثل هذه الأوضاع التي جعلت فروع المؤتمر تنام كأصحاب الكهف ..
فالمؤتمر الشعبي العام الذي ظل يدافع دون هوادة عن الثوابت الوطنية، وله ان يفاخر بذلك، لابد ان يتحلى اعضاؤه اليوم بنفس الشجاعة فيما يتعلق بالدفاع عن الثوابت التنظيمية ، ويكون كل شيء واضحاً حتى لا تتكرر مآسي الأمس..
> مؤسف جداً ان يشكوا المؤتمر من الاقصاء والتهميش والاستهداف لأعضائه.. ولديه نصف الحكومة ويقف عاجزاً عن ايجاد معالجات لوقف هذه السياسات المجرمة قانوناً..
نعم نحن ضد التصعيد وأعمال العنف وإثارة الكراهية.. لكن ما يتعرض له موظفون عموميون يُعد مذبحة بشعة.. مهما حاول البعض تزيين هذا القبح بأنه من ضرورات الوفاق فذلك له أجندته الخاصة.. واذا لم يتحرك المؤتمر بجدية للدفاع عن اعضائه فلن يجد احداً معه غداً.. خصوصاً وهو يدرك ان مشاركته في حكومة الوفاق ليست زواجاً كاثوليكياً فإن لم يتم التزام المشترك بسياسة الوفاق، فلا يجب ان يستمر المؤتمر في هذه الحكومة وعليه ان يرفض ان يقوم بدور «المحلل» فقط.. وكل ذلك من أجل المحافظة على مناصب في حكومة أفسدت كل شيء.
من المنطق والحكمة أن يتنازل المؤتمر عن كل شيء، الا ان يخسر ثقة وحب جماهير الشعب فلا يجب ان يغامر بذلك ولايخيب آمال الجماهير وكل القوى الوطنية مهما كان الثمن..
فإذا لم يستعد المؤتمر للتضحية من أجل الدفاع عن اعضائه اليوم فلن يدافع عن قضاياً جماهير الشعب التي تتطلع ان يتبناها غداً كما لن يثق به الشباب وكل القوى الوطنية الذين يهرولون إلى المؤتمر ويدافعون عنه مؤمنين بأنه أملهم الوحيد للمضي معاً لبناء اليمن الجديد..