المؤتمرنت - أوباما يتفوق على رومني مجدداً وأغلبية أمريكية تفضله رئيساً لفترة ثانية آخر أعرب غالبية الناخبين الأمريكيين عن اعتقادهم بأن الرئيس الأمريكي هو من سيفوز في الانتخابات الرئاسية، ورأى 48% ان أداء الرئيس الديمقراطي كان افضل في المناظرة الثالثة والاخيرة والاخيرة التي جمعته ومنافسه الجمهوري ميت رومني، والتي خصصت للسياسة الخارجية .
وقال 53% من الناخبين المحتملين في استطلاع للرأي اجرته وكالة »يونايتد برس إنترناشونال«، انهم يعتقدون ان أوباما سيتغلب على خصمه الجمهوري ويخرج فائزاً بالانتخابات الرئاسية المقبلة في 6 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل . وقال 36% إن رومني هو من سينتخب رئيساً، و11% لم يعطوا رأيهم . وقال غالبية الرجال والنساء ان أوباما سيفوز بولاية رئاسية ثانية والنسبة هي 53 و54% على التوالي . ورأى 61% من الفئة العمرية 18 34 سنة، التي لعبت الدور الأكبر بفوز أوباما في انتخابات العام ،2008 ان الرئيس الأمريكي سيكون الفائز مقابل 31 توقعوا فوز رومني . كما أظهر استطلاع للرأي ان 48% من الأمريكيين يرون ان أداء أوباما كان أفضل في المناظرة الرئاسية الثالثة، مقابل 40% رأوا ان منافسه رومني كان الأفضل .
وكان أوباما ورومني قد تحدثا في المناظرة الثالثة فجر أمس الثلاثاء عن قضايا السياسة الخارجية . واتفق الاثنان على ان إيران النووية تشكل تهديداً للأمن القومي الأمريكي، مؤكدين انهما لن يسمحا لها بامتلاك سلاح نووي . وقال أوباما ان ادارته فرضت العقوبات الأقسى على طهران ما يؤثر سلباً على اقتصادها، موضحاً ان سبب هذا الضغط هو ان »إيران هي تهديد لامننا القومي«، وهي تشكل »تهديداً لأمن »إسرائيل« القومي، ولا يمكننا تحمل تكلفة سباق تسلح نووي في منطقة تعد الأكثر اضطراباً في العالم« . وشدد على ان إيران تدعم »الإرهاب«، وسبق أن قالوا إنهم يريدون محو »إسرائيل« عن الخريطة . قال رومني إن قيام إيران نووية يعد أمراً غير مقبول بالنسبة لأمريكا، فهي تشكل تهديداً ليس »لأصدقائنا وحسب بل لنا . . ويمكن أن تستخدم الأسلحة النووية ضدنا أو تستخدمها لتهديدنا« .
وشدد على ان »مهمتنا هي منع إيران من امتلاك سلاح نووي عبر السبل السلمية والدبلوماسية، ولا بد من زيادة الضغط عليها« . وانتقد أوباما رومني على قوله إن روسيا هي التهديد الأكبر لأمريكا، وذكره بأن الحرب الباردة انتهت منذ 20 سنة، فرد رومني قائلاً إن موسكو خصم جيوسياسي، مشيراً إلى أنه قال حينها ان إيران هي أكبر تهديد أمني نواجهه وروسيا لا تستمر في القتال ضدنا . وأضاف »لكنني لن أقول لروسيا انها ستحظى بمرونة أكبر بعد الانتخابات« فهذا لن يحصل .
وقال أوباما »أنا أعلم انك لم تكن يوماً في موقع تطبق فيه السياسة الخارجية، لكن كلما قدمت رأياً يكون خاطئاً«، مشيراً إلى مواقفه من العراق وروسيا وأفغانستان . وشدد على ان أمريكا بحاجة لقيادة قوية وثابتة وليس خاطئة، فهذه ليست »وصفة النجاح« . وفي ما يتعلق بليبيا، أشار أوباما إلى مقتل أمريكيين في بنغازي، وقال »لقد قمنا بكل ما في وسعنا لضمان أمن الأمريكيين وعدم تعرضهم لأذى، ونحن نحقق في ما حصل والأهم هم اننا سنلاحق القاتلين ونجلبهم أمام العدالة، وهذا ما يحصل فعلياً«، لكنه اعترف بأن ما حصل يعد انتكاسة في ليبيا . ورحب رومني بحصول تقدم في ليبيا، متمنياً حصول تقدم في الشرق الأوسط بكامله .
من جهة أخرى، قال رومني إنه لن يقطع من الإنفاق العسكري، منتقداً التجهيزات القديمة لسلاح الجو والبحرية الأمريكية . أما أوباما فقال إن الإنفاق العسكري غير المركز ليس الطريقة الأمثل لحماية أمريكا . وكان الرئيس الأمريكي انتقد خبرة منافسه الجمهوري البسيطة في السياسة الخارجية، وبعدما دعا الأخير لتسليح المعارضة السورية رد أوباما موضحاً ان الجهود الأمريكية في سوريا تنصب على تنظيم الجهود الدولية والتأكد من ان من يلقون المساعدة سيكونون أصدقاء في المستقبل . واغتنم الفرصة لمهاجمة منافسه بسبب قلة خبرته في هذا المجال ما دفع الأخير إلى القول ان سياسات أوباما الخارجية جعلت الولايات المتحدة أقل احتراماً وأكثر عرضة للخطر .
وتطرق المرشحان الرئاسيان إلى سوريا فاختلفا حول الدور الذي يتوجب على واشنطن أن تقوم به خلال الأزمة السورية الراهنة . وقال رومني إن أوباما لم يبذل ما يكفي من الجهد لوقف العنف الذي خلف عشرات آلاف القتلى وزعزع استقرار المنطقة . وشدد على ضرورة لعب دور قيادي، متحدثاً عن تقديم الأسلحة للذين يقاتلون قوات الرئيس السوري بشار الأسد، بالرغم من انه قال إنه لا يريد أي تدخل عسكري أمريكي في سوريا لأنه لا يرى ان هذا ضروري . فرد أوباما مشيراً إلى الجهود الأمريكية لتنظيم الجهود الدولية في معالجة المسألة ودعم المعارضة . وقال »نحن نتأكد من ان من نساعدهم سيكونون أصدقاءنا« في المستقبل .
وأشاد رومني، خلال المناظرة، بجهود أوباما في قتل زعيم تنظيم »القاعدة« أسامة بن لادن وغيره من قياديي التنظيم، لكنه أصر على انه »لا يمكننا الاعتماد على القتل لمحاربة هذه الفوضى«، بدلاً من ذلك دعا لاعتماد »استراتيجية شاملة« للحد من التطرف العنيف في الشرق الأوسط . وقال رومني ان »الحل يكمن في مسار يصبح فيه العالم الإسلامي رافضاً للتطرف من تلقاء نفسه«، واقترح تبني سياسات لتعزيز التنمية الاقتصادية، وتحسين التعليم، والمساواة بين الجنسين ومساعدة إنشاء المؤسسات، في دول المنطقة . ووجه اللوم لأوباما لأنه بدد الآمال بالنسبة للشرق الأوسط منذ بدء الربيع العربي .
لكن أوباما رد بحدة، وانتقد منافسه في مجموعة من قضايا السياسة الخارجية، قائلا إنه كان يفضل المواقف التي من شأنها أن تؤذي الولايات المتحدة، أو في بعض الأحيان عرض آراء متناقضة . وقال »ما يتعين علينا القيام به فيما يتعلق بالشرق الأوسط هو قيادة قوية وثابتة، لا قيادة متهورة وخاطئة« .
وشمل الحديث »إسرائيل«، فأبدى المرشحان الجمهوري والديمقراطي التزامهما الذي لا يتزعزع بأمنها . واعتبر أوباما ان »إسرائيل« هي أعظم حليف لواشنطن في المنطقة، قائلاً إنه »سيقف إلى جانبها في حال هوجمت« من أي طرف . في المقابل، أكد رومني أنه لن يتردد في الوقوف عسكرياً إلى جانب »إسرائيل« في مواجهة أي تهديد لها، قائلاً إن على أمريكا التأكد من عدم حصول إيران على سلاح نووي قد يهدد الدولة الصهيونية، معتبراً أن التوتر في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب في السابق »أمر مؤسف« |