المؤتمرنت - الإبراهيمي غادر دمشق و"هدنة العيد" معلقة غادر المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي دمشق بعد يومين من المحادثات مع المسؤولين السوريين من بينهم الرئيس بشار الأسد، بإعراب السلطات السورية عن أملها ب»نجاح مساعيه«، من دون أن تعرف النتائج التي توصل إليها بخصوص »هدنة العيد« التي كانت هدفاً رئيسياً لزيارته إلى دمشق، في وقت تواصلت المعارك بين القوات النظامية وقوات المعارضة في حلب ودمشق ومعرة النعمان ومناطق أخرى، فيما جددت أنقرة دعمها لمهمة الإبراهيمي، ونفت باريس اتهامات دمشق لها بدعم الارهاب .
ووفقاً لمصادر دبلوماسية، فإن الإبراهيمي، الذي طرح مبادرة »هدنة العيد« في محاولة لاحداث اختراق ولو بسيط في الأزمة السورية، يكون مدخلاً لإطلاق عملية سياسية في حال نجاحها، لم يحقق ما كان يرمي إليه، وبقيت المبادرة معلقة جراء شروط وشروط مضادة من جانب دمشق والمعارضة المسلحة، ومع ذلك ترك الأمر للجانبين كي يتخذا الخطوات المناسبة إذا أرادا .
وقال نشطاء من المعارضة إن القوات النظامية قتلت 20 شخصاً على الأقل عندما قصفت مخبزاً في حي مساكن هنانو شرقي مدينة حلب (شمال) . وأضافوا أن بين القتلى نساء وأطفالاً . وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان »تعرض حي القاطرجي (شرق) للقصف من الطائرات الحربية استهدف مناطق في الحي«، مشيراً إلى أن الطائرات الحربية شوهدت أيضاً في »سماء حي الميسر وأحياء حلب الشرقية«، مضيفاً أن مقاتلاً معارضاً قتل في معارك حلب . وفي دمشق، نفذت القوات النظامية »حملة مداهمات في منطقة الزاهرة (جنوب)« وحملة مداهمات وتفتيش واعتقالات في حي الفضل بمنطقة جديدة عرطوز، فيما شهدت مدينة حرستا اشتباكات، وتعرضت المزارع المحيطة للقصف . وفي دير الزور (شرق)، دارت اشتباكات في حي الجبيلة وقرب فرع الأمن السياسي بالمدينة، وتعرض مبنى في مدينة البوكمال قرب المفرزة القديمة للأمن السياسي للقصف . بينما تعرضت مدينة معرة النعمان وقرية معرشمشة للقصف بالطائرات الحربية، ووقعت اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره المقاتلون المعارضون منذ أيام .
دولياً، أكد نائب رئيس الوزراء التركي علي باباجان أن بلاده تدعم المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في مساعيه لإقرار خطة وقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة .
وعلمت »الخليج« أن ملف الأزمة السورية سيهيمن على مباحثات الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي، المقرر عقده في القاهرة في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، لبلورة موقف موحد يحسم الأوضاع في دمشق . ومن المقرر أن يستقبل الأمين العام للجامعة نبيل العربي، اليوم (الأربعاء)، الإبراهيمي لاستعراض نتائج جهوده لحل الأزمة، والمشاورات التي أجراها في هذا الشأن مع المسؤولين السوريين خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق .
وأعربت دمشق عن أملها بالتوصل سريعاً إلى حل في شأن وقف لإطلاق النار خلال عيد الأضحى، في ختام زيارة استمرت خمسة أيام للموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي، اعتبرت أنها كانت »ناجحة« .
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو إن اتهامات النظام السوري الذي اعتبر أن فرنسا تدعم »الإرهابيين وتمنع وقف أعمال العنف«، »غير واقعية« . وأضاف أن »الاستماع إلى الحكومة السورية (تلقي بهذه الاتهامات) أمر غير واقعي، وسيكون حتى ببساطة مثيراً للضحك إذا لم تكن الآلام التي يسببها للشعب السوري بشار الأسد وفريقه مخيفة أيضا« . وأضاف أن »النظام السوري مسؤول عن أكثر من 35 ألف قتيل ومغادرة أكثر من 300 ألف شخص ونزوح أكثر من مليون شخص، وهذا الفريق نفسه يقوم بعمليات قصف كثيفة ضد شعبه، ويلقي »تي . إن .تي« وقنابل عنقودية، ويسعى إلى تصدير الفوضى التي أحدثها داخل البلاد إلى الدول المجاورة« .
وأعلن المتحدث أن باريس ستواصل »التنديد بتجاوزات النظام السوري« و»مساعدة الشعب السوري بالعزم نفسه« .
وكانت سوريا وجهت رسالة إلى الأمم المتحدة اتهمت فيها فرنسا بدعم »الارهاب«، من خلال تزويد المعارضة بالسلاح، بما يحول دون وقف أعمال العنف التي تشهدها سوريا . |