الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:05 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء

عـرب الألفيـة الثالثـة :

الخميس, 20-مايو-2004
المؤتمر نت --فيصل جلول -
مايـو فلسطيـن والقمـة والوحـدة اليمنيـة
شاءت الصدفة أن يعقد القادة العرب قمتهم الدورية في 22 و23 مايو ـ أيار الجاري وهو اليوم الذي يصادف احتفالات اليمن بالعيد الوطني وبالذكرى الرابعة عشر لتوحيد البلاد.ثمة من يعتقد أن المعنيين بالقمة فاتتهم هذه المصادفة وأنهم فوجئوا بها وضاق أمامهم هامش المناورة لتقديم الموعد حتى يأتي قبل الاحتفالات اليمنية أو تأخيره ليحل بعدها. فكان ما كان من إصرار الرئيس علي عبدالله صالح على احترام المناسبة الوطنية في بلاده ومشاركة مواطنيه أفراحهم بإنجاز تاريخي بارز في سجل العرب الحديث على أن تتمثل صنعاء في القمة برئيس الحكومة عبدالقادر باجمال.
إذا اعتمدنا حسن النية في النظر إلى هذا التزامن العفوي بين المناسبتين قد نجد أسباباً تخفيفية لما حصل. أما إذا اعتمدنا سوء النية فيمكن القول أن بعض المعنيين بالقمة تعمدوا التوقيت المذكور لإحراج اليمن واليمنيين الذين يصرون منذ بعض الوقت على تحريك المياه الراكدة في العمل العربي المشترك ويطالبون بحلول عملية للازمات العربية وبالتالي إعادة الروح للتعاون العربي ـ العربي الذي يعاني من نفاق متراكم ومجاملات مثيرة للشفقة.
أما التفسير الثالث الذي يقول بأن اليمن لم يتمثل برئيسه في القمة احتجاجاً على موقف الاجتماع الوزاري التحضيري من دعوته لحل الأزمة العراقية فهو لا يستحق عناء التحليل ذلك أن المبادرة اليمنية حول العراق ليست مبنية على حسابات خاصة. فصنعاء لا تحاذي بغداد ولا تعاني من انفلات الحدود مع العراق فضلاً عن غياب مصالح مباشرة لليمن في هذا البلد يمكن أن تتعرض للضرر إذا ما استقرت فيه الفوضى واستشرى العنف. جل ما في الأمر أن المبادرة تعبر عن شعور عميق بالتضامن مع بلد شقيق يعاني من الاحتلال و خطر التفتيت والحرب الطويلة الأمد.. يبقى تذكير الذين قالوا أن المبادرة اليمنية وضعت بالتنسيق مع الأمريكيين بالأنباء التي تحدثت عن الموقف السلبي للسيد هوشيار زيباري من المقترحات اليمنية وزيباري يتعاون مع الحاكم الأمريكي بول بريمر في كل ما يتصل بسياسة العراق الخارجية في ظل الاحتلال فكيف ينسق اليمن مبادرته مع أمريكا فيما أشد المخلصين لواشنطن يرفض المبادرة نفسها ؟ هذا الكلام يصح فيه عنوان:ليل الأعشى في صناعة الانشاء السياسي .
بعد الاستئذان من القلقشندي على تحريف عنوان رائعته صبح الأعشى.
ويفرض التزامن بين القمة العربية والعيد الرابع عشر للوحدة اليمنية مقارنة بين مناسبتين تفصل بينهم دروس مختلفة في معانيها.فمن جهة تتراكم مظاهر الفشل والفرقة والعجز والتخبط والضعف والإحباط ومن جهة ثانية تجتمع إرادة الانتصار على التجزئة و تتزود تجربة ناجحة بأسباب القوة عيداً بعد عيد.هناك لا شيء يدعو للاحتفال وهنا تتعدد أسباب الاحتفال. هناك ينتشر " تبويس اللحى" و"الضحك على الذقون" وهنا يستغني الناس عن مداهنة بعضهم البعض. هناك يخشون القول الصريح ويحرثون اللغة بحثاً عن عبارات المساومة ونيل الرضا من كل حكومات أهل الأرض وهنا يقول الناس كل ما في قلوبهم وأكثر ضد حكومتهم أو تأييداً لها فيأتي كلامهم تلقائياً في سلبه وإيجابه على حد سواء.هناك برهان على منهج عقيم في التوحد الشكلي الذي لا يسر صديقاً ولا يرهب عدواً وهنا برهان على منهج فعال وجريء في تحقيق الوحدة والحفاظ عليها برموش العيون.
في العيد الرابع عشر للوحدة اليمنية نقول لليمنيين رئيساً ومجلس نواب ومجلس شورى وحكومة وشعباً كل عام وأنتم بألف خير ونقول لأهل القمة نخشى أن يكون انتظار الخير على أيديكم كانتظار "غودو" في مسرحية صموئيل بيكيت الشهيرة.
....وحتى لا ننسى 15 مايو الفلسطيني.
....مع مرور 56 عاما على النكبة التي حلت بالفلسطينيين، وبعد أكثر من ثلاث سنوات من الانتفاضة يمكن القول بثقة كبيرة انه لا توجد لدى الفلسطينيين مؤشرات وأعراض إرهاق وأزمة رغم المعاناة والضائقة المتزايدتين يوماً بعد يوم. استطلاعات الرأي الفلسطينية تظهر عمليات ارتفاع وانخفاض في مستوى المزاج الوطني العام. ولكن من الواضح جداً إن كل العقوبات الجماعية الإسرائيلية ـ الحصار والدمار والخراب الاقتصادي ـ لم يخفضوا من المعنويات. كل الحصارات والاغلاقات والحواجز وتجريف الأراضي والاعتقالات والتصفيات لم تُقلل من دافعية الفلسطينيين لمواصلة العمليات بل أنها فعلت العكس: الجمهور في غزة والضفة يطالب بالمزيد من الانتقام، وأجواء الغضب في الشارع التي تعتبر البنية التحتية الهامة لاستمرار الإرهاب، آخذة في التعمق والاشتداد.
ليس هناك فرار من الضفة وغزة. قبل سنة تحدثت الإحصائيات المقدرة عن رحيل 150 ألف شخص عن الضفة منذ بدء الانتفاضة. هذه الفئة من الناس هي الفلسطينيون الذين يحملون جنسيات أخرى ـ أردنية في العادة ـ وقاموا بالانتقال الى الأردن أو التوجه الى الخارج. هذا الوضع توقف لسبب بسيط وهو إن سكان الضفة وغزة لا يجدون مكانا يتوجهون إليه. الحدود مغلقة تماما والأردن فرض قيودا شديدة على دخول الفلسطينيين الى أراضيه.
المجتمع الفلسطيني تحول في الأغلب الى مجموعة من المحتاجين الذين يجمعون الهبات من كل أرجاء العالم. السلطة الفلسطينية تدفع الرواتب لـ 150 ألف موظف من التبرعات التي تأتيها من الخارج. وكالة غوث اللاجئين تقوم بإعالة 21 ألف عائلة فلسطينية من خلال إعانات شهرية، وهكذا تفعل عشرات المنظمات الإنسانية الاخرى.
المعطيات والأرقام الفلسطينية تتحدث عن أكثر من 60 في المئة من السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر. وقالت المصادر إن 17 في المئة من أطفال غزة يعانون من سوء التغذية. الحكم المركزي تفكك في أماكن كثيرة والعصابات أصبحت تمسك بزمام الأمور اليومية.
ولكن ليس هناك أي تلميح أو إشارة الى مطلب جماهيري فلسطيني بإيقاف الكفاح ضد إسرائيل رغم هذا الوضع السييء الذي وصفناه."
هذا الكلام عن ذكرى نكبة فلسطين ليس لكاتب هذه السطور بل للمعلق الإسرائيلي داني روبنشتاين وهو منشور في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بتاريخ 17 الجاري ونقدمه للقاريء بدون تعليق.


عن : 26 سبتمبر




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر