المؤتمر نت - تقرير / جميل الجعدبي -
رحلة الفنان/ محمد عبده مع الأغنية اليمنية
ليست مجرد زيارة فنية.. أو فقط لإحياء حفل غنائي في ثلاث مدن فكل شواهد ومباهج الترحيب والشوق لفنان العرب تؤكد أنها أكبر بكثير من ذلك.
هي زيارة عاشق لمعشوقته.. هي زيارة ابن لأمة.. هي زيارة مواطن لموطنه ( الثاني).
حيث ارتبط اسم محمد عبده كثيرا باليمن.. وربما يعود ذلك بسبب نشأته في جنوب المملكة العربية السعودية القريبة جدا لليمن وأجواء اليمن.
وكان بالإمكان أن تكون هذه الزيارة قبل هذا التاريخ وبكثير، ولكنه حال الزمان الذي لا يفرق الا الأحباب .
بدأ محمد عبده رحلته مع الأغاني اليمنية عام 1972م عندما غنَّى( وينك يادرب المحبة) من كلمات والحان المرحوم حسين المحضار وحققت نجاحا كبيرا.
الا أن مصادر فنية ترجح أن محمد عبده غنى قبلها أغنية كويتية من كلمات سلطان السلطان والحان يوسف المهنا وهي ( ماكو فكه)
وفي شهر سبتمبر في العام 1976م قام فنان العرب بزيارة اليمن وغنى ضمن احتفالها بعيدها الوطني أغنية ( ضناني الشوق) من كلمات محمد حمدون والحان محمد مرشد ناجي الذي قيل حينها أنه نصح محمد عبده بعدم إدخال الآلات الحديثة في توزيع هذه الأغنية لعدم استحسان الجمهور اليمني لسماع الأغاني بمثل هذه الآلات مثل الجيتار والاورج وغيرها.
لكن محمد عبده أصر على دخول هذه التجربة وغنى الأغنية بتوزيع موسيقي حديث تفاعل حينها معه الجمهور اليمني وحققت الأغنية نجاحا لم يكن يتوقعه أحد.
ومع صيف عام 1977م وعبر مسارح القاهرة قدم محمد عبده للجماهير العربية والمصرية والسعودية ضناني الشوق ونجحت بدرجة كبيرة حتى أطلقت القاهرة حينها على محمد عبده لقب مطرب وفنان الجزيرة العربية .
اليوم بعد 32 عاما من غناء أول أغنية يمنية وبعد 28 عاما من زيارة اليمن الأولى وغناء ضناني الشوق وما تبعها من اغاني أخرى ذات طابع يمني منها ( جل من نفس الصباح، صنعاء بلادي، الناس عليك ياريم، يا مستجيب الداعي) والتي قيل فيها عبر مختلف الحفلات( غنى بها ابن عبدو، وإن عنَّى ما في قدَو..).
اليوم يتحول هذا الكلام إلى حقيقة ناصعة البياض بعودة فنان العرب إلى اليمن لإقامة ثلاث حفلات في صنعاء وعدن والمكلا.
لتعانق هذه المدن ( الاصيلة) بشوق ولهفة هذا الغناء ( الاصيل ) من قبل فنان( الاصول) العربية فنان العرب محمد عبده.