الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:50 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الخميس, 20-مايو-2004
المؤتمر نت - لست أدري لماذا وجدت نفسي أقارن بين ما ينشر في بعض صحفنا الحزبية والأهلية هذه الأيام وبين ما كان ينشر فيها أيام الأزمة السياسية عام 93 ، 1994م .. وكأن هناك محاولة لافتعال أزمة سياسية سواء من خلال الإيحاءات التي تبثها مثل هذه الكتابات أو من خلال محاولة جر الدولة والحكومة إلى اتخاذ ردود فعل حادة تسيء إلى التجربة الديمقراطية القائمة في بلادنا وربما لأهداف خفية ستظهر مع مرور الوقت ، لكنها في كل الأحوال لن تكون أهدافاً نبيلة بكل تأكيد !....
بقلم:نصر طه مصطفى -
حتى لا نسيء لحرية الصحافة
لست أدري لماذا وجدت نفسي أقارن بين ما ينشر في بعض صحفنا الحزبية والأهلية هذه الأيام وبين ما كان ينشر فيها أيام الأزمة السياسية عام 93 ، 1994م .. وكأن هناك محاولة لافتعال أزمة سياسية سواء من خلال الإيحاءات التي تبثها مثل هذه الكتابات أو من خلال محاولة جر الدولة والحكومة إلى اتخاذ ردود فعل حادة تسيء إلى التجربة الديمقراطية القائمة في بلادنا وربما لأهداف خفية ستظهر مع مرور الوقت ، لكنها في كل الأحوال لن تكون أهدافاً نبيلة بكل تأكيد !
أمور كثيرة يجب أن نقف أمامها ونحن نقرأ ما ينشر من كتابات غير مسئولة مستفيدة من أجواء الحرية والتعددية .. أولها : إن هذا النوع من المقالات التي تستهدف زعزعة السلم الاجتماعي في البلد قد أكدت بما لا يدع مجالاً للشك المستوى المتقدم من الحرية الذي تعيشه صحافتنا اليمنية وأحزابنا السياسية ،فهي قدمت خدمة جليلة للنظام من حيث هي أرادت الإساءة إليه .. وهو ما لمسه المراقبون السياسيون في الداخل والخارج وأكدته التقارير الدولية حول أوضاع حرية الصحافة في بلادنا .. ومع ذلك فلا أظن أن هذا النوع من الكتابات والمقالات يخدم الوطن وتجربته السياسية على المدى الطويل بل على العكس فإن تأثيراتها السلبية خطيرة على المجتمع قبل الدولة وهو ما لا يدركه للأسف زملاؤنا الذين يستمرئونها ويعتقدون أنها تقدمهم كنجوم إعلامية لامعة في الوسط السياسي والصحفي !
وثانياً : فإن من يعتقدون أن هذا هو الطريق الصحيح لإصلاح ما هو معوج من الأوضاع في نظرهم يرتكبون خطأ كبيراً وفادحاً لأننا لو تتبعنا سنن الإصلاح عبر التاريخ سنجد ببساطة أن فاقد الشيء لا يعطيه .. وأن من يريد إصلاح الإعوجاج لا بد أن يكون صالحاً في ذاته مصلحاً في محيطه .. لكن ما يكتب لا يعدو أن يكون مجرد إثارة لفتنة أو إساءة للوطن أو دفاع عن مصالح ضيقة أو تعبير عن الضياع والعجز !
إن مصادمة سنن الله في أرضه لا تؤدي إلا إلى الدمار ولا تنتهي إلا إلى الخسران والضياع ، وهذا ما يجب أن يفهمه ويقرأه من يكتبون تلك الإساءات وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً !!
وثالثاً : فإن تلك المقالات والكتابات التي تسيء إلى الدول الشقيقة تحديداً لا تدرك حجم الانعكاسات السلبية على علاقات بلادنا الخارجية وهذا من باب حسن الظن فيها .. أما إن كانت تقصد ذلك فلا أستطيع أن أجد لها مبرراً واحداً لأن الضرر الذي ينتج عن مثل هذه المقالات لا ينعكس على النظام السياسي أو الحكومة أو الحزب الحاكم لكنه ينعكس أولاً وقبل كل شيء على المواطن اليمني تماماً مثل العمليات الإرهابية التي أضرت بالمواطن قبل أن تضر الدولة والحكومة !
فهل يغيب عن زملائنا مثل هذه البديهيات ؟! .. وما الذي سيستفيدونه من مقال ينتقد السعودية أو الكويت أو مصر أو أي دولة أخرى ؟!
لا أظن أننا سنجد جواباً مقنعاً .. وقد تأكد ذلك من خلال حالات كثيرة مشابهة جرت في السنوات الماضية لم ينتج عنها سوى الإضرار بمصالح المواطنين في حين بقيت الأنظمة السياسية ولم تسقط كما يعتقد البعض !!
ورابعاً .. ما هي مسئولية الأحزاب السياسية وقياداتها تجاه ما ينشر في صحفها ؟
هل هي راضية عنه وموافقه عليه ؟.. أم أنها تعتقد أنه تعبير عن حرية الرأي والصحافة ؟
هنا لا أقصد كل ما يكتب في صحفها ، لكني أقصد وهو مفهوم بعض ما نشر في الأسابيع الأخيرة .. بالتأكيد لن يقتنع أحد أن الصحف الحزبية هي جزر مستقلة عن أحزابها لأن بعض هذه الأحزاب ليست إلا الصحيفة فقط .. وأتصور أن الأحزاب الكبيرة والمؤثرة والفاعلة تدرك أن واجباتها الوطنية قبل السياسية والحزبية لن تقبل أن ينشر في صحفها ما يسيء للوحدة الوطنية أو للدين أو للقيم أو للسلم الاجتماعي أو لرئيس الجمهورية أو للعلاقات الخارجية لأن كل ما سبق أمور ليست من خصوصيات النظام السياسي بل هي من خصوصيات الوطن في كل الظروف وفي كل المراحل .. فهل تقبل قيادات الأحزاب أن تقف وقفة مسئولة أمام هذا النوع من الكتابات المسيئة؟
وأخيراً أتوجه إلى زملائي أعضاء مجلس النقابة الجديد بمناشدتهم أن يقفوا بصرامة وحزم أمام أي ظاهرة يمكن أن تسيء لقيم الحرية التي تتمتع بها صحافتنا .. وأنهم مثلما أن واجبهم الدفاع عن زميل مظلوم فإن واجبهم كذلك منع أي زميل من ظلمه وتهوره، وهذا سيعني أن يظل موقف النقابة موقفاً وسطياً مسئولاً ينشد الحق .. خاصة في ظل التنوع الجميل الموجود في المجلس الحالي حيث لا يمكن لأحد أن يتهم النقابة أنها نقابة سلطة أو معارضة لأنها في الحقيقة يجب أن تظل وتستمر كنقابة مهنة .. والمهنة تحتاج إلى حماية من خارجها ومن داخلها على السواء، وكلما كان موقف المجلس موقفاً مسئولاً بلا مواربة وبلا حسابات سياسية سنجده يحافظ على مكانته واحترامه في وسط الأسرة الصحفية !.. حقيقة لا يوجد مستفيد واحد من تلك الكتابات النزقة بما في ذلك أصحابها... وكون بعضهم لا يزالون شباباً في بداية تجربتهم العملية فإن واجبنا جميعاً أن نحول بينهم وبين هذا التهور، وأن نبحث عن الأسباب الحقيقية لذلك (العنف اللفظي) الذي يمارسونه لعلنا نتمكن من معالجتها وهذا كله من منطلق حسن الظن.. أما إن كانت المسألة وراءها دوافع وأسباب مليئة بالنوايا والأغراض السيئة فقد أخطأوا الطريق وسيدركون ذلك بعد أن تكون أجمل سنوات العطاء قد استهلكوها فيما لا ينفع ولا يحقق مصلحة لهم أو لغيرهم!
نقلاً عن صحيفة الثورة




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر