بقلم –الدكتور عبد الكريم الارياني -
في هذه المناسبة...ندعوهم إلى الإصلاح
هناك منجزان حققهما اليمن في تاريخه الحديث وأصبحا رئتيه وعينيه ويديه الثورة والوحدة.. الأولى هيأت لما بعدها، وبهما قفزت اليمن إلى المراتب المتقدمة من الرقي والحداثة وأصبحت موضع إعجاب العالم.
قبيل (14) عاماً حقق اليمن وحدته المباركة بجهود المخلصين الذين نذروا حياتهم للمبادئ العليا يتقدمهم القائد الوحدوي باني اليمن الحديث الرئيس علي عبدالله صالح.
وقد اقترن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية بانتهاج المبدأ الديمقراطي والتعددية السياسية، وشكل ذلك التحول انطلاقة قوية نحو إصلاحات سياسية شاملة غير مسبوقة
. وقد خاض اليمن خمس تجارب انتخابية عبر الاقتراع الحر والمباشر وتمكن الشعب من اختيار سلطته على كافة المستويات بدءاً بالمجالس المحلية ثم السلطة التشريعية والنيابية وانتهاء بانتخاب رئيس الدولة.
وخلال (14) عاماً جرت مياه غزيرة في مجرى الإصلاحات انتعشت في ظلها كل قيم الحداثة والتطور سواء على مستوى الحريات العامة وحرية الصحافة والرأي والتعبير أم على صعيد العمل السياسي والحزبي في ظل تعدد علني.
وأجد في هذا اليوم المبارك فرصة لكي أوجه الدعوة إلى قيادات العمل الحزبي السياسي في الساحة للبدء بإصلاحات داخلية على مستوى أحزابها تتفق وتتجانس مع الإصلاحات التي تشهدها يمن الثاني والعشرين من مايو، وهي إصلاحات ضرورية لم يعد هناك متسع لإرجائها أو الهروب منها إلى ملاذات مفتعلة.
ولا شك أن الاستمرار في قوقع التردد والمكوث داخل الماضي الشمولي والخوف من الخروج إلى العصر الذي يعيشه اليمن أمر مسيء للتجربة الديمقراطية.