المؤتمرنت - محافظ حضرموت وسفير الامارات يفتتحان مستشفى الشيخ خليفة بن زايد في أرخبيل سقطرى أشاد محافظ محافظة حضرموت،خالد سعيد الديني، بأهمية انجاز مستشفى خليفة بن زايد في مدينة حديبو بارخبيل سقطرى كهدية من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، الذي افتتحه رسميا المحافظ الديني وسفير دولة الإمارات العربية المتحدة عبد الله مطر المزروعي، اليوم الخميس.
وقال المحافظ الديني في حفل الافتتاح :"لقد ظل هذا المستشفى حلماً يراود أبناء هذه الجزيرة وهاهو اليوم قد تحقق على أرض الواقع كمنجز عملاق سيرتقي بالخدمات الصحية في الجزيرة إلى آفاق رحبة وسيحل الكثير من المشكلات والصعوبات التي عانى منها ابناء الجزيرة الذين كانوا يضطرون إلى نقل مرضاهم إلى خارج الجزيرة سواءً إلى المكلا عاصمة المحافظة أو إلى صنعاء وإلى الخارج في أحيان كثيرة".
وثمن محافظ حضرموت هذه الخطوة الرائدة من دولة الإمارات العربية المتحدة .. وقال :" لم يكن هذا المشروع الأول ولا الأخير الذي قدمته وتقدمه الإمارات العربية المتحدة والمعروفة بمواقفها الأخوية الإيجابية كثيرة فهي من قامت بإعادة بناء سد مأرب العظيم، وهي التي وقفت وألقت بكل ثقلها في مساندة أبناء محافظة حضرموت والمهرة خلال كارثة السيول عام 2008 م،وتقوم حالياً باستكمال بناء الوحدات السكنية للمتضررين في كل من المكلا ومناطق الوادي بحضرموت وهذه هي شواهد على عمق أواصر الأخوة بين البلدين الشقيقين".
ويتكون المستشفى الذي بلغت تكلفته مليوني دولار بتمويل من مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية- من طابق واحد تم إنشاؤه على مساحة ألف و 420 متر مربع، ويضم أربعة أجنحة و40 سرير طبي بالإضافة إلى أقسام الجراحة العامة وجراحة الأطفال والباطنية وأقسام النساء والتوليد وأقسام الصيدلة والأشعة والمختبر المجهزة بكافة الأجهزة والمعدات الطبية.
ولفت المحافظ، في حفل افتتاح المستشفى الذي حضره وكيل محافظة حضرموت أحمد الجنيد، إلى أن أهمية هذا المنجز الشامخ لا تكمن في افتتاح مبناه، لكنها تكمن في مستوى الخدمات التي يمكن أن ينفذها للمرضى وكذلك الحفاظ والاعتناء به.
وقال :" ما يميز احتفالنا اليوم بهذه المناسبة هو أنه يأتي في ظل ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد ولعل من أبرزها معالجة مشكلات ومصاعب ما بعد الأزمة التي مربها الوطن خلال العام 2011م ، إلى جانب ماتمر به اليمن من ظروف الإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الذي سيضع حداً لكافة الاختلالات والسلبيات التي مر بها الوطن سابقاً وسيتحدد خلاله شكل النظام السياسي الذي سيجعل الكل سواسية أمام القانون ".
وأضاف :" تقع على أبناء محافظة حضرموت عموما وجزيرة سقطرى خصوصا مسؤولية الارتقاء بمسئولياتنا الوطنية تجاه هذه القضية المصيرية وأن نوحد صفوفنا وكلمتنا لبلوغ الأهداف السامية والنبيلة التي يتطلع إليها كل أبناء الوطن".
من جانبه استعرض سفير دولة الإمارات العربية المتحدة مراحل انشاء المشروع .. وقال " كانت البداية قبل حوالي ثلاث سنوات وكانت الفكرة الأولية هي إنشاء عرفة عمليات ثم تطورت إلى أن اصبح مستشفى متكامل يضم العديد من الأجهزة والمعدات الطبية المتطورة ".
وأضاف السفير المزروعي:" بدأ العمل في المستشفى قبل حوالي سنة وواجهنا العديد من الصعوبات والتحديات التي بحمد الله تجاوزناها بدعم ومساعدة أبناء الأرخبيل ".
وأعرب عن شكره وتقديره لكل من ساهم في إنجاز هذا المشروع وبخاصة محافظة المحافظة ووزير الصحة وعضو مجلس النواب سعيد حقيبة ومسؤولي السلطة المحلية والمشائخ والأهالي في الأرخبيل.
وأشار السفير الاماراتي إلى أن المستشفى يضم غرفتي عمليات وغرفة عناية مركزة وأقسام للنساء والولادة والأطفال وتجهيزات ومعدات طبية متطورة .. لافتاً إلى أن ما أنجز يعتبر المرحلة الأولى من المشروع وهناك مرحلة ثانية ستضم مبنى للعيادات الخارجية ومبنى لإدارة المستشفى بالإضافة إلى سكن متكامل للكادر الطبي والتمريض الذي يعمل في المستشفى ، متوقعاً أن تنجز المرحلة الثانية خلال عام من الآن.
وأكد أن هذا الصرح الطبي الكبير لن يتمكن من تقديم خدماته بشكل كامل ولن تحقق الهدف من انجازه بدون تعاون ودعم ومساندة الجميع وخاصة السلطة المحلية والكادر الطبي والتمريض.
وقال" دولة الإمارات العربية المتحدة وخاصة مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان لم يقتصر عملها على المستشفى ولم تنتظر حتى الانتهاء من انجازه ولكنها دعمت الخدمات الطبية من خلال توفير اطباء متخصصين في العظام والتخدير والأسنان منذ مدة طويلة بالإضافة إلى أربع سيارات اسعاف مع سائقيها وسيارات خاصة للمستشفى ".
وأضاف : كما قامت المؤسسة ببناء عدة مشاريع لتخزين المياه في مناطق متفرقة من الجزيرة بالإضافة إلى إنشاء مصنع للثلج علاوة عن نشاط العديد من المؤسسات الخيرية وخاصة هيئة الهلال الأحمر لدول الإمارات.
وأشار إلى أن افتتاح المستشفى يتزامن مع نشاط مكثف للمؤسسة من خلال توفير المواد الغذائية ضمن منحة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لتوفير مواد غذائية بقيمة 500 مليون درهم للمحتاجين في اليمن ومن ضمنها جزيرة سقطرى وتوزع بشكل مباشر على المستحقين وكذلك مشروع الحقيبة المدرسية.
فيما اشار وكيل محافظة حضرموت لشئون ارخبيل سقطرى إلى أهمية افتتاح مستشفى الشيخ خليفة بن زايد بالتزامن مع الاعياد الوطنية للجمهورية اليمنية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
معرباً باسم السلطة المحلية وعن جميع ابناء سقطرى عن جزيل الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة لما قدمته وتقدمه في الدفع بمقدرات التنمية في اليمن ومنها جزيرة سقطرى .
من جانبه أشاد مدير مكتب مجلس التعاون لدول الخليج العربي بصنعاء سعد العريفي بأهمية المشروع وضرورة ان يحقق الأهداف التي تم إنشاؤه من أجلها من خلال حسن إدارته وتشغيله على النحو الأمثل .
فيما أشار مدير المستشفى الدكتور سالم فرج لوكالة الأنباء اليمنية(سبأ) إلى أن انجاز المستشفى يعتبر أكبر حدث تنموي في الجزيرة والأرخبيل حيث حقق لأبناء الجزيرة حلم كبير نتيجة بعد الجزيرة عن اليابسة ومعاناة الناس في نقل مرضاهم إلى خارج الجزيرة.
وقال :" هذا المستشفى يعد منجزاً كبيراً للجزيرة في ظل ما يتوفر فيه من أجنحة تحتوي على 40 سرير طبي بالإضافة إلى الأقسام المتخصصة والكادر الطبي الذي يصل عدده إلى 95 كادراً فنياً إلى جانب الأطباء الأجانب".
وأضاف " إن المستشفى الذي سيعمل تحت إشراف وزارة الصحة العامة والسكان وتم تجهيزه بأحدث المعدات والأجهزة بما تؤهله لأداء مهامه على أحسن وجه ".
وأوضح أن المستشفى يضم تجهيزات متطورة بما فيها جهاز فحص الدم سي بي سي وجهاز تشخيص وفحص الفيروسات والجراثيم والوظائف الحيوية بالإضافة إلى غرفة عمليات مجهزة بكامل المعدات الحديثة ..لافتاً إلى أن المستشفى مؤهل ليستقبل 300 مريض يومياً وإجراء 40 عملية في الشهر.
وفي ختام الحفل سلم محافظ حضرموت دروع المحافظة للسفير الإماراتي عبد الله با مطرف المزروعي ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية تقديراً وعرفاناً بما قدموه للمحافظة والأرخبيل من خدمات ومشاريع تنموية.
حضر الافتتاح السفير الكويتي بصنعاء فهد الميع والسفير العماني بصنعاء عبد الله بادي ، والسفير الماليزي بصنعاء عبد الله بن فايز، وممثل الأمم المتحدة بصنعاء اسماعيل ولد الشيخ ونائب ممثل منظمة الصحة العالمية اسامة مرعي وعدد من المسؤولين.
|