عبدالله حزام -
مصر.. فوق الشجرة !!
نهتم بأخبار أم الدنيا لأن ما أمسى فيها أصبح عند الجيران في المنشط والمكره ..وهي الطابعة (الاسكانر) العربية التي تنسخ طبق الأصل للإقليم..والمختبر المركزي للحالة العربية ..!!
• لهذا لا بد أن نقرأ لها تعاويذ الخير وجزء تبارك وعم كي تنزل من فوق الشجرة لأن المصريين بعد أحداث قصر الاتحادية يبدو أنهم قد صعدوا الشجرة وبات النزول أمر صعب بالنظر إلى موقف الفعل ورد الفعل حول زنقة الدستورالمقطوب الذي قد يخلط الأوراق خلط عزيز مقتدر..فيصبحوا على مافعلوا نادمين..!!لأن الاستعجال في سلق دستور بطريقة" وإنا لنحن الغالبون" كتعبير عن الكثرة لن ينفع في هذه المحطة تحديدا..!!!
• ولن تفيد عملية الشحن والتفريغ التي تنشط برا في ميادين مصر ويُكب الناس من خلالها إلى محنة جديدة تبدو كما لو أنها أزمة بلد بتنوعه الديني والثقافي وليس أزمة دستور..!!!
• مصر لاتحتاج إلى صراعات جديدة بطريقة العته المنغولي في الميادين والساحات لأن عامان مرا على 25يناير والمرحلة الانتقالية تواجه مطبات ومطبات ..والمفترض أن تنتقل الشرعية ولو ببطء من الميادين والساحات إلى المؤسسات والسلطات المنتخبة..حتى يتنفس الناس هواء الاستقرار والأمن المعيشي..
• وبالتالي ليس مستساغا في الحالة المصرية الغنية بقوى حية وفاعلة خاصة الليبرالية واليسارية المنادية بمدنية الدولة أن يهبط عليها قبل أن يرتد إليها طرف ثورة 25 يناير إعلان دستوري يمهد لدستور يلغي بـــكلمة (نعم) رأي عدد كبير من أبناء المجتمع والقوى السياسية وتقاليد مؤسسيه عريقة..باسم الأغلبية الغير مريحة.!
• لأن الدستور عقد اجتماعي لابد أن يتوافق عليه الجميع و إطار جامع يحدد شكل الدولة المستقبلي والصراط الذي يجب أن يسلكه كل المصريين ..وهذا مايجب أن تستوعبه النخبة الحاكمة في مصر قبل أن يضطر الرئيس محمد مرسي أن يردد للمصريين: أنا فهمتكم..!!!!!!!!!!
• الحالة بصدق تستدعي لطم الخدود ..كيف يمكن أن يُقر دستور دون مشاركة القوى المدنية والأقباط والليبراليين واليساريين وفي ظل معارضة القضاة والمثقفين والعمال والفلاحين والمحامين والصحفيين...ياعالم نحن نتحدث عن مصر أم الدنيا وليس عن الفاتيكان اصغر دولة بالعالم ..هل من عقل..؟!!
• صحيح فريق الرئيس مرسي صعد الشجرة بالإعلان الدستوري الذي كوش به على السلطات الثلاث والدعوة إلى استفتاء على الدستور كلمح بالبصر.. فيما صعدت القوى المعارضة الشجرة بإعلان المقاطعة والحشود البرية ..ومحاصرة الرئيس في قصر الاتحادية..
• لكن المهم الآن هو الحل الذي يؤدي الى إنزالهم من فوق الشجرة ..من اجل الوصول الى مخرج توافقي واستعداد تام لتسويات وتنازلات حقيقية تصل بالجميع إلى نهاية ترضي كل أطياف الشعب المصري وتتجاوز الخطر الماحق .
• مصر تحتاج إلى الاستقرار أكثر من أي وقت مضى..والمصريون قدموا حكومة ومعارضة (حتى الأربعاء على الأقل ) درسا بليغا في التعبير السياسي و الديمقراطي جعل مخاوفنا تتراجع من حدوث فوضى قد توصل إلى حرب أهلية وعدم استقرار..لكن ماحدث في محيط قصر الاتحادية أعاد طاحونة المخاوف للعمل من جديد ..!!
• مصر اليوم بحاجة إلى أن يترك كل طرف فيها هويته الضيقة كعبوة صغيرة ويلتف حول الهوية الجمعية مصر..وان يُقرض كل طرف الأخر قرض ثقة للخروج بصيغة مشتركة لاغالب فيها ولا مغلوب..
• إنها خطبة مختصرة من الرئيس مرسي تعيد الأمور إلى نصابها من خلال تشكيل جمعية تأسيسية بمعايير وطنية تنتج دستورا يعبر عن كل المصريين ..
أتمنى أن يُسرع الإخوان بهذا الأمر ..لأن تمرير الدستور بهذه الطريقة لن يكون إلا كمن يبصق في وجه لحظة تاريخية قد تكون بارقة أمل لتوحد المصريين كي يعبروا المرحلة الانتقالية وهم سمن على عسل!