الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:00 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الإثنين, 24-مايو-2004
المؤتمر نت -
الأمريكي التائه في العراق!!
حتى القوة العظمى التي تديرها عقول تعتقد أنها صاحبة المواهب العلمية والاستراتيجية، تقع بأخطاء كبيرة، وأمريكا ليست الاستثناء، فقبلها غزت بريطانيا أفغانستان، ولم تُخرج من العشرة آلاف جندي أحياء إلا واحداً، وانغمست فرنسا في مستنقعات فيتنام، والجزائر وآثرت الهروب على البقاء..
أمريكا، وقبل الحرب على العراق قال صفها الأول في الزعامة، إنهم لا يحتاجون للأصدقاء، ولا الحلفاء، ولا تخويل من الأمم المتحدة، ولا مساندة دول أوروبا القديمة،، وأن من لم يكن معنا فهو عدونا، ونحن مستعدون على شن الحرب على العراق وحدنا، واستعداداتنا قادرة أن تتعامل مع حربين في آن واحد..
نجحت في الاستيلاء على العراق، لكن وهم القوة تبدد على الأرض حين جاءت المقاومة ضاغطة على العصب الأمريكي، وانكشفت الحقائق بأن إدارة الحرب أكثر خطورة من نظريات السياسة، بدليل أن دولة عظمى تقع تحت خديعة معارض عراقي اسمه أحمد الجلبي، كان الأصل في الارتكاز على معلومات غير صحيحة خدع بها بوش ورامسفيلد، ليوقعهما في فخاخ العراقيين، وتأتي المهزلة الأكبر حين يعاد فتح الباب للأمم المتحدة، والتزلف لأوروبا باعتبارها الأصل، والقوة الإضافية للحليف الأكبر، وتصمت آسيا تنتظر المشهد الأخير، إلا من بعض دول اعتقدت أن حصتها في نفط العراق ستضيف لها رقماً كبيراً في أرصدتها، ولعل الأسباب لا تقرن بالنتائج المباشرة، وإلا لأدركنا أن إعلان الحرب وإسقاط دولة بمشهد شبه سينمائي، لا يعني كسب الجولة، وهي تجربة مريرة لأمريكا، إذا ما أُجبرت على الخروج من العراق وسط شماتة عالمية، وشهادة سوء سلوك بحرب غير مبررة، وسقوط دعاوى اليمين المتطرف..
لم نعرف أمريكا تخشى قوة أحد لكنها تحولت حساسياتها في المنطقة إلى قفل صحف عراقية، وإنذار الدول التي تمون المحطات الفضائية، وتدقق فيما يصدر من بيانات ومقالات حول أحداث المنطقة وترى فيها تحريضاً ضدها، يجب محاربتها بالضغوط على الدول والمنظمات، وحتى صحفها ظلت مبتورة عن الأحداث في العراق لاعتبارات الأمن القومي، لكن فضيحة التعذيب فتحت أبواباً جديدة لمعارك على جبهة الرأي العام الأمريكي والعالمي..
ثم كانت الأمور الأكثر سذاجة وتطرفاً، حين أصبحت المقدسات الشيعية على مرمى القوات الأمريكية، وفي هذا الفعل الذي جعل المرجع الأعلى السيد السيستاني محايداً في الصراع، قد تدفعه الحماقات الأمريكية، أن ينتقل من الصمت إلى فتاوى المقاومة والحرب، والتوقعات ترى في المغامرات الأمريكية، ما يضيف لها ورطة أكبر إذا ما اعتقدت أنها المرجع والحقيقة المطلقة في فهم واقع العراق، ودون استناد إلى تجارب أخرى يمكن أن تستعين بها، حتى إن ما أشير إلى خلافات سرية حادة بينها وبين بريطانيا على إدارة الحرب، قد تكشف حقائق جديدة، لأن المسارات القائمة لا تعطي مؤشرات أن أمريكا قادرة على التهدئة وتعويض العراقيين بالحاجات الضرورية مثل الكهرباء والماء والمستشفيات وغيرها، بل زادت الظروف تعقيداً، وجاءت العلامات ضبابية، حين تاه الأمريكان في دروب وأزقة العراق.

نقلاً عن : الرياض




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر