المؤتمر نت -الحياة - تاريخ روسيا للبيع... في مزاد علني والتخصيص يشمل القصور لإرضاء حيتان المال حقبة التخصيص التي طاولت مقدرات روسيا, وصلت الى ما تبقى من أمجاد الامبراطورية القيصرية, اذ يدور حديث ساخن حول ضرورة تخصيص القصور والمعالم التاريخية, بعدما باتت روسيا عاجزة عن صيانتها.
وتمثل احدث ابتكارات طبقة الروس الجدد, في ان خير وسيلة للحفاظ على الثروات التاريخية هو... بيعها! وكانت هذه الدعوة انطلقت في البداية من بعض كبار المستثمرين, قبل ان تتبناها حكومة عاصمة الثقافة الروسية سان بطرسبورغ. وبموجب الخطة المقترحة, ستعرض مئات من المتاحف والقصور في موسكو وبطرسبورغ للبيع, لأصحاب ملايين قادرين على ترميمها ورعايتها. وبررت عمدة بطرسبورغ فالنتينا ماتفيينكو اقوى المدافعين عن الفكرة ذلك بنقص الموارد اللازمة لدى روسيا, معتبرة ان بيع ثروات روسيا لملاك قادرين على تحمل نفقات صيانتها خير من فقدانها, بعدما باتت حال معظمها مرثية.
وعلى رغم ان الخطة اثارت في البداية اعتراضات واسعة, لم يلبث معظم الأصوات المحتجة ان هدأ, ولا يستبعد كثيرون ان يكون السبب كون ماتفيينكو من الشخصيات المقربة جداً الى الرئيس فلاديمير بوتين.
وعلى رغم ان المسؤولين الروس لم يفصحوا عن الآثار التي ستعرض للبيع في المزاد, فان قائمة الراغبين في اقتناء قصر أثري او متحف ظل شاهداً على تقلبات الزمان في روسيا, ما برحت في ازدياد على رغم تأكيد السلطات انها ستضع شروطاً صارمة تلزم الشارين الحفاظ على الثروة التاريخية, وفتح ابواب المباني امام الجمهور في شكل دوري.
وفي حين دفع الاهمال الشديد الذي تعانيه المباني الاثرية, كثيراً من الخبراء الى الانضمام الى حملة التخصيص, باعتبارها محاولة الانقاذ الأخيرة, بعدما بات كثير من المعالم الأثرية مهدداً بالانهيار, فان رافضي الفكرة صعّدوا لهجتهم معتبرين انه لا يمكن السماح بأن تترك الثروات نهباً لهوى الملاك الجدد من الاثرياء.
اليكسي كوفاليف عضو مجلس مدينة بطرسبورغ يتهم الشركات الغنية بأنها صاحبة الفكرة في المقام الاول. ويلفت المعارضون الى ان اكثر من 4500 من المباني الأثرية في بطرسبورغ وحدها, يمكن ان تغدو سلعة سهلة المنال لأثرياء لا يقدّرون قيمتها التاريخية. واستغرب كثيرون لجوء السلطات الى بيع المباني الأثرية, في حين حافظ الشيوعيون على تراث الامبراطورية القيصرية, ورممت السلطات آنذاك معظم القصور التي لحقت بها أضرار خلال الحرب الاهلية. ويشير أصحاب نظرية المؤامرة الى ان "الدولة يمكنها رعاية ثروات روسيا التاريخية لو أرادت, لكن حيتان المال تضغط لاقرار المشروع الجديد الذي سيمكنها من نهب تاريخ روسيا بعدما نهبت حاضرها ومستقبلها".
|