أعلنت مصر وتونس امس انهما لن تشاركا في قمة مجموعة الثماني التي ستعقد في الثامن من الشهر المقبل في ولاية جورجيا الاميركية، والتي وجهت الدعوة الى عدد من الدول العربية لحضورها، في الوقت الذي نشرت فيه الصحف المصرية الحكومية نص ورقة العمل التي طرحها الرئيس المصري حسني مبارك على القمة العربية حول مبادرات الاصلاح في العالم العربي والتى تضمنت خمسة تحفظات رئيسية على <<مبادرة الشرق الاوسط الكبير>> الاميركية.
وجاء الاعتذار المصري التونسي على لسان وزير الخارجية المصري احمد ماهر الذي اعلن في مقابلة بثها التلفزيون المصري صباح امس ان الرئيسين المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي قررا الاعتذار عن عدم المشاركة في القمة. واشار الى ان دولا عربية عديدة دعيت الى المشاركة موضحا انه لا يعرف <<الاساس>> الذي اعتمد لاختيارها. واكد ان مصر كانت بين الدول التي وجهت إليها الدعوة لكن مبارك <<اعتذر لارتباطات لديه>>. مضيفا انه حسب معلوماته فان الرئيس التونسي اعتذر كذلك وان قطر لن تحضر ايضا.
وشدد ماهر على ان مصر لا ترفض الاصلاح ولا ترفض الحوار حوله لكنها ترفض <<إذابة الجامعة العربية>>. وقال ان مجموعة الثماني <<تقدمت بأوراق كثيرة رأيناها هنا وهناك وكان فيها امر خطير انها تريد ان تجمع بين دول عربية وغير عربية مثل افغانستان وباكستان وتركيا وهي دول صديقة ولكن ظروفها مختلفة>> عن الدول العربية، في اشارة الى مبادرة <<الشرق الاوسط الكبير>> التي ستطلق في قمة جورجيا. لكنه اكد ان <<الدول التي ستذهب الي مجموعة الثماني ستكون لديها مساندة من جميع الدول العربية لهذه النقطة بالذات>>. وقال ان <<الجميع يذهبون على اساس وثيقة الاصلاح العربية
واستعدادهم لمناقشة كل الموضوعات التي تهم الامة العربية وخاصة فلسطين والعراق>>. واكد ان موضوع الاصلاح ستتم مناقشته ايضا.
واشنطن
أعلن المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان امس، ان الولايات المتحدة تتوقع ان تشارك دول عربية عديدة في قمة الثماني. وقال ردا على تصريحات ماهر <<ستكون هناك، على ما اعتقد، دول عديدة مشاركة في مجموعة الثماني وسيكون لنا تمثيل جيد للشرق الاوسط ايضا>>. واوضح ان لائحة الدول المدعوة الى القمة ستنشر قريبا. وتابع <<نعتقد ان دعم النداءات الموجهة من اجل الاصلاح امر مهم جدا>> في الشرق الاوسط. واضاف <<لهذا السبب، قدم الرئيس (بوش) مبادرته>>، مشيرا الى ان مبارك سبق ان لبى اخيرا دعوة بوش لزيارته في مزرعته في كروفورد في تكساس.
بدوره أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر عن ارتياح الادارة الاميركية لمقررات القمة، التي اعتبر انه يبدو انها كانت <<ناجحة>>، وان اشار الى ان رد الفعل هو أولي بانتظار نشر وثائق القمة الكاملة.
وقال باوتشر انه يبدو ان القادة العرب اجروا نقاشا <<مثيرا للاهتمام وايجابيا حول الاصلاح والديموقراطية كما قالوا لنا، ونحن نتوقع ان ينعكس ذلك في بياناتهم النهائية، ونتطلع قدما لمناقشة ذلك وغيره من القضايا مع المشاركين في قمة الدول الصناعية>> في حزيران.
واشار باوتشر الى ان القادة العرب ايدوا ايضا العملية الانتقالية في العراق، وايدوا دور الامم المتحدة ومبعوثها الاخضر الابراهيمي، <<وهذا شيء نلتقي حوله، وهم يتطلعون الى حل سلمي بالطبع للقضايا الفلسطينية الاسرائيلية، وكرروا تأييدهم لاعلان قمة بيروت، والذي شعرنا انه مساهمة ايجابية للغاية للعملية (السلمية) كما اوضحوا بشكل لا لبس فيه معارضتهم للارهاب ومعارضتهم للارهاب الذي يتم ربطه بالاسلام>>.
لكن باوتشر امتنع عن مناقشة من سيحضر قمة الدول الصناعية الثماني من القادة العرب، وخصوصا في ضوء اعلان مصر عن عدم مشاركة الرئيس حسني مبارك وقال انه تمت دعوة عدد من القادة الافريقيين والشرق اوسطيين، ومن بقاع اخرى في العالم، مشيرا الى ان البيت الابيض سيعلن عن هذه القائمة مع اقتراب القمة.
وامتنع باوتشر عن التطرق بالتحديد الى موقف القمة من رفض العقوبات الاميركية ضد سوريا، كما تردد في التعليق على قرار العقيد معمر القذافي بالانسحاب من القمة وادلائه بتصريحات نقدية تجاه واشنطن، لكنه اوضح ان ثمة خلافات عديدة بين اميركا وليبيا، وخصوصا في مجالات حقوق الانسان والاصلاح وعملية السلام، <<ولكن الوقت ليس مناسبا لاستعراضها. ولم ندع ابدا ان سلوكه وآراءه قد تغيرت لكي تنسجم مع مواقفنا>> ولكنه عاد وأثنى على قرار ليبيا بالتخلي عن برامج تصنيع اسلحة الدمار الشامل، واشار الى ان القضايا العالقة ستناقش مع استمرار عملية احياء العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا.
التحفظات المصرية
نشرت الصحف المصرية الحكومية امس نص ورقة العمل التي طرحها الرئيس المصري حسني مبارك على القمة العربية في تونس حول مبادرات الاصلاح في العالم العربي والتى تضمنت خمسة تحفظات رئيسية على <<مبادرة الشرق الاوسط الكبير>> الاميركية التي اكد انه سيتم اطلاقها خلال قمة مجموعة الثماني. وحسب صحيفة <<الاهرام>>، فقد اكد الرئيس المصري في الورقة ان <<اجتماع القمة العربية يفرض مناقشة رؤية تستهدف تكوين راي عربي موحد من المبادرات التي طرحت في الفترة الماضية حول الاصلاح في العالم العربي والتي تم تجميعها حاليا في مبادرة رئيسية سيتم اطلاقها خلال قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى واستكمالها والبناء عليها في القمة الاميركية الاوروبية وكذلك قمة حلف الاطلسي في اسطنبول>>.
يذكر انه ستلي قمة الثماني القمة الاوروبية الاميركية وقمة حلف الاطلسي اللتان ستلتئمان في 25 و26 من الشهر المقبل في ايرلندا ثم في 28 و29 في اسطنبول. واوضح مبارك ان اولى ملاحظاته على هذه المبادرة هي ان الموقف الاميركي ما زال بعيدا عن الرؤية العربية <<فما زالت الولايات المتحدة ترى ان الاولوية للاصلاح السياسي بجميع ابعاده>> خلافا للموقف الاوروبي الاقرب للموقف العربي وهو <<ضرورة تحقيق اصلاح متوازن يبدأ بالاصلاح الاقتصادي>>. اما التحفظ الثاني فهو <<التجاهل التام>> من قبل <<واضعي النص المعدل للمبادرة الذي صدر منتصف الشهر الحالي لما يتطلبه الاصلاح من تدرج للحفاظ على الاستقرار وللحيلولة دون سيطرة قوى التطرف والتشدد على مسار الاصلاح>>. وقال ان تحفظه الثالث هو ان، المبادرة <<تسعى منذ وضعها الى ايجاد اطار اوسع من اطار الجامعة العربية>>. وأكد انه على الرغم من تطور الورقة من اقتراحها بادئ الامر ان يتبع الاصلاح في العالم العربي نموذج منظمة الامن والتعاون في اوروبا ثم تحويله الى اقتراح باتباع نموذج منظمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والباسيفيك الا ان كل هذه المفاهيم تستهدف وضع هياكل بديلة لجامعة الدول العربية>>. اما التحفظ الرابع، فهو ان <<المبادرة ستسعى للفصل بين جهود دعم الاصلاح من جهة والتعامل مع القضايا السياسية ذات الاهمية الحيوية بالنسبة للمنطقة العربية خاصة قضية العراق من خلال النص صراحة على ان عدم احراز تقدم في التعامل مع القضايا السياسية يجب الا يحول دون المضي قدما في تنفيذ خطط الاصلاح>>. وقال ان تحفظه الخامس هو انه <<مع كل ما تقدم تسعى المبادرة لادخال الناتو (حلف شمالي الاطلسي) كطرف في دعم جهود الاصلاح>>. اضاف <<اذا كان الغطاء المقترح لتدخل الناتو هو دعم الامن والاستقرار ومكافحة الارهاب فان سبيلنا في تحقيق ذلك يقوم على تصحيح الفكر وتدعيم ثقافة المجتمعات العربية والسعي الي تسوية القضايا السياسية والاقتصادية والتي تنتج عنها حالة الاحباط والتطرف والضعف>>.
ودعا مبارك القادة العرب الى انشاء آلية من مستويين الاول هو مستوى القمة والثاني هو مستوى وزراء الخارجية مع الامين العام للجامعة العربية <<للتنسيق والتشاور حول المسائل المرتبطة بالتحديث والاصلاح>>.
لكن ماهر اكد ان وزراء الخارجية العرب وافقوا على هذا الاقتراح لكن <<بعض الرؤساء رأوا ان الوقت متأخر>> لعرضه على القمة.
وانتقدت <<الاهرام>> ما وصفته برفض تونس الاقتراح المصري مما ادى الى انسحاب مبارك من القمة قبل عقد جلستها الختامية حسب مصادر سياسية مصرية. وكتب رئيس تحرير الصحيفة ابراهيم نافع <<كان من الغريب حقا الا تبحث القمة العربية الاقتراح الذي قدمته مصر بإنشاء آلية جديدة للمتابعة تواجه بها الامة العربية تلك الآلية الاخرى التي تعتزم مجموعة الثماني بحثها في قمتها المقبلة. وقال ان <<المفاجأة الكبرى تمثلت في اصرار رئاسة المؤتمر (تونس) على عدم عرض الاقتراح المصري في الجلسة المغلقة للرؤساء العرب التي كان من المقرر عقدها قبل الجلسة الختامية بحجة عدم المساس من جديد بالقرارات التي ستصدر عنها واصرارها على عقد الجلسة العلنية مباشرة>>. واشار الى ان <<وزراء الخارجية العرب وافقوا بالفعل على الاقتراح المصري>>.
دمشق
قالت الاذاعة السورية في تعليقها السياسي امس ان الرئيس السوري بشار الاسد في حديثه امام مؤتمر القمة في تونس توقف عند ما سماه <<خصوصية الاصلاحات>> مشددا على انها <<شأن داخلي لا يجوز للاخرين التدخل فيه>>.
الاردن
اعتبرت المتحدثة الرسمية باسم الحكومة الاردنية اسمى خضر، ان قرارات القمة العربية <<ايجابية>> مشددة في الوقت نفسه على ضرورة <<ترجمتها>> على ارض الواقع.
شعث
رأى وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث بأن الفلسطينيين لن يكونوا راضين حتى تنفيذ القرارات التي صدرت عن القمة. وقال في غزة إن قرارات القمة <<ايجابية>>. مضيفا أنه لم تتخذ أي قرارات أفضل من قبل في ما يتعلق بالدعم الكامل غير أنه من المهم تنفيذ تلك القرارات على أرض الواقع. وطالب الدول العربية الغنية بالالتزام بالمساعدات المادية التي اقرتها القمة وقيمتها 55 مليون دولار شهريا وقال <<نتمنى ان يكون اول هذه النتائج الدعم المالي الذي هو ليس خارجا عن ارادتها من دول تكسب المليارات بسبب ارتفاع اسعار النفط>>.
موسى
قالت <<وكالة أنباء الشرق الاوسط>> المصرية ان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، أعرب عن أمله فى الا تنسحب ليبيا من الجامعة. |