المؤتمرنت - البرادعي: مصر بحاجة إلى توافق سياسي حتى يتعافى الاقتصاد قال محمد البرادعي القيادي في جبهة الإنقاذ المعارضة في مصر إن الحكومة يجب أن تسعى إلى تسوية سياسية لتكسب دعما واسعا لقرض مهم من صندوق النقد الدولي حتى ينتعش الاقتصاد المتعثر.
واتهم البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والفائز بجائزة نوبل للسلام جماعة الاخوان المسلمين الحاكمة بإقصاء القوى السياسية الأخرى عن اتخاذ القرار وإعاقة تعافي البلاد بعد عامين من الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك.
وتسبب الاضطراب السياسي وتراجع الأمن في إبعاد السائحين والمستثمرين الأجانب عن مصر واستهلاك احتياطي النقد الأجنبي اللازم لتمويل استيراد القمح والوقود اللذين يدخلان ضمن برامج دعم كبيرة.
وقال البرادعي في مقابلة مع رويترز واسوشييتد برس في فيلته بالقاهرة يوم الثلاثاء "يتوقف النجاح أو الفشل الآن على التوافق السياسي لأنه إذا لم يكن هناك توافق فلن يكون هناك استقرار... وبدون استقرار لن تدور عجلة الاقتصاد. وإذا لم تدور عجلة الاقتصاد سينتهي الحال إلى شعب جائع غاضب."
وتتفاوض الحكومة المصرية بشأن قرض بقيمة 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي قال البرادعي إنه سيكون خطوة مهمة للغاية لتحقيق التعافي الاقتصادي.
وأضاف "الاقتصاد في حالة متردية للغاية.. كل المؤشرات الاقتصادية. إذا نظرنا إلى الناتج المحلي الإجمالي أو التضخم أو الاحتياطي الأجنبي أو الحساب الجاري أو الدين العام سنجد أنها كلها سلبية.. إنه وضع خطير جدا."
وقال "الكل في انتظار صندوق النقد الدولي الآن. هذا شيء واضح."
ولا توجد شروط سياسية لاتفاق القرض لكن الحكومات الغربية هي المساهم الأكبر فيه وتقول إن التوافق السياسي سيسهل تطبيق اصلاحات اقتصادية يقتضيها القرض.
وتضم جبهة الإنقاذ التي ينتمي إليها البرادعي أحزابا ليبرالية ويسارية هددت بمقاطعة الانتخابات البرلمانية التي كان من المقرر أن تبدأ هذا الشهر لكنها تأجلت حتى الخريف.
ووضعت الجبهة ثلاثة شروط للحوار مع الرئيس المنتخب محمد مرسي والعمل من أجل التوافق السياسي وهي تشكيل حكومة "محايدة ذات مصداقية" تكون قادرة على إدارة شؤون البلاد ووجود نائب عام مستقل ولجنة لإعداد قانون جديد للانتخابات.
لكن البرادعي قال إن الاخوان بعدما أبدوا استعدادا للتواصل مع المعارضة غيروا المسار خلال الأسابيع الأخيرة ويعتزمون فيما يبدو السير بمفردهم.
وقال "إنهم يضعون حواجز وهو أمر لا يساعد كثيرا."
وقال أعضاء بارزون في جبهة الإنقاذ -من بينهم حمدين صباحي السياسي اليساري الذي حل في المركز الثالث في الانتخابات الرئاسية العام الماضي- إنهم يعارضون شروط قرض صندوق النقد.
لكن البرادعي قال إن هذا الموقف سيتغير إذا سعت جماعة الاخوان لتحقيق توافق أكبر.
وقال "أعتقد أنه إذا شعرت الأحزاب السياسية المختلفة في النهاية أنها شريك وإذا جلست إلى الطاولة مع الحكومة وجرى حوار صادق ومنفتح حول الخيارات المتاحة.. فلا أعتقد أن من المستحيل أن تعود وتقبل بقرض
رويترز |