عبدالله الصعفاني -
معاناة صحفيين .. تلعثم نقابة..!!
* صباح أمس كنت ضمن وقفة احتجاجية ولقاء تشاوري حول اختطاف خمسة من الصحفيين في مأرب.
* وكان لافتاً التواضع الشديد في عدد الحاضرين.. سواءً من مجلس النقابة أو من أعضاء الجمعية العمومية.. الأمر الذي دفع أحد الزملاء إلى القول: لو أن الزملاء المختطفين يتمتعون بمسحة حزبية شديدة الوضوح لشاهدنا تحشيداً مختلفاً.
* في هذا اللقاء كان هناك الكثير من الكلام الذي لا يحرك ساكناً ولا يسكن متحركاً.. فيما خمسة صحفيين في انتظار مواقف يغادرون بسببها رحلة العذاب في أوضاع إنسانية لا تليق.
* وأنا أستمع للزميل نعمان الأصبحي الذي شاهد عملية الاختطاف، أدهشني كيف أن الخاطفين استوقفوا الباص الجماعي ونادوا على أرقام المقاعد التي يجلس عليها الصحفيون المطلوبون للخطف.. وهو ما يعني أن الاختطاف لم يكن عرضياً، وإنما تم إبلاغ الخاطفين بالأسماء من صنعاء.. فمن يعطي للجناة أرقام مقاعد الضحايا؟ ولماذا لا تعمل الأجهزة بنفس إجادة الخاطفين لمهماتهم؟
* الأمر الآخر أن الأصبحي قضى أياماً في مأرب ليكتشف أنه لا وجود للدولة في هذه المحافظة.. فالمحافظ وأبرز المسئولين الذين يمكن الاستنجاد بهم.. الجميع في صنعاء.. والموجود فقط في مأرب هي أرتال السلاح الخفيف والثقيل.
* وفي معرض التداول للقضية تعددت الآراء.. هذا يقول: لنلجأ للقضاء - وكأننا فقط أمام إشكال قانوني يحول بين الدولة وبين الخاطفين - آخر يقول: لا يليق بنقابة الصحفيين أن تلجأ للحلول القبلية وإلا ما الذي بقي لأكبر قلاع المؤسسات المعنية بالحريات من رصيد.. ثالث يؤكد على أهمية عدم الانصياع لشروط الخاطفين حتى لا نظهر مرتعشين وكأننا الدولة.. ولا يجوز أن يشعر الخاطف بالانتصار.
* ورابع يطلب من الزملاء الصمود لأنهم ليسوا أقل جلداً من سائحات قضين شهوراً لدى الخاطفين ثم عُدن سالمات غانمات.. وخامس يطرح فكرة قيام قبائل الصحفيين بالرد على الخطف بالخطف الآخر.. وسادس ظهر متعاطفاً مع أهل مأرب فيما أسماه تقصير الصحفيين تجاه مظالم الماربيين.. فيما ترددت فكرة أن يقوم الصحفيون بمسيرة احتجاج واعتصام إلى محافظة مأرب.
* ولقد تمخض اللقاء التشاوري عن تشكيل لجنة للالتقاء بمحافظ مأرب الذي نتمنى عليه أن يعطي قضية المختطفين جزءاً من تليفوناته ويتصل من مقر إقامته في صنعاء بمن يساعد على تحرير الصحفيين من أيادي الخاطفين.
* اختطاف الصحفيين نقطة تحول خطيرة تجاه مواطنين لا يملكون من السلاح غير أقلامهم.. واختطافهم يؤكد حجم الاستهانة بما تبقى من مؤسسات الدولة التي تذهب بالبلاد حداً لا يصبح فيه الخطف اليومي والقطع اليومي والتفجير اليومي يثير غيرة المسئولين عن الأمن.
* وما لم يتحرك محافظ المحافظة ووزير الداخلية في سرعة اتخاذ الإجراءات التي تسفر عن الإفراج عن الصحفيين فلا بد من مواقف من النقابة تثبت فيها أنها ما تزال عند خطابها النقابي الثوري القديم، وتنفي تهمة التماهي المثير مع الأجهزة الحكومية الفاشلة.
-صحيفة اليمن اليوم