المؤتمرنت-حضرموت - حلقة نقاش بمركز السقاف تناقش وضع التعليم الثانوي نظم مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بسيؤون مساء يوم الأربعاء الماضي حلقة نقاش مفتوحة بعنوان (صور من واقع التعليم الثانوي – ثانوية الصبان أنموذج) وذلك بحضور نخبة من الأساتذة والأكاديميين والتربويين والشخصيات الاجتماعية والطلاب.
وفي بداية اللقاء تحدث الأستاذ محمد بن حسن السقاف مدير المركز عن أهمية التربية والتعليم في حياتنا مستعرضا بعض الأدوار التاريخية والحيوية لثانوية الصبان في تخريج العديد من الكوادر التربوية ورجالات واساتذة وادي حضرموت, مشيرا إلى ما آل إليه واقع التربية والتعليم المؤلم والمُر الذي يتجرعه ويعاني منه أبناؤنا وبعض معلمينا في ثانوية الصبان في سنواتها الأخيرة, لافتا أن الفارق كبير بين الأمس واليوم في هذه المنظومة التعليمة والتربوية وأن مركز ابن عبيدالله السقاف قد استشعر هذا الخطر والمسؤولية والواجب الذي عليه في تحريك الهم والمسؤولية المجتمعية تجاه هذا المرفق التعليمي الحيوي العريق .
وفي اللقاء تم عرض تقرير مصوّر لامس عن كثب واقع الحال لثانوية الصبان , وقد تحدث فيه عدد من طلاب الدفعة الأولى وقدامى المعلمين وكذلك عدد من الطلاب المنتظمين من مختلف المستويات ومدير ثانوية الصبان.. وقد أشاروا في حديثهم إلى مراحل التأسيس والنشأة لثانوية الصبان , حيث بدأت الجهود تبذل لتأسيسها منذ عام 1961م في عهد الدولة الكثيرية على يد العلامة السيد علي بن شيخ بلفقيه مدير المعارف ذلك الحين تحت مسمى ثانوية سيؤون للبنين وتم العمل فيها لمدة أربع سنوات حتى تم افتتاحها على يد مدير المعارف السيد علي بن محمد السقاف في عام 1965م في المبنى الكبير بجوار روضة الطفل في المكان المسمى بنقاله .
كما عبروا في حديثهم عن المكانة المرموقة ذلك الحين لثانوية سيؤون وحصول عدد كبير من طلابها على المراتب الأولى في امتحان الثانوية العامة على مستوى الجمهورية , كما كشفوا عن حجم المعاناة والكارثة التي استفحلت اليوم في واقع التربية والتعليم في معظم المدارس و ثانوية الصبان على وجه الخصوص التي أصبحت بحاجة ماسة إلى تكاتف جهود مجتمعية جادة لقرع نواقيس الخطر وإيقاظ حس المسؤولية لدى عموم الجهات المعنية وتحديدا إدارة التربية والتعليم بالمديرية وبالوادي والصحراء التي مازالت سادرة في غفلتها عما يدور في ثانوية الصبان من تدني كبير في المستويات ووضع العراقيل في سبيل المعالجات, فهي مع كل ذلك تتحمل المسؤولية الكبرى لِما يحصل في ثانوية الصبان الثانوية الأم في وادي حضرموت المبارك ما أثار ريبة وشكوك الحضور في مصداقيتها ونواياها تجاه عموم رسالة التربية والتعليم المقدسة .
وفي مداخلته عبر الدكتور صالح عرم عن صدمته الشديدة للواقع الذي شاهده من خلال التقرير المصور وقد أسف للأثر العميق الذي تركته السياسة والمماحكات الحزبية التي نالت كثيراً من التربية والتعليم في حضرموت لتجعله يصل إلى هذا الحد من الضعف الكبير والتردي والتشتت الأمر الذي اعتبره جريمة.
كما قدم المشاركون في حلقة النقاش العديد من المعالجات الهامة والموضوعية والتي ترتكز على أهمية قيام مكتب التربية وإدارة التربية والتعليم في الوداي والصحراء بتبني تلك الحلول عاجلا لحل معضلات ومشاكل ثانوية الصبان المستفحلة وعموم مدارس الوادي خلال الأيام القادمة كي تستقبل القطاع التعليمي عامه القادم وقد حلت تلك المعضلات, وكذلك تفعيل دور الأسرة والآباء ومجالسهم والمعلمين والمدراء للتعاون فيما بينهم للوصول إلى الأهداف والغايات المنشودة لأجيالنا ومجتمعنا.
وقبيل ختام اللقاء قام رئيس المركز السيد محمد بن حسن السقاف بتكريم عدد من الأساتذة الأجلاء تقديراً لجهودهم المشكورة وبصماتهم التعليمية البارزة في ثانوية الصبان وغيرها من مدارس الوادي ومنهم الأستاذ عبدالله بن صالح الكثيري الأستاذ محمد علي باحميد الأستاذ محمد عبدالرحمن السقاف الأستاذ محمد حسين الكثيري الأستاذ فرج عوض طاحس الأستاذ جعفر بن أحمد بارجاء و أخرين .
هذا وقد شهد اللقاء جملة من المداخلات المسئولة والاستفسارات الأخرى التي عبرت عن كثير من التحديات والقضايا التي تواجه التعليم في وادي حضرموت وقد خرجوا بالعديد من التوصيات منها:
1) رفع نسخة من التقرير المصور و حلقة النقاش ومجرياتها إلى مكتب وإدارة التربية والتعليم و للسلطة المحلية وإلى وزارة التربية والتعليم .
2) معالجة الخلل المتراكم في مستوى التحصيل العلمي للكثير من الطلاب الذين انتهى بهم الحال إلى الثانوية وهم غير مؤهلون لتلك المرحلة مما يتسبب في إعادتهم السنة لكل صف أكثر من عام ويكون الفارق البدني و العمري والذهني من أسباب الفوضى في الفصول وفي حرم المدرسة وخارجها .
3) إعادة النظر فيما يسمى بالمدارس النموذجية وعدم فرز الطلاب والمعلمين المتفوقين من غيرهم و أن تأسيس مدارس خاصة بهم تسبب فعلا في زيادة وتنامي نسبة الطلاب ممن هم دون مستوى التفوق حيث إن المتفوقون يسهمون من خلال وجودهم في انحسار المشكلة , وإن تردى مستوى الكثير من الطلاب لم يحدث إلا بعد استحداث تلك المدارس النموذجية التي اهتمت بأحاد على حساب المئات أو الألوف من الطلاب, كما تسأل البعض لماذا يتم توجيه خريجي تلك المدارس إلى دولة واحدة فقط للدراسة الجامعية.
4) توجيه الطلاب الغير مؤهلين للتعليم الثانوي والمتكرر رسوبهم في المدارس الأساسية إلى التعليم المهني والحرفي في مراحل مبكرة وذلك وفق معايير معينة يتم الاستعانة في صياغتها بالكوادر التربوية والتعليمة المعروفة في البلاد.
5) زيادة عدد مدارس المرحلة الثانوية بسيئون أو توزيع أوقات الدراسة إلى فترتين صباحية ومسائية .
6) لوحظ الغياب الغالب لمدير ثانوية الصبان و كثرة غياب المعلمين في أوقات الدوام المدرسي وعدم تواجد البعض منهم خلال ساعات الدوام ولذا يجب إلزامهم جميعا بالتواجد لأداء مهام وظائفهم , كذلك توفير الدعم المعنوي والموازنة المطلوبة لسير العملية التعليمية وفق أفضل المستويات .
7) توفير السكن المناسب لكرمة وإنسانية طلاب القسم الداخلي بثانوية الصبان وكذا الإعاشة اللائقة وتهيئة الأجواء المساعدة على التحصيل العلمي لهم.
|