المؤتمرنت - اخوان توكل قبيل خلع مرسي :كرمان حوارية والزنداني شرعية والشامي : اليمن ليست مصر على وقع تصاعد وتيرة الأحداث خلال الساعات القليلة الماضية في جمهورية مصر العربية يتحرك ترمومتر مواقف القوى والأطراف السياسية في اليمن في تطور لافت يثير اهتمام المتابعين ويوحي بمخاض سياسي ينبئ بميلاد تحالفات سياسية جديدة تجمعها طموحات الشباب .
ومع بدء العد التنازلي للمهلة التي حددها الجيش المصري للقوى السياسية هناك لحل خلافاتهم ، كان لافتاً هروب إعلام تجمع الإصلاح (الأخوان المسلمين باليمن ) إلى تكرار تناول شائعات حول الزعيم علي عبد الله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام – رئيس الجمهورية اليمنية السابق- وقيادات المؤتمر الشعبي العام وهي شائعات قديمة كثيراً ما نفت قيادات المؤتمر صحتها.
ويرى الباحث والمحلل السياسي سمير العمراني أن تكرار تناول اعلام الاخوان لهذه الشائعات يمكن تفسيره بأنه هروباً من أنعكاسات الاحداث على جماعة الاخوان ، واشغال اعضائهم بقضايا وهمية بدلاً من قراءة الواقع بموضوعية والاستفادة من اخطاء الاخرين وتقويم اعوجاج الاداء الحكومي لوزراء الاصلاح.
وفي تعليقه على اداء الاعلام الرسمي اليمني وخاصة التلفزيون الرسمي للاحداث الساخنة في مصر قال العمراني : الاعلام الرسمي في اليمن بات مخطوفاً لدى جماعة الأخوان المسلمين ولم يعد معبراً عن جماهير الشعب .
ولذلك يرى انه يغرد هذه الأيام خارج السرب ، فيما يتابع اليمنيون الاحداث في مصر ساعة بساعة ، داعياً التلفزيون الرسمي إلى الاستفادة من تجربة الاعلام الرسمي المصري والانحياز للشعب.
ولم يستبعد العمراني وجود علاقة بين سخونة الاحداث في مصر وقطع الكهرباء وضرب انابيب النفط واختلاق الأزمات في اليمن.
وكان لافتا ارتباك قيادات تجمع الاصلاح وتخبطهم في اتخاذ المواقف من الاحداث في مصر منذ تصاعد الاحتجاجات المطالبة برحيل الرئيس المعزول مرسي ، فخلال اقل من 30 ساعة تناقلت وسائل الاعلام موقفين اثنين متضادين للقيادي في تجمع الاصلاح الشيخ عبد المجيد الزنداني ، تضمن الموقف الاول تأييداً لحملة تمرد ومطالب الشعب المصري برحيل مرسي فيما جاء الموقف الثاني داعياً الشعب المصري للالتفاف حول الرئيس مرسي الذي قال الزنداني انه الرئيس الشرعي المنتخب لجمهورية مصر العربية ، وجاء الموقف الأخير للقيادي الاصلاحي الزنداني مغايراً تماماً لموقفة مطلع العام 2011م من الرئيس الشرعي المنتخب انذاك الزعيم علي عبد الله صالح.
الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان قرأ بيان الجيش المصري (بيان المهلة) قراءة معمقة لما بين سطوره نقتبس منها تسميته لما يجري في مصر بالأزمة حينما قال "ببيان الجيش دخلت الأزمة المصرية مرحلة حاسمة".على عكس توصيفه لما حدث في اليمن رغم ان الحالة اليمنية تضمنت اتفاقية سياسية بين قوى سياسية مختلفة وعرفتها وثائق وقرارات مجلس الامن بالازمة.
وإلى دهاليز التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري (ثالث احزاب اللقاء المشترك ) حيث اعلن شبابه التمرد على شيوخ حزبهم ضد قوى الاستبداد والاقصاء والاستئثار والفساد ، متوقعين انعكاس الاحداث في مصر على مختلف الساحات العربية من المحيط إلى الخليج خاصة في ظل استمرار سياسات الاقصاء وألغاء الآخر.
وجاء هذا الموقف مخالفاً لسياسات احزاب اللقاء المشترك وممارسة حكومة باسندوة واقصاء المئات من موظفي الدولة من وظائفهم على خلفية مواقفهم السياسية ورؤاهم الفكرية .
وفي سياق متصل بتبدل المواقف يرى رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح زيد الشامي "إن البون شاسع بين الأوضاع في مصر واليمن بقدر ما هو الفرق بين السماء والأرض " وجاء حديث الشامي في حديث لـ(صحيفة اليمن اليوم ) حول امكانية انعكاس الأوضاع المصرية على الوضع في اليمن، وهذا الموقف يتطابق تماما مع مواقف انصار الشرعية الدستورية في اليمن مطلع العام 2011م بينما كان الطرف الاخر يحاكي الاحداث في مصر وتونس خطوة بخطوة .
الناشطة السياسية وعضو مجلس شورى الاصلاح توكل كرمان تسابق الاحداث هي الاخرى لتسجيل موقف متقدم مع شباب (تمرد) المصرية ، وكان لافتا ترديدها لمصطلحات كانت حتى وقت قريب من المحرما ت كـ(الحوار ، والوفاق والتوافق) ، وهى المبادئ التي تمسك بها أنصار النظام في اليمن منذ مطلع العام 2011م .
|