أكرم حجر -
مصر ..سقوط جماعة وانتصار حضارة.!!
منذ الاسبوع المنصرم ومع بدايات نزول المصريين الى الساحات والشوارع في الـ 30 من يوليو وتوزع الاطراف في ساحات متقابلة كانت "المؤسسه العسكريه "تدرس جيدا الوضع على الارض ومخاطر ما يحدث في شوارع مصر على الأمن القومي للبلد في ظل فشل سياسي واقتصادي قادت اليه السياسات الخاطئة التي اتخذتها الجماعة خلال فترة حكمها التي لم تتجاوز العام الواحد .
ولما كانت الهبة الشعبية المصرية في الـ 30 من يونيو مخالفة لكل معتقدات الاخوان ذاتهم وتوقعاتهم.. فقد فشلت كل حسابات الجماعة ورهانها على الفوضى وعلى الدعم الخارجي لمقاومة ذلك الطوفان الشعبي.
المهم انه وفي هذه الثورة الشعبية العارمة تم الغاء عنوانين رئيسيين من المشهد السياسي وهما شعار (الاسلام هو الحل) والأمر الآخر هو ايقاف المد الإخواني الرامي لإرساء ما يسمونها الخلافه الإسلاميه الممتدة من طنجه الى جاكرتا، حيث سبق السقوط الاخواني بمصر تفكيك اذرع المجلس العالمي لحركة الاخوان من خلال عزل الطموحين حمد واردوغان.
ما تم في مصر هو إسقاط لنموذج الاسلام السياسي "التاريخي" الذي أثبت عدم قدرته على الاندماج باللعبة الديمقراطية والمشاركة السياسية نتيجة تركيبته الانقلابيه.. وكذا محاولته ابتلاع المجتمع على اساس طائفي مما يهيئ لحروب داخليه لا تنتهي ..؟؟
والمهم ايضا أن مرسي سقط وبدون أي مفاوضات.. سقط بثورة شعبية عارمة انحازت فيها قيادة المؤسسه العسكريه للشعب وهي التي تقف في كل الفترات التاريخية كضامن لعدم انهيار الدولة والحفاظ على السلم الإجتماعي بالبلد .
وخلال هذه الفتره ستتوفر كل المواد المفقودة في الاسواق "من وقود وغيره.. وسيستقر الاقتصاد المصري ويكون في اوج قوته بعد الدعم الذي تلقاه من بعض الدول الخليجية، وكما اشار الرئيس المؤقت لمصر فستكون هنالك فترة انتقالية يعقبها انتخابات مبكرة ستترشح فيها كل الاطياف وسيكون الخاسر الوحيد هو المرشد وجماعته والذين ستتراجع حظوظهم بسبب شعبيتهم المتراجعة وتجربتهم السيئة في الحكم ..؟؟
وطبعا سيتم ذلك ان قبل الاخوان بشرعية ثورة الـ 30 يونيو وسلموا بالأمر والواقع وكفوا عن النواح على الشرعية الدستورية وانخرطوا في ترتيبات المرحلة الإنتقالية ، اما ان تم التشبث بشرعية الرئيس المعزول وظل الاخوان يقاتلون من اجلها فسيكون هناك سيناريوهات أخرى واقصاءات وإجراءات مدعومة شعبياً ودوليا لضمان سير اجراءات الفترة الانتقالية.
وفي كل الأحوال هو السقوط المدوي لتنظيم اعتبر فكره أكبر من مصر "أم الدنيا".. وبخبرة سياسيه قد تكون نشطه في العمل السري.. لكنها اثبتت فشل ذريع في قيادة الدوله وقلة خبره مرعبه في السياسة الخارجية.
انها النهاية لمرشد قال يوما "طز في مصر امام مشروع الخلافة" متناسيا ان ابا الهول مهما صمت فهو تاريخ يتجاوز أي خلافه سياسية تستخدم الدين في امة تعرف كيف تستخدم التوازن مابين "الدين والدولة" !!