يونس هزاع حسان -
جدلية الشرعية والشريعــه ( 1 )
كثيرة هي التحليلات السياسية التي تطالعنا بها الفضائيات والصحف والمواقع الالكترونية حول ما يحدث في مصر ، وما قد حدث بالفعل .. وفي جميع الأحوال لا أحد يستطيع أن يغالط نفسه إلى الحد الذي يعتبر أن صعود مرسي إلى كرسي رئاسة مصر لم يكن بطرق ديمقراطيه .. فقد فاز بجدارة وعن طريق صندوق الاقتراع .. البعض ذهب في تحليلاته إلى الادعاء بأن عزل الرئيس المنتخب وتكليف رئيس مؤقت يعبر عن اختراع جديد في الفكر السياسي ، أو النظرية السياسية .. إنها ثورة من نوع آخـــر ..
في تصوري أن الإخوان المسلمون أو المسلمين كما يحلو لهم أن يسموا أنفسهم قد ساعدوا بشكل كبير في نجاح إزاحة مرسي من كرسي الرئاسة ... وهاهم يواصلون أخطائهم حتى وهم في منصة رابعة العدوية حيث يتواصل مسلسل الخلط بين الشرعية والشريعة ..
الاستقواء بالشريعة هو شكل من أشكال تكفير الآخر وهو بالضبط نقطة الضعف الأساسية والرئيسية التي تجعل الإخوان موضع رفض وكراهية من الجميع سواء داخل مصر أو خارجها ..
لماذا دائما يصرون على استخدام مصطلح الإخوان المسلمين بهدف خلع صفة الإسلام عن الآخرين ، وادعاء أنهم الممثل الشرعي الوحيد للإسلام في المنطقة وفي العالم ؟؟ ... لماذا حتى وهم في منصة رابعة العدويه يواصلون مسلسل الخطابة الركيكة المزدحمة بالمصطلحات الدينية ، والشخوص الدينية المتطرفة التي ما أن تراها حتى تشعر بالغثيان من تلك الشخوص وما يطرحونه إلى درجة المغالاة في التكبير والتهليل حتى لكأنك تشعر أنهم في معركة حربية ضد الكفار ، وليس ضد فصائل سياسيه أخرى من أبناء جلدتهم ودينهم ؟؟ .. في حين أن من أنتخب مرسي ليس هؤلاء ، لقد أخذ مرسي الأغلبية في الانتخابات الرئاسية بمشاركة كل القوى المصرية الوطنية التي لم يكن فيها هؤلاء المتطرفون سوى جزء بسيط .. ليس تشفيا بالإخوان أو من يسمون أنفسهم الإخوان المسلمين .... ففي نظري كل المسلمين إخوان ولا يمكن اختزالهم في جماعه دينيه بهذا المستوى من التخلف والجهل بأمور الدنيا والدين في وقت واحد ..
رغم شرعية الرئيس مرسي كرئيس منتخب لم يمر على انتخابه سوى عام واحد .. إلا أن جماعة الإخوان المسلمين مهما كان الحشد الذي يخرجون به يوميا إلى الشوارع يقدمون أنفسهم كل يوم بشكل أكثر تخلفا ، وأكثر رفضا للآخـــر .. وقمة التخلف الادعاء أن ما حدث من تحول ، عمليات تغيير منذ بداية ثورات الربيع العربي كان بأدوات الجماعات المتأسلمة أو بسبب خلاف على الدين ، إذ لم يخرج الشباب إلى الشوارع للتظاهر أو الاعتصام من أجل استبدال السيئ بما هو أسوأ .. ولكن من أجل تأمين حياة كريمه للمواطن ، تأمين فرص عمل للشباب .. ومهما كانت الاغلبيه أو الشرعية فلا يمكن الاستقواء بها لضرب الأقليات .. فمن شروط الديمقراطية الأخذ برأي الاغلبيه مع احترام حقوق الأقليات ... وفي واقع ما يسمى بالربيع العربي لا يمكن الرقص على جدلية الشرعية والشريعة بقصد إلغاء الآخر .. أو اختزال الربيع العربي في منصة رابعة ..
[email protected]