المؤتمرنت - القبض على قيادات الوسط.. وتمرد ترفض الخروج الآمن لقيادات الإخوان التقت كاترين آشتون، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، الاثنين، مسؤولين كباراً في القاهرة، لتقديم مبادرة لحل الأزمة المصرية ودعم عملية انتقالية تضم جميع الأطراف، إلا أنها لم تحظَ بالترحيب المنتظر.
واجتمعت آشتون بوزير الدفاع قائد القوات المسلحة عبدالفتاح السيسي، ووزير الخارجية نبيل فهمي، وقياديين في جبهة الإنقاذ، ومن المرتقب أن تلتقي اليوم أيضاً الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور.
يُذكر أنها الزيارة الثانية لآشتون إلى القاهرة خلال أسبوعين. وحملت المسؤولة خلالها مبادرة أوروبية تضمنت دعم عملية انتقالية شاملة يشترك فيها جميع الأطياف السياسية ومنها جماعة الإخوان، وإقامة نظام دستوري وانتخابات حرة ونزيهة وحكومة مدنية بهدف التوصل إلى خارطة طريق لفترة انتقالية.
وانسجم هذا الطرح إلى حد بعيد مع تصريحات وزير الخارجية المصري نبيل فهمي الذي شدد على أهمية المصالحة ومشاركة جميع القوى السياسية في العملية الديمقراطية الجارية، مشيراً إلى نبذ العنف ووقف أعمال التحريض.
إلا أن مبادرة آشتون جُوبهت بعراقيل أبرزها تمسُّك طرفي الأزمة السياسية بموقفيهما، إذ أكد الذراع السياسية لجماعة الإخوان تحفظه على أي مبادرة أوروبية، رافضاً طلب آشتون لقاء مرشدها العام محمد بديع. وذكرت مصادر إعلامية أن آشتون ستلتقي، عوضاً عن ذلك، بممثلين عن حزب العدالة والحرية وجماعة الإخوان.
ومن جهتها أكدت حملة "تمرد" خلال لقائها آشتون رفضها بشكل قاطع "الصفقات والخروج الآمن لقيادات جماعة الإخوان". وقال محمود بدر، المتحدث الرسمي للحملة في تصريحات لموقع "تمرد"، إن "كل مَنْ تورَّط في الدم يجب أن يُحاكم محاكمة عادلة تتوافر فيها جميع أركان العدالة".
أما نائب رئيس الجمهورية محمد البرادعي فأكد بعد لقائه آشتون أن أية حلول يُمكن التفكير فيها يجب أن تتم في إطار احترام سيادة القانون ومؤسسات الدولة والامتناع عن تهديد أمن البلاد.
وفي سياق ذي صله، أفاد مراسل "العربية" بالقاهرة بأن مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي ينوون الانطلاق بمسيرتين الاثنين 29 يوليو/تموز بالنعوش، الأولى ستتجه إلى مقر "الحرس الجمهوري" والثانية ستتجه صوب مقر "الأمن الوطني" بوسط القاهرة.
وقال مصدر أمني بوزارة الداخلية إنه في ظل توافر معلومات حول اعتزام عدد من أنصار جماعة الإخوان المسلمين المعتصمين بمنطقة رابعة العدوية اقتحام قاعة المؤتمرات بمدينة نصر، فإن وزارة الداخلية تحذر من مغبة الإقدام على مثل تلك التصرفات، أو أية محاولات للتعدي على منشآت الدولة، وذلك بحسب ما نقلت عنه "بوابة الأهرام".
وأكد المصدر، في بيان الاثنين، أن الأجهزة الأمنية ستتصدى بكل القوة والحسم لتلك المحاولات، ولن تسمح بمثل تلك الممارسات التي تعد انتهاكاً لسيادة الدولة وتهديداً لمصالح الشعب.
وكانت السلطات الأمنية بالقاهرة تمكنت، الاثنين، من إلقاء القبض على أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط ونائبه المحامي عصام سلطان بمنطقة المقطم بالقاهرة.
وبحسب وكالة أنباء الشرق الأوسطـ، فإن معلومات كانت قد وردت إلى اللواء جمال عبدالعال، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، عن تواجد ماضي وسلطان بأحد العقارات بمنطقة المقطم، وتم على الفور تشكيل فريق بحث موسع قاده العميد عصام سعد، مدير المباحث الجنائية، للتأكد من صحة المعلومات واستكمالها.
وأضافت الوكالة نقلاً عن مصدر أمني، أن تحريات فريق البحث أسفرت عن تحديد مكان اختباء ماضي وسلطان بأحد العقارات التي ما زالت تحت الإنشاء بمنطقة المقطم، وعقب تقنين الإجراءات الأمنية اللازمة، وبالاشتراك مع قطاع الأمن المركزي تمت مداهمة العقار وضبطهما وبحوزتهما مبالغ مالية كبيرة من عملتي "الدولار واليورو".
وقامت الأجهزة الأمنية بترحيلهما إلى سجن طرة، تمهيداً لاستجوابهما بمعرفة النيابة العامة، في اتهامات تتعلق بالتحريض على قتل المتظاهرين، وإهانة القضاء.
ويقبع بسجن طرة قياديون إسلاميون في طليعتهم الشيخ حازم أبوإسماعيل، ورئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد سعد الكتاتني.
وكان المستشار ثروت حماد مستشار التحقيق المنتدب من وزير العدل للتحقيق في وقائع إهانة السلطة القضائية والإساءة لرجالها، أمر بضبط وإحضار عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط، في قضية اتهامه بإهانة قضاة مجلس الدولة عبر أحاديث أدلى بها لوسائل الإعلام المختلفة.
التحقيق مع المتهمين خلال ساعات :
هذا وسوف يقوم فريق من النيابة بالانتقال إلى سجن طرة خلال ساعات للتحقيق مع المتهمين.
من جانبه، قال حاتم عزام، نائب رئيس حزب الوسط: "إن اعتقال أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط وعصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط، جاء بسبب انحيازهما للشرعية الدستورية والديمقراطية، ورفضهما ما أسماه بـ"الانقلاب العسكري" لمحاربتهما للنظام القديم"، على حد قوله.
واعتبر عزام في تدوينة له على صفحته الرسمية على "فيسبوك" قال إن اعتقال ماضي وسلطان هو جزء من مسلسل تكميم الأفواه والإرهاب لكل السياسيين الذين يقفون ضد "الانقلاب العسكري" ويقاومون عودة الدولة المباركية دون مبارك.
ومن جهته أكد أحمد ماهر، أمين شباب الوسط وعضو الهيئة العليا للحزب عبر صفحته الرسمية على فيسبوك أن "الوسط" فكرة خلقت ولن تموت.
وأضاف ماهر: "الثمن الذي يدفعه الآن قيادات الوسط بسبب موقفهم الصلب والتاريخي ضد الانقلاب البغيض.. هذا لن يثنينا ولو للحظة عن استمرار مسيرة الحزب الرافضة للانقلاب العسكرى"، بحسب قوله . |