صادق السالمي - المؤتمر.. حزب الشعب إذا كان الإسلام هو دين الفطرة فإن المؤتمر الشعبي العام هو حزب الفطرة في اليمن فكل مواطن يمني يولد مؤتمري وأبواه يأخونانه أوِ يأشركانه اويبعثنانه او ينصرنانه او يحوثنانه لكن فطرته السياسية هي المؤتمر الشعبي العام الحزب الذي تستظل بظله كل فئات الشعب فلا هو مقتصر على رجال الدين ولا على المشائخ ولا على القوميين ولا اليساريين ولا السلفيين ولا آل البيت ولا الكادحين ولا ولا.
انه حزب الجميع بلا استثناء وهو الحزب الذي يمكن القول إن من فيه من القيادات من المحترفين القادمين من الأحزاب الأخرى أكثر مما فيه من أبناءه..
انه حزب من لا حزب له وحزب من ضاق به حزبه وحزب من خاب أمله في حزبه وكل من تقطعت به السبل وضاق عليه الخناق في حزب من الأحزاب يجد في المؤتمر مأوى وملاذ ورعاية واهتمام ومنصب ..كذلك في المؤتمر الذي لايشترط في عضويته تزكية إمام جامع أو حلقة تحفيظ كما لايشترط العلمانية أو اليسارية أو القومية في عضويته لكنه يقبل الجميع ولا يدينهم بموجب قناعاتهم أو مبادئهم أو ماضيهم ولا يشترط في عضويته شيء لأنك عضو فيه رغم انفك كونك يمني وقد تذهب في نزهة أو نزهات لعدة أحزاب لكنك تعود في النهاية لفطرتك وحزب المؤتمر..
المؤتمر هو الحزب الذي تلجأ إليه في أوقاتك الصعبة ولا ضرب مثل طازج كل من ثاروا ضد المؤتمر في أزمة 20011م واستقالوا منه وتخلوا عنه وهاجموه لم يجدوا خيارا غيره ..الآن يواجهوا أخونة الدولة والمجتمع ..وكل الذي انقلبوا ضد المؤتمر لم يجدوا سوى المؤتمر يحتمون به مما يتعرضون له من ظلم واضطهاد واجتثاث وكلهم جميعا عادوا يجرون أذيال الخيبة والندم ويقدمون اعتذارهم للمؤتمر الذي يقدم للجميع تجربة رائدة في التسامح والديمقراطية وقبول الرأي والرأي الأخر ..
وليتذكر المعارضين لنظام صالح من أين اطلوا علينا بنقدهم .. هل من قناة سهيل أو من الفضائية أو من المسيرة أم من قناة اليمن اليوم التي وفرت لهم منبرا للتعبير عن وجهات نظرهم رغم أنهم محسوبين على ما تسمى بالثورة التي حدثت ضد المؤتمر فيما قنوات الثورة المزعومة لم تسمح لهم حتى بمدح ثورتهم ..واسألوا نايف القانص أين ذهب بعد أن ضربه المشترك واسألوا محمد المقالح الذي قال انه سيحاكم صالح أثناء الأزمة.. هل يكتب بحرية في الصحوة أم في صحيفة اليمن اليوم ..وهل انتقد صالح في سهيل أم في اليمن اليوم ..؟
واسألوا فكري قاسم والرازحي والخيواني.. هل يكتبون في الثوري والوحدوي ام في اليمن اليوم..؟ واسألوا رحمه حجيرة ونبيل الصوفي وكادر اليمن اليوم من اشتراكيين.
كان السلام هو الأساس الذي نشأ عليه المؤتمر الشعبي العام إذ انه عقد كمؤتمر للمصالحة الوطنية ولإرساء أسس الدولة الحديثة ولإنهاء الصراع والاقتتال بين فصائل العمل السياسي المسلح وضم في إطاره الجميع من ناصريين واشتراكيين وإخوان وبعث ومشائخ وعسكريين وأكاديميين ورعيه الكل انخرط في المؤتمر وساهم ببلورة رؤية وطنية متوازنة ترضي جميع الأطراف تمثلت في الميثاق الوطني وتوجت قراراته بصدور العفو العام عن الجميع بما يطوي الماضي ويفتح صفحة جديدة أمام الجميع...
بعد إعلان الوحدة والتعددية خرج الجميع من تحت عباءة المؤتمر ولم يتبقى فيه إلا قلة ارتبطت بمصالح السلطة وهذا شكل نقطة ضعف في أداء المؤتمر وجعله قبلة للباحثين عن الامتيازات من مختلف التيارات في ظل استقطاب سياسي رديء انخرط فيه الجميع فكما كان المؤتمر يقدم امتيازات كان يقدم الاشتراكي ما يوازيها ويفوق عليها وكان الإصلاح يفعل ذلك أيضا والبعث والناصري وغيرهم وبالطبع فهذا خطأ يغفره للمؤتمر افتقاره للخبرة التنظيمية والأساس العقائدي لكن ما الذي يغفر هذا الخطأ لأحزاب عقائدية ذات أسس تنظيمية وخطوط سياسيه ثابتة مثل الإصلاح والاشتراكي والبعث والناصري والتي شاركت جميعها بلعبة الامتيازات وكانت جميعها تراهن على سقوط المؤتمر في الانتخابات بفعل هشاشة بنيته التنظيمية إلا أن النتيجة صدمة الجميع فقد حصل المؤتمر على الأغلبية رغم إغلاق الجنوب للاشتراكي...
على أي حال ارتباط المؤتمر بالسلطة وانفتاحه على الجميع جعله قبلة للانتهازيين والمرتزقة من جميع التيارات التي اقبل رموزها على المؤتمر في مهام تخريبية وافساديه واضحة والكل انخرط فيه ومارس جميع السلبيات باسمه مما جعل المؤتمر رديفا لفساد هؤلاء ابتداء من علي محسن وليس انتهاء بنصر طه الإصلاحي بينما المؤتمر منهم براء لأنه حزب الحفاة العراة كما قال الجندي الذي لا تربطهم مصلحة سوى مصلحة الوطن والذين ظلوا على عهدهم ووفاءهم للمؤتمر في الوقت الذي غادره اللاعبين المحترفين من لصوص ومرتزقة الأحزاب الأخرى الذين عاد كل منهم إلى حزبه وبقى وحده الشعب مع المؤتمر مع حزب الشعب..
|