عبدالرحمن الزيادي -
قبل فوات الأوان ..!
بدأت أشعر كمواطن بقلق أكبر على مستقبل الجيش والأمن المرتبط بهما, مستقبل وأمن اليمن ..
زيارات وزير الدفاع والداخلية لمأرب أظهرت أسوأ صورة لجمع المعسكرات عكس ما كنا نشاهده في عهد الرئيس السابق الذي كان يقوم بزيارات دورية للمعسكرات ونرى القوات تملأ الساحة التي يلقي فيها كلمته اليوم.
الخبر تحدث عن جمع ثلاثة ألوية في مأرب والعدد الموجود أمام الوزير بالعشرات فقط بصفوف غير منظمة وفراغات مخزية بل ومخيفة.. عكس الفراغ العسكري الواضح للعيان عدداً وعدة وهذا يضع تساؤلات كبيرة ؟
أهمها .. أين ذهب أبناء القوات المسلحة .. وهل تم تسريح الكثير منهم, لإفساح المجال أمام القوى الإرهابية والتخريبية للعبث بأمن هذا البلد ؟ لذلك لا تستغربوا من حكاية كلفوت وأمثاله واتوقعوا ظهور عشرات الكلافيت غيره.
الداخلية أيضاً ظهرت بنفس الصورة الباهتة في مدينة مأرب بالرغم أن القوات التي تم جمعها من مختلف صنوف الأجهزة الأمنية بما فيها الأمن العام الذي لم يكن يحضر لتعبئة الفراغات كما حدث اليوم ومع ذلك فإن الصورة كانت تعكس فداحة ما وصلت إليه من ضعف وتسيب عدداً وعدة بالإضافة لتدهور كبير في المظهر من خلال إختلاف الألوان للزيات على مستوى الوحدة الواحدة, فمثلاً تشاهد أفراد الأمن المركزي يرتدون أزياء مختلفة فمنهم لا يزال يرتدي الزي القديم والبعض الآخر الزي الجديد المعروف حالياً لكنه في حالة رثة وهذا يسمح بوجود إختراقات خطيرة للأجهزة الأمنية من قبل القوى المتطرفة .. الغريب أن حجم القوة الموجودة في مدينة مهمة كمأرب فيها أهم مصادر الدخل والخدمات تكون بهذا الشكل الغير مسؤول إطلاقاً.
أما في أبين فقد قام المحافظ بزيارة لأحد الألوية المتواجدة هناك ولم يكن الأمر مختلفاً عن مأرب فقد ظهرت المليشيات الشعبية أكثر من أفراد اللواء الموجود هناك وكأنها البديل الشرعي للقوات المسلحة والدولة عموماً.
خلاصة القول أن القوات المسلحة والأمن تمر الآن بأسوأ مرحلة تدهور في تأريخها تستدعي مسائلة ومحاسبة القائمين عليها ومراجعة سياسات الدولة تجاه أهم منجز ومكسب للدولة والشعب وصمام أمان الوطن ووحدته الوطنية ممثلاً بالقوات المسلحة والأمن قبل فوات الأوان ..!!!