جميل الجعـدبي - درس رئاسي مؤلم يُعكر مزاج (وزراء المهجر) ويفسد خلوتهم بزيارته التفقدية لجزيرة سقطري عشية عيد الاضحى المبارك وقضائه عطلة العيد متفقدا احوال المواطنين في محافظتي حضرموت وعدن يكون رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي وجه بشكل غير مباشر درسا سياسيا شديد القسوة لحكومة باسندوة وافسد على نصف اعضائها المهاجرين خارج نطاق التغطية خلوتهم الاستجمامية .
ففي حين كان 16 وزيرا يمنيا في مقدمتهم رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة حزموا امتعتهم مبكرا قبيل موعد بدء الاجازة الرسمية وغادروا صنعاء قاصدين دول عدة في مهام تنوعت مابين مباحثات رسمية ، و نقاهة وتطبيب ، ومابين حج و(لقاط مسابح) ، فاجأ رئيس الجمهورية الاوساط السياسية والاعلامية بخبر وصوله أرخبيل سقطرى في زيارة تفقدية لأوضاع الأرخبيل والوقوف على الاحتياجات التنموية والخدمية لأبناء سقطرى ومشاركتهم الاحتفالات بالعيد الذهبي لثورة 14 أكتوبر المجيدة وعيد الأضحى المبارك.
وكان لافتا عدم مرافقة ايا من وزراء حكومة الوفاق الوطني لرئيس الجمهورية في زيارته التفقدية الغير متوقعة ، قبل ان يظهر وزير الصحة العامة والسكان د احمد العنسي مع رئيس الجمهورية في زيارته التفقدية لمحافظة عدن التي وصلها في ال16 من اكتوبر ايام اجازة العيد للوقوف على احتياجاتها الخدمية والتنموية ومشاركة أبنائها احتفالات عيد الأضحى المبارك والعيد الذهبي لثورة 14 أكتوبر المجيدة
رسائل رئيس الجمهورية العيدية الاولي من نوعها خلال خطاباته ولقاءاته بمسئولي السلطات المحلية وممثلي المنضمات المجتمعية والاحزاب السياسية وقبلهم جميعا المواطنين في كل من سقطري ومحافظة عدن لاقت ارتياحا شعبيا واسعا وفتحت ابواب النقاش حول جدوى سفريات وزراء حكومة باسندوة في حوار مجتمعي مفعم بالسخرية والنقد اللاذع شغل مجالس المواطنين في عموم المحافظات ايام عيد الاضحى المبارك .
ورغم ان المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية حددت مهام رئيس الجمهورية ومهام رئيس واعضاء الحكومة كلا على حدة الا ان رئيس الجمهورية كثيرا ما احتاج ليكون رئيسا للجمهورية والوزراء في وقت واحد واحيانا وزيرا ومحافظ محافظة فمنذ اول خطاب له عام 2012م وصدور توجيهاته لوزراء الاعلام والداخلية والعدل والدفاع بملاحقة وضبط وتجهيز ملفات المتهمين بجرائم ضرب انابيب النفط وخطوط الكهرباء والاختطافات وقطع الطرقات ومحكمتهم - حتى غيابيا - لايزال اليمنيون يتجرعون اثار هذه الجرائم باستثناء اعلان اسماء المتهمين بارتكابها .
ونجحت رسائل الرئيس هادي للوزراء في إستنهاض روح المسئولية لدى عدد قليل منهم حيث شوهد وزير الصحة والسكان الدكتور احمد العنسي يوم 14 اكتوبر يتفقد جاهزية مستشفيات امانة العاصمة ومحافظة صنعاء للاطلاع على سير العمل بالمستشفىات والاستعدادات المتخذة لبرنامج الطوارئ والاسعاف خلال فترة إجازة عيد الاضحى المبارك.
ومثله فعل وزير النقل الدكتور واعد باذيب حينما تفقد ذات اليوم مستوى خدمات الركاب التي يقدمها مطار صنعاء الدولي عبر صالات الوصول والمغادرة ، مطلعا على استعدادات المطار لتسهيل كافة الخدمات للمسافرين أثناء عطلة عيد الأضحى المبارك والاستعدادات لاستقبال الحجاج اليمنيين القادمين من الأراضي المقدسة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة .
و على نفس المنوال تبعهم وزير المياه والبيئة عبده رزاز صالح يوم 16 اكتوبر متفقدا سير العمل في عدد من المؤسسات المحلية للمياه والصرف الصحي في عدد من المحافظات للإطلاع على مدى سير العمل خلال إجازة عيد الأضحى المبارك.وهذا طبعا غير انشطة كلا من وزيري الدفاع والداخلية والمرتبطان في علاقتهما بالرئاسة بتعاليم وقوانين عسكرية صرفة .
وفي ردود الافعال على درس الرئيس هادي قال مصدر مسئول في مكتب رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة يوم 15 اكتوبر ان باسندوة (سافر الى المانيا للعلاج وليس بغرض الاستجمام ) ، وفيما لم يكشف المصدر عن تكلفة سفرية رئيس الوزراء (اكد انها على نفقته الخاصة سواء في هذه السفرية أو السفريات السابقة) ، وقال انه (حرص على ان تكون هذه الرحلة خلال إجازة عيد الأضحى المبارك وليس خلال أيام الدوام وذلك حتى لا يتخلف عن القيام بواجباته ومهامه الرسمية فى خدمة الوطن والشعب).
وامس الثلاثاء اكد راجح بادي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء محمد سالم باسندوة تدهور الحالة الصحية لرئيس الوزراء ونقلت صحيفة (السياسة) الكويتية عن بادي توضيحه انه كان يفترض عودة رئيس الوزراء إلى صنعاء يوم الاثنين لممارسة مهامه, لكن الأطباء نصحوه بالبقاء أياما أخرى.
وكالعادة هاجم مصدر مجلس الوزراء وسائل الاعلام والصحف التي تناولت اخبار من باتوا يعرفوا شعبيا بـ(وزراء المهجر) واتهمها باثارة البلبلة والزوبعة والتشهير بشخص رئيس الوزراء .
العلل الصحية المتكررة لباسندوة واعضاء حكومته تكشف افتقار احزاب اللقاء المشترك لكوادر ادارية شابة ، وتسقط اسطوانة اهمال النظام وعدم اهتمامه بالكوادر والخبرات لسنوات ماضية .
وجاء الرد الثاني من وزير حقوق الانسان الاستاذة حورية مشهور التي بررت سفريتها بثلاثة اسباب قائلة (أنا في بيروت بدعوة من MBCللمشاركة في برنامج نواعم ولعمل فحوصات طبية دورية بسبب إصابتي سابقاً بالسرطان ولقضاء العيد مع أبنائي ( وكتبت على صفحتها بموقع (تويتر) مهاجمة منتقدي سفريات الوزراء قائلة :" الآن لما بتفلسفوا علينا كانت هناك منظمات مجتمع مدني تسافر على نفقات الدولة ولتلميع أركان النظام"
والى وزارة التخطيط والتعاون الدولي التي حل وزيرها على راس قائمة اكثر الوزراء سفريات حيث صرح مصدر مسؤول هناك يوم السبت 19 اكتوبر أن من مهام واختصاصات الوزارة هو تمثيل الحكومة اليمنية في المفاوضات والمباحثات مع كافة الجهات المانحة، سواء كانت دول أو منظمات، أو صناديق دولية.
وأكد المصدر أن الوزارة لا تأخذ أي أموال من الجهات المانحة، وان "جوهر عمل الوزير هو التفاوض والتباحث مع كافة الجهات المانحة في الداخل أو الخارج". وقال المصدر ان وزير التخطيط مثل اليمن في 3 سفريات لمشاركات خارجية نيابة عن رئيس الجمهورية .وأكد المصدر إن الدكتور السعدي لا يغادر وزارته إلا لمهام رسمية، وبأوامر وموافقة من رئاسة الوزراء..!
|