حسن اللوزي -
من وحي الحج الى بيت الله العتيق
بيت تشتاق اليه الأرواح
تلتهب الأفئدة حنينا لمشاعره القدسية
وتطوف الأنظار بمرئى هالته النورانية
وتذوب الأجساد لمعنى السفر اليه
وتحنو الأحشاء عليه بيت الله
ذاك المحروس بالطارف الله
وجليل الجبروت الأعظم
«»»»»»»»»»»»
بيت يحفل ببهاء الأسرار الكونية
و حضور الروح الانسانية
تلتم اليه جهات الدنيا في كل الصلوات
وكضمات الصدر لمركز قلب الارض
في عمق الكرة المحروسة بالماء.. واحضان النور
ما اروع طلعتها اليوم امام جميع المخلوقات
في عرس مكتوب للضيوف الرحمن
في وقفة عرفات الله
في ذروة معنى الحج الى بيت الله
نشدان العودة لذماءالنبع الاول
واستبطان بيان الأنباء
وخطوط البصمات لمعراج كمال الأديان
والفوز بتوحيد الديان
ذاك المكتوب هناك
في سدرة ماحفظته ضلوع العلياء
واماطته دلالات السراء
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
من أزل كان النبع الصافي في هذي البطحاء
كان الحج ينيخ ركاب الايمان هنا
مذ كان الانسان وكان الايمان
وكانت كل قرابين الوصل تساق اليه
وكان ضياء الهدي الأبدي يعشش فيه
وتقيم التقوى في حضن الحق
ايلافا مقصودا للخلق
لاجوع ولاعطش ولاخوف
عري في معنى الذلة لله !!
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
من اول من لبى ؟؟
-- عقل الانسان
-- من اول من أهدى ؟
القلب الخاضع بالطاعة للرحمن
من اول من حج الى تلك المهجة من جسد الارض؟؟
والدناالمخفوربعلم الاسماء !!
وحواء
وما انفك لذلك يعتمر ويحج رجال ونساء
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
تنتصب الكعبة في افق الأزمان
كالهودج فوق سنام الصحراء
رمزا لزكاة العمر
وإقامة كل الأركان
ودليلا أبديا لجلال الوحدة في معنى التوحيد لذات الديان
لارفث ولا أسئلة تتهجى اللغو
في هذا الحشد القادم من نفس واحدة
بجميع السحنات ... الأجناس ... وكل الألوان
رجال ونساء في نهر التقوى
ومدارج فوز يتسامى فيها الكل
طمعا في اعظم ما يحتاج اليه الانسان
ليعودوا في طهر الاطفال
« من حج مبرور ..... وذنب مغفور »
في القلب تتردد آيات التنزيل
تصدح بالتلبية جميع الأفواه
ذلا وخضوعا لله
حمدا لولي النعمة والجاه
وآداءا لمناسك لا تخلو من عصف الفكر ومن غيمات الظن !!
والترويض لأعضاء الجسد بأثقال الإجهاد
في أكناف المهجة في الصدر المتسع لأهل الايمان
واستكشاف صلات الانسان بمعنى الروح
وتلاقي فيض الظل بوهج النور
ولذاك الارض تدور !!