الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 06:24 م
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
المؤتمر نت - 
لا يقبل الإخوان، بطبيعة تكوينهم كجماعة بأن تكون هناك تراتبية طاعة لغير الأمير أو «المرشد» كما أن العقيدة الوطنية، التي تحملها الجيوش، تتناقض جدلياً مع «قواعد البيعة» التي يروجها الإخوان

الأربعاء, 04-ديسمبر-2013
أحمد عمر الاهدل -
سر كراهية «الإخوان» للجيوش الوطنية!!
هل انتبه الناس: للخدعة الكبرى التي يروجها الإخوان بأنهم مع «الدولة المدنية» وهم لا يمكن أن يقبلوا بجيش وطني نظامي؟
تعود العلاقة الحميمة، بين الدين، والقوة العسكرية النظامية، إلى قرون طويلة منذ أيام الفراعنة، في وادي النيل، حين كان الفرعون يحكم وعلى يمينه قائد الجند، وعلى يساره كبير الكهنة.. وفي أوروبا القرون الوسطى، لعب الدين دوراً أساسياً في التعبئة العسكرية ،إلى أن انتهى دور الكنيسة في السياسة، وفي بداية توسع الدولة الإسلامية من شبه الجزيرة العربية إلى أوروبا وآسيا، كان الدين عاملاً أساسياً في تكوين جيوش الغزوات الاسلامية، ومع بدايات تنظيم «الإخوان» في مصر، قبل أكثر من ثمانية عقود، كانت عينهم على الجيش، حيث حاولوا تجنيد ضباطه ودعوة جنوده، الى عقيدتهم، لكن طبيعة الجيوش الحديثة، وتطور الدولة وبيروقراطيتها، ما كان ليسمح بالعودة إلى القرون الوسطى وما سبقها وكان الشقاق بعد ثورة 1952م.. في مصر حين قامت قيادة الجيش بإبعاد «الإخوان»، إثر محاولاتهم، للهيمنة على الثورة والسلطة، في مصر..

وكان أخطر ، صراع بين الإسلام السياسي والجيش، هو ما شهده الجيش النظامي اليمني، في مطلع الستينيات 1962م حيث قاد الاخوان المسلمون في اليمن، أخطر حركة تدميرية، للجيش النظامي، وما جرى في الجزائر على مدى عقد من الزمان، بعد أن منع الجيش، الإسلاميين من الوصول إلى السلطة، في مطلع تسعينيات القرن الماضي، واستمر العداء، من ذلك الحين في أماكن ودول متفرقة (وقد استطاع الاخوان الربط بين الجيش والأمن في بعضها) حتى عادوا بقوة في الأعوام الأخيرة مع التغييرات في بعض دول المنطقة، لتدمير الجيوش بسياسة مختلفة، ففي ليبيا قتلت تلك الجماعات، المئات من ضباط الجيش الليبي، فيما يجري التطبيل لبناء جيش وطني في إطار بناء دولة مدنية في ليبيا لكي يستكمل الإخوان سيطرتهم عليها، وفي اليمن حدّث عن القتلى والجرحى ولا حرج، أما في شبه جزيرة سيناء وغيرها، فها هم المسلحون المرتبطون بالإخوان يواصلون حربهم ضد الجيش المصري وكذلك الأمر نفسه في تونس، حتى في سوريا أغلب جماعات الأجانب المتسربلة براية الإسلام تقاتل الجيش النظامي السوري ليس لتحقيق أهداف المعارضة بتغيير النظام وبناء سوريا جديدة، وإنما بغرض أساسي هو تدمير ذلك الجيش النظامي السوري، وقد يبدو الصراع مختلفاً في تركيا مثلاً -لأنه لم يأخذ شكلاً دموياً- ولكنه في الأساس لا ينفصل عن موقف الإخوان المعادي للجيوش.

لا يقبل الإخوان، بطبيعة تكوينهم كجماعة بأن تكون هناك تراتبية طاعة لغير الأمير أو «المرشد» كما أن العقيدة الوطنية، التي تحملها الجيوش، تتناقض جدلياً مع «قواعد البيعة» التي يروجها الإخوان لتسهيل سيطرتهم الشمولية وتحقيق مكاسبهم الانتهازية ولعل ما جرى في مصر، ويجري في غيرها مثل تونس والسودان، واليمن الآن، يكشف للناس الكثير عن الموقف العدائي للإخوان من الجيوش الوطنية، ومن الدولة الحديثة العصرية بشكل عام.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر