المؤتمرنت - النهاري :خطاب المؤتمر تقدمي وطني بامتياز وهناك قوى تريد حكم اليمن على تلّ من الخراب وصف نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام عبدالحفيظ النهاري خطاب المؤتمر منذ بداية الأزمة والفتنة وحتى الآن بانه يعد خطاباً تقدمياً بامتياز، وهو خطاب وطني واع نافح عن الشرعية الدستورية والديمقراطية ودافع عن مؤسسات الدولة من هجمات القوى الانقلابية والإرهابية وقاوم العنف والتخريب.
وقال النهاري: إن خطاب المؤتمر هو الخطاب الوطني الوحيد الذي عبر عن ضمير الشعب ودافع عن مكاسب الثورة والوحدة اليمنية، وحذر بوعي وبمسؤولية من الفتنة ومن الفوضى ومن جر البلاد إلى المجهول.
وأضاف نائب رئيس إعلامية المؤتمر في مقابلة مع صحيفة اليقين :إن خطاب المؤتمر بعد فبراير هو امتداد لرؤيته وحدسه السياسي المجرب والتحذيري من الانقلاب على التسوية السياسية والانقلاب على الديمقراطية في البلاد ومبدأ التداول السلمي للسلطة، والانقلاب على مستقبل التغيير في اليمن؛ لأن التغيير ليس أبداً إحلال المشترك محل المؤتمر في الحكم كما يرغبون.
وأوضح النهاري أن المشهد السياسي اليمني تتخطفه الرغبات الانقلابية ورغبات التدمير والتخريب.
وقال :هناك قوى تريد أن تحكم اليمن من على تلّ من الخراب والدمار، غير عابئة بالمقدرات الوطنية، وبما أنجز خلال خمسين عاما من التضحيات والمحاولات والجهود الثورية.
وأضاف نائب رئيس إعلامية المؤتمر :هناك قوى متخلفة تريد أن تصنع ثورتها الأيديولوجية والتنظيمية على أنقاض ثورة الشعب سبتمبر وأكتوبر، ولا يهمها أن تأتي على أسنّة المستعمر من جديد، ولا أن تكون أداة الخارج لتدمير مقدرات الأمة.. وهذا غير محصور في اليمن، بل يحدث في كل الأقطار العربية التي طالتها يد الفوضى والتخريب المقنّعة باسم الربيع العربي.
مردفاً :لكن وعي الشعب اليمني والقوى الحية فيه وفي مقدمتها المؤتمر الشعبي العام وأنصاره ومحبيه وعامة الشعب، أفشل الأجندة الأجنبية في المنطقة، تماماً كما أفشل الجيش المصري تلك المؤامرة. لكن الفريد في اليمن أن المشروع المزيف سقط بفعل الشارع وسقط بدفاع الشعب عن شرعيته الدستورية والديمقراطية والمؤسسية.
المؤتمرنت يعيد نشر نص المقابلة :
• بداية أين غاب السياسي عبدالحفيظ النهاري طيلة العامين الماضيين بعد أن كان أحد أبرز الأصوات الجهورة في الساحة السياسية؟
كان غيابا اضطراريا بفعل الالتزامات الأكاديمية وارتباطي بواجباتي تجاه استكمال أطروحة الدكتوراه في الجامعة التونسية، وضغط الآجال المحددة لذلك.
• مواصلة التعليم والدراسة في هذا الوقت بالذات، هل هو هروب أو يأس من الشأن العام؟ أم هو استدراك متأخر لما أمكن من الشأن الخاص؟
لا هو هروب ولا يأس من الشأن العام.. لكنه التوقيت غير المناسب -الخارج عن إرادتي- توقيت الجامعة وتوقيت العمر. ومع ذلك هو أقرب إلى الاستدراك المتأخر بعد أن أفنينا شبابنا على أمل أن نساهم في تقدم البلاد.. ويبدو أننا نهدر من طاقاتنا الذهنية ما لا نعوضه في هذا الضجيج والضوضاء الفاقدة للمعنى والمفسحة للجهل مجالا أكثر مما ينبغي.
• كيف تنظر إلى المشهد السياسي في اليمن؟
المشهد السياسي اليمني تتخطفه الرغبات الانقلابية ورغبات التدمير والتخريب.
* كيف؟
هناك قوى تريد أن تحكم اليمن من على تلّ من الخراب والدمار، غير عابئة بالمقدرات الوطنية، وبما أنجز خلال خمسين عاما من التضحيات والمحاولات والجهود الثورية.
• من هي هذه القوى؟
هناك قوى متخلفة تريد أن تصنع ثورتها الأيديولوجية والتنظيمية على أنقاض ثورة الشعب سبتمبر وأكتوبر، ولا يهمها أن تأتي على أسنّة المستعمر من جديد، ولا أن تكون أداة الخارج لتدمير مقدرات الأمة.. وهذا غير محصور في اليمن، بل يحدث في كل الأقطار العربية التي طالتها يد الفوضى والتخريب المقنّعة باسم الربيع العربي.
لكن وعي الشعب اليمني والقوى الحية فيه وفي مقدمتها المؤتمر الشعبي العام وأنصاره ومحبيه وعامة الشعب، أفشل الأجندة الأجنبية في المنطقة، تماماً كما أفشل الجيش المصري تلك المؤامرة. لكن الفريد في اليمن أن المشروع المزيف سقط بفعل الشارع وسقط بدفاع الشعب عن شرعيته الدستورية والديمقراطية والمؤسسية.
اليمن أسقط مؤامرة الخراب العربي من خلال الشارع وجماهير ميدان السبعين.. وهذا ما أربك المشروع الإمبريالي في المنطقة قبل إرباكه في سوريا ومصر؛ وهو ما اضطره إلى اللجوء إلى تفجير جامع دار الرئاسة، مميطا اللثام عن وجهه الإرهابي والعنيف وغير السلمي.
الشارع الحقيقي والواعي في اليمن أسقط المشروع الإمبريالي الجديد؛ لذلك سقط شعار السلمية الزائف واستخدمت أحدث أدوات العنف في مسجد الرئاسة إنقاذا للمشروع الإمبريالي في المنطقة، الذي أريد تمريره زيفا تحت شعار السلمية والشارع، وقبل الإسلاميون -بطمع وقلة ورع- أن يكونوا القفاز الذي ينفذ به واليد التي تقتل وتخرب وتسفك دماء أبناء الشعب والأمة من أجل السلطة.
ما حدث في اليمن لم يأخذ حقه من الفهم والتحليل في المنطقة والعالم. اليمن كانت أول محطة أسقطت شعبيا وجماهيريا المشروع الإمبريالي الجديد، وأسقطت الجماهير والشارع اليمني المضاد خطأ القراءة والتقديرات الخارجية. كانوا يصدقون أنفسهم أو يريدون أن يصدقوا بأن النظام في اليمن يتطابق مع بقية الأنظمة الديكتاتورية في المنطقة فوقعوا في شر تشخيص "المشترك"، الذي أوقع الخارج في فخ التشخيص الخاطئ، وانكشف الفقر الجماهيري والفكري والأخلاقي للمشترك. وحتى عودة المشترك كلاعب سياسي في التسوية السياسية كان للمؤتمر فضل فيها، وإلا لتقاذفهم الشارع وقذف بهم إلى الهامش - مكانهم الطبيعي. ثقافة الثأر وسياسته أعمت المشترك، وأصبح الثأر السياسي الماضوي هو النظارة التي تقود أفعاله الحاقدة وغير البناءة.
• أنا سألتك عن المشهد السياسي الراهن وليس الماضي؟
الآن وبعد أن نجح الشعب اليمني، بوعيه الفطري والوطني وبخبرة ووطنية علي عبد الله صالح وسياسات المؤتمر الوطنية والمسؤولة، في امتصاص الهجمة الإمبريالية الجديدة تحاول القوى الانقلابية الإرهابية المتطرفة والعنيفة أن تحقق بالانقلاب وبتخريب مؤسسات وبُنى الدولة ما أخفقت في فعله عبر الشارع.
وتحاول عبر المجتمع الدولي والإقليمي أن تحوّل التسوية إلى أداة انقلابية بتأويل أحادي، في محاولة يائسة لتحقيق ما فشلت القوة والتخريب وكذبة الشارع في تحقيقه من أهداف إمبريالية.. وهذا ما لن يتم، وما سيصطدم بوعي الشعب اليمني وبإرادته الصلبة والقوية في الحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره وتنميته، وهي الأهداف التي بذل الشعب من أجلها الكثير من التضحيات عبر مسيرة ثورته سبتمبر وأكتوبر.
* تتحدث عن الإمبريالية وكأنك لا زلت في الثمانينات، وتتحدث عن ميدان السبعين وكأنك لا زلت تعيش عام 2011م! وتصف شركائكم في التسوية بأنهم إرهابيون وتتهمهم بتخريب مؤسسات الدولة بينما حزبك المؤتمر يتهمهم بالاستيلاء على الدولة، فكيف لمن يستولي على الدولة أن يخرب مؤسساتها؟
ومن قال بأن الإمبريالية قد انتهت؟ بل هي اليوم متغولة أكثر من أي وقت مضى. وبمتابعة المفكرين الغربيين المعاصرين، وبالذات في المدرسة النقدية، سنجد بأن الإمبريالية قد جددت تغولها، بل هي عادت عسكرياً كحالتها الاستعمارية الأولى، بعد أن تخفت لفترة تحت غطاء الإيديولوجيا، وفترة تحت غطاء الاقتصاد المعولم، إلا أنها ما لبثت أن كشرت عن أنيابها العسكرية المباشرة باحتلال العراق وأفغانستان وبضرب ليبيا، وبرغبة ضرب سوريا.. وهي حاضرة الآن بصورتين: إحداهما شوارعية وإعلامية تهدف إلى نشر الفوضى وتخريب مقدرات الأمة العربية وضرب مؤسسات الدولة الوطنية، والأخرى عسكرية بعنوان الناتو.
الإمبريالية اليوم تكشف عن وجهها البشع أكثر من أي وقت مضى وسأحيلك إلى (نعوم تشومسكي) و(يورجن هابرماس) ومقاربتهما للإمبريالية الجديدة ـ القديمة. والوطن العربي اليوم في مهب الإمبريالية أكثر من أي وقت مضى.
أما عن ميدان السبعين وجماهيره فقد تعاظم دوره مقابل تقزم دور الستين والدائري، وخاصة بعد أن ثأر الإرهاب من سلمية السبعين بجريمتيه البشعتين: جريمة جامع دار الرئاسة، وجريمة تفجير السبعين.
• برأيك إلى أين تسير اليمن؟
اليمن بين مفترق طرق: بعد فشل تحقيق الأهداف الإمبريالية الانقلابية بالقوة يراد تحقيقها عبر مؤتمر الحوار الوطني الشامل من خلال محاولة اختطاف مقررات المؤتمر واتجاهاته، واختطاف المبادرة الخليجية وحرفها عن مسارها وأهدافها، ومن خلال جر البلاد إلى الفراغ الدستوري والمؤسسي والديمقراطي من جديد، وجرها إلى الفوضى، مثلما كان المبتغى من وراء القتل الجماعي لكل رموز الدولة وقادتها في مسجد الرئاسة في يونيو 2011م.
اليمن اليوم ميدان لصراع القوى الإقليمية، لكنه حتى الآن ليس محل صراع للقوى الدولية ولا نريده أن يكون كذلك؛ لأنه دفع ثمن الحرب الباردة غالياً وما زال يدفع ثمنها إلى اليوم، حتى بعد أن انهار أحد المعسكرين.
• من يتحمل المسؤولية أكثر من وجهة نظرك؟
يتحمل المسؤولية القوى المتخلفة التي تريد أن يتحول اليمن إلى ساحة لتجارة الحروب وتجارة الأسلحة وتجارة الدين وتجارة المخدرات وتجارة السياسة والاتجار بالبشر والمتاجرة بالأوطان، وتريد تكريس ثقافة قطاع الطرق والمفسدين في الأرض.. ويتحمل المسؤولية كل من يختبئ وراء خطاب سياسي وإعلامي وديني مدافع ومنافح عن الجماعات الإرهابية، ومن يمولها ويحميها من داخل المنظومة الجديدة داخل حكومة الوفاق ودولة الوفاق.
هذه القوى المتخلفة التي تركب زوراً موجة التغيير بالانقلاب تحقق أجندة إقليمية تريد لليمن أن يتحول إلى سلة خلفية لنفايات التطرف والتخلف والإرهاب، ما لم يتصدَّ الشعب للمؤامرة التي تحاك ضده بيد تلك القوى الداخلية المتآكلة والمتكالبة والقبيحة، التي تستخدم كل أدوات الإرهاب والتخريب والعنف ضد الشعب ومقدراته تحت مبرر ما تسميه زورا وبهتانا: التغيير أو الثورة.
* يعني المؤتمر بريء و(حمل وديع) ولا يتحمل أي مسؤولية تجاه ما يحدث الآن؟
المؤتمر الشعبي الآن مستهدف من الخارج ومن الداخل، خارج إرادة أغلبية الشعب اليمني، بعد فشل تمرير ما سمي بالثورة ـ التي أسميها باليمني (البورة)! لأن المؤتمر استطاع شعبيا وسلميا عرقلة تمرير المشروع الإمبريالي الجديد بقفازاته الجديدة، التي بدا الآن وجهها القبيح واضحا أكثر من العام 2011، وظهر للعيان عملاؤها القبيحون الذين يعملون ليل نهار على هدم مقدرات الشعوب العربية والدولة العربية وتقويض الدولة الوطنية المستقلة في الأقطار التي احتضنت موجة "الخريف العربي". المؤتمر اليوم في حالة دفاع ديمقراطي ومدني عن وجوده ووجود واستقلال اليمن ووحدته وديمقراطيته، ويراهن مدنيا وشعبيا على أهدافه وقيمه الوطنية مهما دفع من ثمن، ويراهن على تلاحمه مع الجماهير.
• ما هو المطلوب من القوى السياسية أن تقوم به حالياً؟
مطلوب من القوى السياسية أن تعيد اصطفافها بناء على أسس برامجية بدلاً من الاصطفاف الثأري السابق، الذي كان بدافع إسقاط النظام. وحتى لا تسقط البلاد يتعين على القوى السياسية الحية وذات الضمير الوطني والرؤية التقدمية أن تعيد اصطفافها بناء على المشروع المدني الديمقراطي المستقبلي، الذي يفترض أن يكون من مخرجات الحوار الوطني الشامل، بحيث تفرز القوى السياسية بناء على الرؤية المستقبلية ورهانات الدولة المدنية. وعلى القوى المراهنة على الدولة المدنية المستقبلية والمشروع الديمقراطي المستنير أن تضع يدها بيد المؤتمر الشعبي العام لكي تمنع القوى المتخلفة والمريضة من اختطاف مستقبل اليمنيين، وأن تفض شراكتها مع الإرهاب والعنف والتخريب.
• لماذا لا يستمر الجميع في وضع أيديهم مع بعضهم في مؤتمر الحوار الوطني بهدف إنجاحه والخروج بالبلد إلى بر الأمان؟
مؤتمر الحوار الوطني ضرورة وطنية، بل ومخرج متقدم وحضاري راهن عليه المؤتمر وزعيمه وقادته، لرسم ملامح مستقبل اليمن بشراكة الجميع، لكن هناك من يريد اختطاف قرارات الحوار الوطني وتحويلها إلى أداة انقلابية تحقق ما فشلت القوة والعنف والإرهاب والتخريب في تحقيقه، وهذا لا ينسجم وطبيعة مؤتمر الحوار الوطني الشامل وأهدافه وتكوينه ووظائفه.
والمؤتمر الشعبي يعمل بصمود وبخبرة داخل أروقة مؤتمر الحوار، رغم كل الضغوط الواقعة عليه، ويعمل على إعادة الحوار إلى سكّته الطبيعية التي من شأنها رسم مستقبل واضح وآمن للتغيير والتحديث، بما يلبي حاجة الشعب لا بما يلبي حاجة الأحزاب والجماعات الانقلابية وجماعات العنف والمشاريع الصغيرة الفئوية والمناطقية والحزبية والطائفية.
• هل تندرج فكرة الإقليمين أو الأقاليم المتعددة ضمن هذه المشاريع الصغيرة التي تتحدث عنها؟
أكيد.. هي تندرج ضمن مشروع انفصالي تدريجي لا يعبر عن إرادة الشعب اليمني ولا عن إرادة أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية. ومبدأيا، العبرة ليست في عدد الأقاليم أو كثرتها أو قلتها، بل في الحفاظ على وحدة الوطن أرضاً وإنساناً وتحقيق كرامته على أرضه من خلال: تحقيق العدالة التنموية والسياسية والعدالة في توزيع الموارد والشراكة الحقيقة في الثروة والسلطة وفي الإدارة وصنع السياسات. ومن منظور وحدوي ووطني، نرفض التقسيم على أساس الحدود الشطرية أو المذهبية أو التسويغ والتمهيد لانفصالات مستقبلية.
* وما الضمانات –برأيك- لعدم تحول الأقاليم إلى انفصالات مستقبلية؟
هذا يستلزم وجود ضمانات دستورية وقانونية تمنع أن يكون النظام اللامركزي أو الاتحادي طريقاً إلى الانفصالات أو التشرذم أو التمزق، بمعنى أن يكون التقسيم المتفق عليه ضامناً لوحدة الأرض والمجتمع في الجنوب والشمال على حد سواء.
• وما هو موقفك الشخصي إزاء تمديد الفترة الانتقالية؟
موقفي الشخصي لا يختلف عن الموقف التنظيمي للمؤتمر.. تمديد الفترة الانتقالية يعني وضع البلاد خارج الضابط الدستوري والقانوني والمؤسسي، أي جرّ البلاد إلى الفراغ الدستوري والمؤسسي والديمقراطي وهو ما يخطط له الآن لتحقيق ذات الأهداف الانقلابية ولاختطاف المشروع الدستوري والديمقراطي المستقبلي.
وإذا اختطفت السلطة من قبل الانقلابيين والإرهابيين والمخربين، خارج المرجعية الدستورية والديمقراطية، فسيصبح من الصعب استعادة الشعب لإرادته وحريته واختياره، وسيصبح رهينة النخب المتكالبة عليه وفق مصالحها الحزبية والأيديلوجية والطبقية.
• يعني أنتم في المؤتمر ترفضون التمديد لرئيس الجمهورية الذي هو الأمين العام للمؤتمر؟
محاولة حصر القضية في عبد ربه منصور هادي أو استهدافه من خلال رفض التمديد هو تبسيط للقضية وفيه تضليل كبير؛ لأن الرئيس الانتقالي ما لم يتحول إلى رئيس منتخب من الشعب لفترة طبيعية ودائمة سيكون أول ضحايا التمديد؛ من خلال ضغط القوى الانتهازية عليه وتحويله إلى أداة بيدها، مع فقدانه للمشروعية الديمقراطية الشعبية.
وعملياً لم يعد ما تبقى من الفترة الانتقالية كافياً لصياغة الدستور والاستفتاء عليه وتشريع قانون للانتخابات وآلية انتخابية جديدة، وقيام انتخابات، خاصة وأن شكل الدولة وشكل النظام السياسي لم يتحدد بعد؛ لأن أي شكل يقر في مؤتمر الحوار سيستلزم نموذجاً انتخابياً خاصاً لا سيما في حالة النظام المركب للدولة، الذي يترتب عليه انتخابات محلية/ إقليمية، ثم انتخابات مركزية.. أي انتخابات على أكثر من مرحلة.
كل هذا لا يمكن استيعابه في فترة ما تبقى من الفترة الانتقالية التي حددتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة.. ومن يعملون على تأخير الحوار وعرقلته وعدم إنجازه يهدفون إلى استنفاد زمن الفترة الانتقالية دون إنجاز مهامها؛ ليسهل عليهم جر البلاد خارج الضبط الدستوري والديمقراطي والمؤسسي، وتمرير مشروعهم الانقلابي.
وهو ما يجعل المؤتمر في طليعة القوى الوطنية الرافضة لمثل هذه الرغبات المريضة والرافضة للتمديد من حيث المبدأ.
* إذاً لماذا ترفضون التمديد رغم اعترافكم بصعوبة بل واستحالة إجراء انتخابات في فبراير القادم؟
المسألة باتت تحتاج إلى بحث جدى واتفاق على خارطة طريق مزمنة محدودة، لفترة تكفي لإنجاز قرارات الحوار، وصياغة الدستور والاستفتاء عليه، والتحضير القانوني واللوجستي للانتخابات القادمة بناء على النظام السياسي وشكل الدولة الجديد الذي سيحدده الدستور.. وليس إلى فترة انتقالية أو تأسيسية بالمعنى الذي يحمله المشترك ومن لف لفه من القوى الانقلابية التي تهرب من الاستحقاقات الشعبية الانتخابية.
• وإلى ماذا تستندون في ترويجكم بأن المشترك والقوى الجديدة تهرب من استحقاقات الصندوق الانتخابي ؟
نستند إلى تاريخ المشترك الانتخابي ، وإلى علاقة القوى الانقلابية بالديمقراطية. فالإفلاس الشعبي لدى المشترك جعله يعاني من فوبيا الصندوق؛ حيث ظل شبح الصندوق يلاحقه منذ الانتخابات النيابية في 2003، والانتخابات الرئاسية والمحلية في 2006 ، مرورا باتفاق 2008 م، ثم بالهروب من الاستحقاقات الانتخابية النيابية بعد انتهاء مدة التمديد 2010م .
والآن وبعد انكشاف زيف ادعاء تمثيل الشارع، وبعد السقوط المريع في أداء حكومة الوفاق، وبعد الفساد الكبير للمشترك وإقصاء الخبرات الوطنية والتصرف الثأري والانقلابي مع مؤسسات الدولة ، ومنهج العنف والإرهاب والتخريب ضد مقدرات الوطن ، زاد شبح الصندوق تجسدا أمام المشترك، وبات فشله الانتخابي الشعبي والديمقراطي حتمياً.. ليس لأنه فقد الشعبية فقط ، بل لأن القوى الانقلابية بالأساس لا تؤمن بالديمقراطية ولا تريد بناء مؤسساتها ، بقدر ما ترغب في تقويض المؤسسات والمرجعيات التي تم بناؤها على يد المؤتمر والزعيم.
هذا في حين أن المؤتمر يتعرض لهجمة شديدة منهجية تستهدف وجوده ودوره الوطني والديمقراطي، وتنزعج من قدرته على الصمود بمقومات تنظيمية وشعبية مدنية بحتة، لا تستخدم السلطة التنفيذية ـ كما يدعون ـ ولا الجيش ولا المال العام. وهذا يوضح بأن مكمن الخوف هو من قوة المؤتمر الشعبية والجماهيرية والزخم الذي لم يتأثر بالمؤامرة الكبيرة عليه، لهذا تجري محاولة كبحه وعرقلة عمله المدني وإضعافه بالعنف والإرهاب واستهداف قياداته وأعضائه ومناصريه، في هجمة شرسة غير مسبوقة مرئية لكل متابع. ولعل هذه الهجمة قد زادته صمودا وترابطا وتلاحما مع الجماهير التي تدافع عن المكاسب الوطنية الكبرى، التي يراد تدميرها تحت دعاوى انكشف ضلالها وكذبها للشعب اليمني.
• هل تتوقع نجاح مؤتمر الحوار خصوصاً بعد انسحاب عدد من ممثلي الحراك الجنوبي وتهديد بعض المكونات بالانسحاب من الحوار؟
نجاح مؤتمر الحوار لا يجب أن يكون مجرد أمنية، بل لا بد أن ينجح؛ لأنه الطريق الأكثر أمناً للعبور إلى المستقبل برؤية وطنية مشتركة.. وهذا يحتم على الجميع بذل كل جهد من أجل نجاحه؛ لأنه الرهان الوحيد الآمن.
• وماذا عن تقييمك للدور الخارجي في اليمن إقليمياً ودولياً؟
حتى الآن من حسن حظ اليمن أن المجتمع الإقليمي والدولي يقف مع خروج اليمن الآمن من أزمته ومتفق على الحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه.. وهذا وضع صحي، وعلى اليمنيين أن يكونوا أحرص على أمنهم واستقرارهم ووحدتهم من الآخرين. فالدور الإقليمي والدولي إيجابي وعلى اليمنيين تقدير واهتبال هذه الفرصة التي تساعد على الخروج من الأزمة بوطن آمن وموحد وديمقراطي.
• ما رأيك في أداء حكومة الوفاق الوطني؟
لا يختلف اثنان على فشل الأطراف الجديدة فيها التي ادعت بأنها ستأتي بما لم يأت به الأوائل، إلا أنها أظهرت ضعفاً كبيراً وقلة خبرة وفساداً كبيراً وضعفاً في تحمل المسؤولية والوازع الوطني، وقدمت الولاء الحزبي والفئوي على الولاء للوطن وللشعب.
• وما تفسيرك للحرب الدائرة في شمال الشمال "دماج والعصيمات وكتاف..."؟
هذه الحرب ليست مفاجئة لي.. منذ تأسيس معهد دماج على يد مقبل الوادعي والهدف هو زرع بؤرة صراع وهابية ـ زيدية على أرض زيدية، وما يحدث اليوم ليس إلا قطفاً لثمار ما زُرع منذ ثلاثة عقود أو يزيد. لكن هناك تجار حروب وتجار أوطان وتجار سلاح وتجار سياسة، يريدون أن يستثمروا في بؤرة صراع تأخذ الطابع الإقليمي، يستلمون فواتير الحرب والدماء من قوى إقليمية.. وهي قوى اجتماعية وقبلية يرتبط وجودها باستمرار الحروب والصراع وتعودت على خوض حروب محلية بالوكالة عن الخارج، ومن أولئك أولاد الشيخ الأحمر والتجمع اليمني للإصلاح ومن لف لفهم من الجماعات الإسلامية والقبلية.
• يعني الحوثي ليس متهماً -في نظرك- بخوض حرب بالوكالة، ولا يتلقى أموالاً من إيران، ولا علاقة له بالسعودية رغم اللقاءات التي حدثت بين قيادات حوثية وقيادات سعودية في صنعاء وفي لندن، خصوصاً بعد بروز العداء السعودي للإخوان المسلمين؟
من حيث المبدأ نحن نرفض الصراع بالوكالة عن أطراف خارجية، وهذه خيانة وطنية بغض النظر عن الطرف أو الأطراف التي تمثلها.. لكن الحوثيين اليوم، في دماج، في موضع الدفاع عن أنفسهم من حروب غير شرعية تشن عليهم وتستخدم التعبئة الدينية والمذهبية وتستمد قدسيتها من دوائر دينية وسياسية مشبوهة، وتريد لأول مرة أن تدشن الصراع والعنف المذهبي المسلح في اليمن. والحوثيون يتحدثون عن إرهابيين أجانب يقاتلونهم مذهبياً في عقر دارهم، مثلما يحدث في سوريا تماماً.
الصراع في اليوم في دماج لم يعد بين دولة تريد بسط النظام والقانون على كل أراضي الوطن وبين متمردين خارجين عن سيطرة الدولة، بل هو اليوم تحت يافطة مذهبية بحتة، بين أطراف مذهبية تمول من الخارج والداخل وتزرع بؤرة عنف مذهبي لم يحدث من قبل.
• باعتبارك نائب رئيس الدائرة الإعلامية بالمؤتمر، كيف تنظر إلى الخطاب المؤتمري ما بعد فبراير 2012م؟
خطاب المؤتمر منذ بداية الأزمة والفتنة وحتى الآن يعد خطاباً تقدمياً بامتياز، وهو خطاب وطني واع نافح عن الشرعية الدستورية والديمقراطية ودافع عن مؤسسات الدولة من هجمات القوى الانقلابية والإرهابية وقاوم العنف والتخريب؛ وهو الخطاب الوطني الوحيد الذي عبر عن ضمير الشعب ودافع عن مكاسب الثورة والوحدة اليمنية، وحذر بوعي وبمسؤولية من الفتنة ومن الفوضى ومن جر البلاد إلى المجهول. وخطابه بعد فبراير هو امتداد لرؤيته وحدسه السياسي المجرب والتحذيري من الانقلاب على التسوية السياسية والانقلاب على الديمقراطية في البلاد ومبدأ التداول السلمي للسلطة، والانقلاب على مستقبل التغيير في اليمن؛ لأن التغيير ليس أبداً إحلال المشترك محل المؤتمر في الحكم كما يرغبون.
• وما هو رأيك في الخلافات الناشبة بين رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر الشعبي العام؟
الجفاء الحاصل ـ ولا أقول الخلاف ـ هو في نظري، من طرف واحد ، إما بسوء تقدير من رئيس الجمهورية، أو بتحريض ووشاية ودفع وتعبئة ثأرية من المشترك والقوى الانقلابية المتضررة من احتفاظ المؤتمر بقوته وبقيادة صالح الخبير بهم وبشئون البلاد.
ليس هناك في رأيي أي تعارض بين أن يتفرغ الزعيم لرئاسة الحزب وأن يتفرغ هادي لرئاسة البلاد؛ لأن المؤتمر الشعبي العام ليس تنظيماً تابعاً لمؤسسة الرئاسة. علي عبد الله صالح زعيم مؤسس؛ وهناك ارتباط عضوي وجذري بين وجود المؤتمر وبين علي عبد الله صالح، وبين سياسات المؤتمر وبين ما أنجزه علي عبد الله صالح خلال ثلاثة عقود من حكمه. واختزال المؤتمر في ضمه إلى المؤسسة الرئاسية ليس دقيقا ولا موضوعيا.
* لكن رئاسة الجمهورية ليست تابعة لحزب المؤتمر فقط؛ لأن عبدربه منصور هو رئيس توافقي للجميع؟
فيما يتعلق بالحسابات الرئاسية التوافقية، فالمؤتمر ليس غريما بل شريكا في التوافق الذي يمثله.. وقد حاز الرئيس التوافقي على ثقة المؤتمر وإسناده في الانتخابات إسنادا حقيقيا، وراهن المؤتمر على نقل السلطة إليه رهانا وطنيا وتنظيميا. وليس لدى المؤتمر مشكلة مع ممارسة الرئاسة لدورها التوافقي الذي يراعي التوازن بين جميع الأطراف، ويراعي الحفاظ على مقومات الدولة ومؤسساتها ، بل نشكو من انحيازها الكامل لطرف على حساب المؤتمر، وننقد سياسات محابية ومجاملة تمرر على حساب مقومات الدولة والوطن، وإدارة الرئيس ظهره لحزبه الذي هو أمينه العام.
لذلك سيكون رئيس الجمهورية، أمين عام المؤتمر، مسؤولاً تاريخياً عن مآلات التنظيم وما قد يتعرض له من مصاعب؛ لأنه كرئيس للدولة بيده إمكانية الحفاظ على تماسك التنظيم ورعايته. وعلى رئيس الجمهورية -النائب الأول، الأمين العام- أن يعلم علم اليقين بأن المؤتمر هو الظهير الحقيقي والقوة التي يمكن أن تعطيه وزنا، خاصة في مكافحته للإرهاب والتخريب الذي يستهدف الدولة والوطن، فضلا عن المرجعية الشعبية الانتخابية التي يمثل المؤتمر عمودها الفقري.. وفضلا عن مؤسسة الجيش وبالذات قوة النخبة التي تعرضت في عهده لتشتيت غير مبرر، يضعف موقع الرئيس ووزنه الفعلي لصالح قوى الانقلاب والإرهاب التي تريد استكمال سيطرتها على الدولة أو تدميرها.
وجود الزعيم علي عبد الله صالح على رأس المؤتمر له رمزيته؛ وذلك أشبه بوجود ياسر عرفات على رأس منظمة التحرير الفلسطينية، يريد أعداء المؤتمر ـ ولا أقول خصومه ـ أن يقنعونا بأن الزعيم أصبح عبئا على المؤتمر، تماما كما فعلت إسرائيل في إقناع بعض الفلسطينيين بأن ياسر عرفات أصبح عبئا على القضية الفلسطينية، وما أن افتقدوه حتى عرفوا بأن وجوده وحياته مرتبط عضويا بوجود وحياة القضية الفلسطينية.
وجود الزعيم في اليمن وعلى رأس المؤتمر يعد نموذجاً مشرقاً على المدى القريب والبعيد، لو كان قومي يعلمون.. خاصة بعد أن شكل نموذجا فريدا بتسليمه للسلطة بانتخابات عامة، ونقل السلطة إلى يد الشعب؛ وهذا يمنح المستقبل الديمقراطي والتغيير زخما حقيقيا خالياً من الثأر السلبي ومن التخبط الذي مزق أكثر من بلد عربي في هذه المرحلة.
• سمعنا مؤخراً مئات من القرارات الجمهورية والكثير من القرارات التنظيمية داخل المؤتمر الشعبي، فلم نسمع اسم عبدالحفيظ النهاري، في أي من ذلك، لماذا برأيك؟
أنا زاهد عن مشارعة قيادة المؤتمر أو تذكيرها بما فعلته من أجل التنظيم، وقد اكتسبت من ثقافة اليسار وانتمائي السابق له نكران الذات وتقديم أولوية الشأن العام والتنظيمي على أولوياتي الشخصية.
ويؤسفني أن أقول لك أن قيادة المؤتمر بدون ذاكرة تنظيمية، في حين أن ذاكرة المؤتمر الجماهيرية حاضرة بقوة، لكن قيادة المؤتمر ما تزال تتصرف بنفس عقلية الحزب الحاكم الذي لم يعد حاكما، بالرغم من كل ما حدث،.. وما تزال مهتمة ومنشغلة بشخصيات خرجت على المؤتمر وتنكرت له، أكثر من اهتمامها بأبرار المؤتمر ومخلصيه. قيادة المؤتمر لا تهتم بأعضائه الناشطين بل بأعضائه المشارعين والمتزلفين! لا يكفي في المؤتمر أن تعمل، بل لابد أن تشارع وأن تخزن في أكثر من مقيل في اليوم! وهذه ليست ولن تكون أخلاقي. ولم أعد أفهم سبب رهان قيادة المؤتمر على أشخاص يضرونه أكثر مما ينفعوه؛ وكثير منهم في حكومة الوفاق وفي مؤتمر الحوار!
• ما الرسالة التي يمكن أن توجهها إلى كل من: رئيس الجمهورية – حكومة الوفاق – مؤتمر الحوار الوطني – المؤتمر الشعبي العام – الحزب الاشتراكي – التجمع اليمني للإصلاح – الحوثيين أنصار الله – الحراك الجنوبي؟
ـ إلى رئيس الجمهورية: لتكن رئيسا يستمد قوته من الشعب، ولكي لا تصبح لعبة بيد القوى الانقلابية والإرهابية والانتهازية، أعد الكرة إلى مرمى الشعب عبر صندوق الانتخابات بعد انتهاء مهمتك الانتقالية.
- إلى حكومة الوفاق : انتهت صلاحيتك الشعبية.. وشكرا لدورك في إبراز فساد وجهل القوى الجديدة التي ركبت موجة الفتنة وأرادت التعبير زورا عن الشباب.
- إلى مؤتمر الحوار: احرصوا أن تكون المخرجات قابلة للحياة على الأرض اليمنية، وأن تكون محل إجماع كل القوى الحوارية.. واحذروا اختطاف القرارات.
ـ إلى المؤتمر الشعبي العام: استمروا كقوة وطنية تخلق حالة توازن ورهان وطني في الدفاع عن مكاسب الأمة والشعب، واستمروا في دفاعكم عن الشرعية الديمقراطية وعن مؤسسات الدولة.. وليس عيبا أن يتهيأ المؤتمر ويتدرب على دور الشراكة والمعارضة. ولقيادة المؤتمرأقول: تخلصوا من قوة العادة، واعلموا بأن المرحلة قد أفرزت رجالاً داخل المؤتمر غير رجالكم.
- إلى الحزب الاشتراكي اليمني: فكوا الارتباط مع التنظيمات الإرهابية والقوى الانقلابية، وأعيدوا بناء تحالفاتكم الجديدة على أساس برامجي لصالح الدولة المدنية لا لصالح جماعات الإرهاب.. واتركوا التعاطي مع المؤتمر والوطن بدافع الثأر السياسي، وانظروا إلى المستقبل.
ـ إلى التجمع اليمني للإصلاح: عدم قدرتكم على السيطرة على الدولة ومقدراتها لا يبرر لكم اللجوء إلى تدميرها، ولن يعفيكم الشعب من تبعات الجرم، ولن تستطيعوا أن تحكموا اليمن بالوقوف على تل الخراب الذي صنعتموه.
ـ إلى الحوثيين: راهنوا على العمل السياسي والخيارات المدنية لأن هذا ما يعجز عنه خصومكم بمختلف أطرافهم العسكرية والقبلية والدينية والتنظيمية والإرهابية.
- إلى الحراك: الانفصال عن الشمال سيفضي إلى انفصالات جنوبية.. وإذا كانت المواطنة المتساوية وسيادة الدستور والقانون وعدالة توزيع الثروة والسلطة ما ينقصنا جميعاً -في الجنوب والشمال- فلنعمل معا من أجل تحقيق ذلك ليكون حاميا حقيقياً لوحدة اليمن أرضاً وإنساناً، ولمستقبلنا الواحد.
|