المؤتمرنت - - 2013.. عام انفجار الفقاعة القطرية
2013 هو بلا منازع عام المتاعب لقطر شهدت خلاله نهاية مساعيها لأن تصبح “لاعبا إقليميا”، ذا دور رئيسي في توجيه دفة الأحداث بالمنطقة.
وشهدت قطر أواسط هذا العام تغييرا “اضطراريا” على رأس هرم السلطة انتقل الحكم بموجبه من الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى نجله الأمير الشيخ تميم بن حمد. وكان تغييرا مفاجئا قال مراقبون إن دافعه الوحيد السماح بخروج آمن من السلطة لطاقم الحكم القديم بقيادة الأمير الشيخ حمد بن خليفة، ورئيس وزرائه الشيخ حمد بن جاسم، بعد أن وجدا نفسيهما مورطين في ملفات إقليمية كبيرة فتحاها ولم يستطيعا إغلاقها، لا سيما في سوريا ومصر، حيث أصبح دعم إسلاميي الإخوان المسلمين مثار قلق لقوى إقليمية ودولية على استقرار المنطقة ومستقبلها.
ومثل سحب الملف السوري من يد قطر لصالح قوى إقليمية أكبر وزنا وأكثر اتزانا، بداية التراجع للدور القطري الذي بذلت الدوحة الكثير من المال لتحقيقه، غير أن الضربة الكبرى اكتملت بسقوط حكم الإخوان في مصر، والذي حاولت الدوحة تدعيمه بكل الوسائل إعلاميا وماديا على اعتبار حكم الإخوان في أكبر بلد عربي سند لها ونموذج لـ”كبر دورها”. كذلك يقول مراقبون إن سنة 2013 هي بلا منازع سنة انكشاف “قناة الجزيرة” ماكينة الدعاية الأكبر (بشكل غير مباشر) للسياسة القطرية، والتي بنت صورتها على شعار “الرأي والرأي الآخر”، لكن انحياز القناة الصريح للإخوان المسلمين ضد الثورة الشعبية التي أطاحت بهم في مصر، وتورطها في الدعاية لهم وللاضطرابات التي يثيرونها بالشارع المصري أسقط ذلك الشعار وأثر على مصداقية القناة في عين المشاهد العربي. ولم تكن السياسة وحدها موضع “مسار الخسارات” القطرية في سنة 2013، فحتى الرياضة التي راهنت عليها الدوحة وصرفت أموالا طائلة لجعلها وسيلة دعاية سياسية لها، ارتدت عليها دعاية مضادة، بعد تفجّر فضيحة عمال منشآت كأس العالم.
وفي خضم شكوك بشأن كيفية حصول قطر على امتياز تنظيم كأس العالم 2022، فجّرت صحيفة «الغارديان» قنبلة إعلامية تحت عنوان «عبيد كأس العالم في قطر»، حيث ذكرت أن 44 عاملا نيباليا لقوا حتفهم في الفترة بين 4 يونيو و8 اغسطس 2013، نتيجة تعرّضهم لـ"ممارسات تنتمي إلى العبودية الحديثة».
وأحرج هذا الكشف الدوحة، وفجّر غضب منظمات وشخصات دولية حقوقية وسياسية، انتقدت قطر بشدّة كما انتقدت اختيارها لتنظيم التظاهرة الرياضية الأهم في العالم.
• صحيفة العرب
|