المؤتمرنت - قرّاء (إيلاف) يتوقعون انتهاء تنظيم الإخوان بعد تصنيفه جماعة إرهابية بتاريخ 25 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أعلنت الحكومة المصرية جماعة الإخوان المسلمين، تنظيماً إرهابياً، إثر تفجير وقع بالقرب من مديرية أمن محافظة الدقهلية، وصادرت أموالها وأموال قياداتها، وجمدت 1055 جمعية أهلية تابعة لها، وهددت باعتقال أي شخص يتظاهر تحت لواء الجماعة، ورغم ذلك إلا أن المظاهرات ما زالت مستمرة، وما زالت الجماعة تصر على تحدي إرادة الحكومة، فهل يزيد القرار الجماعة إصراراً على استعادة ما تسميه "الشرعية وإسقاط الإنقلاب العسكري"، ويزيد من خطورتها أم يقضي عليها ويمحيها من الوجود السياسي؟
قرّاء "إيلاف" أعربوا عن اعتقادهم، بأن تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي، سوف يقضي عليها، وجاء ذلك في معرض مشاركتهم في الإستفتاء الأسبوعي للجريدة، الذي كان نصه كالتالي: "إعلان جماعة الإخوان منظمة إرهابية يقضي عليها أم يزيد من خطرها؟".
شارك 3145 قارئاً في الإستفتاء، وتوقعت غالبية طفيفة 1632 قارئاً، أي ما يعادل 52% من إجمالي المشاركين، أن يقضي هذا الإجراء على الجماعة، بينما يرى 1513 قارئاً، بنسبة 48%، أن يزيد الإجراء من خطرها.
في مصر، ومنذ إسقاط نظام حكم محمد مرسي، يسري إعتقاد قوي أن جماعة الإخوان قد قضي عليها تماماً، وأنها تحتاج ليس أقل من خمسين عاماً كي تعود كما كانت، لاسيما أنها فقدت أهم مكاسبها طوال الأعوام الثمانين الماضية، ألا وهو التأييد الشعبي، ويتبنى هذا الرأي التيار الليبرالي واليساري، والغالبية من مؤيدي وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، وزاد هذا الإعتقاد رسوخاً مع وقوع أعمال عنف واسعة وأعمال إرهابية عقب فض إعتصام أنصار مرسي في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، ومن ثم جرى تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية بقرار إداري من رئيس الحكومة حازم الببلاوي.
التنظيم الدولي سيتهاوى
ووفقاً لأبو العز الحريري، القيادي اليساري، فإن اعتبار جماعة الاخوان المسلمين تنظيماً ارهابياً لا يحتاج إلى قرار، مشيراً إلى أن أي شخص يعيش على أرض مصر يقطع بأن الاخوان جماعة إرهابية.
وأضاف أن هذا القرار بالإضافة إلى فقدان الإخوان للإحتضان الشعبي، سوف يساهم في القضاء على الجماعة لعقود طويلة، لاسيما "إذا تم تطبيقه بصرامة"، لافتاً إلى أن التنظيم الدولي للجماعة سوف يتهاوى، ولن يصمد طويلاً، بعد إنهيار التنظيم الأم في مصر.
وأفاد بأن رد فعل الجماعة على القرار يؤكد أنها بالفعل جماعة إرهابية، لاسيما أن الأعمال الإرهابية والعنف المنظم ارتفعا بشكل ملحوظ، معتبراً أن ذلك سوف يزيد من عزلة الجماعة شعبياً، وبالتالي تسهيل عملية توجيه المزيد من الضربات الأمنية والاقتصادية والسياسية لها، وتدمير البنية التحتية لها بشكل كامل.
وحول تلقي الجماعة ضربات شديدة طوال تاريخها، لاسيما في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لكنها لم تنتهِ من الوجود، قال الحريري، إن المعركة في السابق كانت بين السلطة والاخوان، مشيراً إلى أن المواجهة الحالية بين الشعب والسلطة من جانب، والاخوان من جانب آخر، فضلاً عن خسارة الجماعة للدعم الشعبي سواء في الداخل أو الخارج.
في المقابل، ترى قيادات الإخوان أنها ستبقى، ولن تخفق، وقالت عائشة، ابنة خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للجماعة، إن "القرار لم يثبت بدليل مادي واحد على انتهاج جماعة الإخوان للعنف"، وأضافت معربة عن دهشتها، في بيان لها عبر صفحتها على موقع فايسبوك: " يأتي ذلك في الوقت الذي لم تعلن أن جماعة بيت المقدس التي أعلنت مسؤوليتها عن التفجيرات جماعة إرهابية!".
وتابعت: "حارب جمال عبد الناصر، جماعة الإخوان.. فأين هو وأين هي.. زال عبد الناصر وبقيت دعوة الإخوان والآن يسيرون على نفس الخطى".
واستطردت مؤكدة: "خابت ظنونهم ستبقى دعوة الله مهما فعلوا أو حاولوا وسيفنى الظالمون، فدعوة الله باقية إلى أبد الآبدين".
الجماعة تشبه نفسها بـ"الحمل"
أما الجماعة فشبهت نفسها بـ"الحمل"، وقالت في تعليقها الرسمي على قرار تصنيفها تنظيماً إرهابياً: "هل تذكرون قصة الذئب والحمل التي اتهمه فيها بتعكير الماء فلما أثبت له أنه لم يفعل ذلك قال له: لعله أبوك أو جدك. المهم أنه يختلق ذريعة لافتراسه".
واتهمت الجماعة ما وصفته بـ"الحكومة الإنقلابية" بأنها: "حرقت ودمَّرت المنازل والمساجد والمستشفيات، وجمَّدت أموال الجمعيات الخيرية ليجوع الفقراء ويتشرد اليتامى ويموت الأطفال الرُّضع في الحضانات ومثلهم مرضى الفشل الكلوي لمنع الغسيل عنهم، فيما الجماعة تبني المستشفيات والمدارس وتكفل الفقراء واليتامى وتفعل الخير وتقدم العلاج المجاني والتعليم في كل أنحاء الجمهورية".
وهددت الجماعة "حكومة الببلاوي الانقلابية غير الشرعية" بالملاحقة القضائية دولياً، وقالت: "عمّا قريب سيلاحق القضاء الدولي بإذن الله هؤلاء الانقلابيين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية". وما بين توقعات مناوئي جماعة الإخوان، وتأكيدات قياداتها، حول القضاء على الجماعة أو خروجها من تلك الأزمة قوية، لا أحد يستطيع توقع نتائج قرار تصنيفها تنظيماً إرهابياً على المدى البعيد، والأيام وحدها الكفيلة سوف تحسم هذا الجدل.
نقلاً عن: ايلاف نت |