المؤتمرنت - تأجيل محاكمة مرسي بعد تعذر نقله للمحكمة لسوء الأحوال الجوية أجلت محكمة جنايات القاهرة اليوم الأربعاء محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي إلى أول فبراير شباط بعد أن قال مسؤولون أمنيون إن سوء الأحوال الجوية حال دون نقله من محبسه القريب من مدينة الإسكندرية الساحلية. لكن العضو القيادي في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان وهو متهم في القضية ألقى الشكوك على تفسير المسؤولين لغياب مرسي عن المحاكمة. وقال للصحفيين من قفص الاتهام "حتى هذه اللحظة السيد الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية (ثابت) على موقفه. موقفنا هو نفس موقفه ونرفض الحضور أمام محاكمة باطلة قانونيا ودستوريا." وأضاف "الرئيس مرسي ممنوع من لقاء أهله ومحاميه ويرفض حضور المحاكمة وسنرفض في كل مرة دخول الجلسة."
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط نفي وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم أن يكون مرسي رفض حضور الجلسة. ونقلت قوله لمحطة تلفزيون محلية "الطائرة المخصصة لنقل مرسي إلى أكاديمية الشرطة كانت متواجدة بسجن برج العرب منذ يوم أمس وقائد الطائرة خشي الإقلاع اليوم بالطائرة لسوء الأحوال الجوية والشبورة الكثيفة في الإسكندرية." وقالت وزارة الداخلية في بيان إن الشرطة ألقت القبض على 17 من أنصار مرسي خارج مقر محاكمته بأكاديمية الشرطة اليوم واتهمتهم بارتكاب اعمال شغب. وأغلقت قوات الأمن ميدان التحرير بوسط القاهرة.
وهذه هي الجلسة الثانية لمحاكمة مرسي بتهمة التحريض على العنف ومعه 14 آخرون بعضهم أعضاء قياديون في جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الرئيس السابق والآخرون إسلاميون بعضهم أعضاء في الجماعة. وهناك سبعة من المتهمين هاربون. وتتصل القضية بأعمال عنف وقعت خارج قصر الاتحادية الرئاسي في ديسمبر كانون الأول عام 2012 خلال احتجاجات اندلعت بسبب إعلان دستوري أصدره مرسي ووسع نطاق سلطاته.
وقتل في الاشتباكات نحو عشرة أشخاص قالت جماعة الإخوان المسلمين إن أغلبهم أعضاء فيها. وترتيب مرسي في قائمة المتهمين الثاني عشر. ووجهت لمتهمين متقدمين في القائمة تهم القتل والشروع فيه. وقال رئيس المحكمة المستشار أحمد صبري "وصلنا صباح اليم إخطار من مدير أمن القاهرة بما مفاده تعذر حضور المتهم محمد مرسي العياط لسوء الأحوال الجوية." وأضاف أن المحكمة قررت "التأجيل لجلسة واحد فبراير (شباط) لإحضار المتهم من محبسه مع استمرار حبس المتهمين."
وكان التلفزيون المصري قال في وقت سابق إن مرسي وصل إلى مقر المحاكمة. وقال مدير مباحث الإسكندرية اللواء ناصر العبد لرويترز لاحقا إن مرسي "مازال في زنزانته" بسجن برج العرب القريب من الإسكندرية. وأضاف "ممكن ألا يمثل أمام المحكمة اليوم إذا استمر سوء الأحوال الجوية." وقال رئيس مطار برج العرب القريب من الإسكندرية إن سوء الأحوال الجوية صباحا في الإسكندرية تسبب في تحويل طائرة ركاب قادمة من دبي إلى مطار قبرص. وأضاف أن الحركة الجوية في المطار القريب أيضا من سجن برج العرب انتظمت بعد ذلك.
وتبعد الإسكندرية عن العاصمة بنحو 240 كيلومترا. وكان مرسي نقل إلى القاهرة لأولى جلسات المحاكمة التي عقدت في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني بطائرة هليكوبتر. وعزلت قيادة الجيش مرسي في الثالث من يوليو تموز بعد احتجاجات حاشدة طالبت بتنحيته. ومنذ عزله اندلع عنف سياسي قتل فيه نحو 1500 شخص أغلبهم من مؤيديه وبينهم 350 من رجال الأمن.
وفي الشهر الماضي أحيل مرسي وآخرون للمحاكمة في قضيتين أخريين تتعلق إحداهما بالتخابر مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وحزب الله اللبناني والحكومة الإيرانية وتتعلق الثانية باقتحام سجون في عام 2011 خلال الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك والتي مكنت مرسي نفسه من الخروج من السجن. وكانت الشرطة ألقت القبض على مرسي وقياديين آخرين في جماعة الإخوان المسلمين بعد أيام من اندلاع الانتفاضة وخرجوا بعد نحو يوم من إلقاء القبض عليهم. وتعقد محاكمة مرسي في أكاديمية الأمن بالقاهرة.
وقالت وسائل إعلام حكومية وشاهد عيان من رويترز إن اشتباكات عنيفة وقعت قبل إعلان تأجيل نظر القضية بين قوات الأمن ومؤيدين لمرسي قرب الأكاديمية. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط "قامت عناصر من تنظيم الإخوان الإرهابى بإضرام النيران في سيارة أمن مركزي بمنطقة المثلث بمدينة نصر." ونسبت الوكالة إلى المحتجين على المحاكمة "إشعال النيران في لوحات الإعلانات... وتحطيم سيارات (ملك عدد من) المواطنين."
وقال شاهد من رويترز "رأيت سيارتين خاصتين محترقتين وأيضا سيارة شرطة. الحجارة التي استخدمت في الاشتباكات غطت الشارع." واضاف أن النار اشعلت أيضا في لوحات إعلانات وأشجار في الشارع الذي وقعت به في حي مدينة نصر. وقال مراسل لراديو مصر من مكان الاشتباكات إن مؤيدي مرسي "حملوا لافتات وصور الرئيس المعزول... قاموا برشق القوات التي كانت موجودة هنا بالحجارة وردت عليهم القوات بقنابل الغاز المسيل للدموع."
وقال شاهد عيان آخر من رويترز إن قوات الأمن أغلقت اليوم ميدان التحرير مهد الانتفاضة التي أطاحت بمبارك عام 2011. وبدأ الناخبون المصريون في الخارج اليوم الإدلاء بأصواتهم في استفتاء على تعديلات في الدستور تمثل خطوة كبيرة في تنفيذ خارطة طريق أعلنتها قيادة الجيش يوم عزل مرسي في يوليو تموز وتشمل انتخابات تشريعية ورئاسية. وسيبدأ الاقتراع على تعديلات الدستور داخل البلاد يوم 14 يناير كانون الثاني الحالي ويستمر يوما آخر.
|