عارف عوض الزوكا - في وداع السفير الأحول بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى
(مِنَ المُؤمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنهُم مَّن قَضَى نَحبَهُ وَمِنهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبدِيلاً )صدق الله العطيم.
وانأ اكتب هذه الكلمات المتواضعة عن رحيل أخ عزيز بحجم الفقيد محمد علي محسن الأحول.. اشعر بأنني لا استطيع ان أفيه حقه.. فمهما اخترت من الكلمات والعبارات..
فلن ترتقي إلى المستوى الذي يعبر عما أكنه له من حب و تقدير لعلاقة أخوية امتدت لسنوات طويلة بدايتها الأولى ارتبطت بعام تحقيق الوحدة اليمنية المباركة عام 1990م.. والتي كان لها الفضل في لم شتات الأسرة اليمنية الواحدة والتي كنا جميعاً ضحايا ذلك التشطير البغيض فمع انبلاج فجر 22 من مايو 90م كان لي شرف التعرف على فقيدنا العزيز الأخ/ محمد علي محسن الأحول عندما انتخب عضواً في اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام في المؤتمر التكميلي الرابع الذي انعقد في ذلك العام الوحدوي.. وهنا أجد نفسي عاجزاً عن الحديث.. فكيف لي أن اعبر عن تلك العلاقة الأخوية الشخصية التي ربطتني بفقيدنا على مدار سنوات طويلة فقد كان نعم الأخ الوفي والصادق والذي لا يعرف الحقد طريقاً إلى قلبه كما كان مثالاً رائعاً في التواضع و خدمة الناس فما كان يكل ولا يمل في ذلك مع الصغير والكبير ودون تمييز..
أما على المستوى الحزبي فقد كان شعلة من النشاط والحيوية ومثالاً للإخلاص والتفاني فقد لعب دوراً متميزاً في تعزيز العمل التنظيمي والسياسي للمؤتمر الشعبي العام من خلال المواقع التنظيمية التي شغلها وستظل محل تقدير واحترام كل قيادات وأعضاء و أنصاره المؤتمر..
أما على مستوى العمل الرسمي فقد كان رجل دولة بكل ما تعني الكلمة من معنى.. كما مثل اليمن خير تمثيل من خلال موقعه كسفير لليمن لدى المملكة العربية السعودية الشقيقة حيث لعب دوراً مميزاً في تعزيز أواصر العلاقة الأخوية مع الأشقاء في المملكة.. وعمل بكل جد وإخلاص في تبني قضايا وهموم المغتربين اليمنيين.. والتواصل الدائم والمستمر معهم ومشاركتهم همومهم وأفراحهم وأحزانهم.. استشعاراً للمسئولية التي أوكلت إليه.
فكما ذكرت في المقدمة أنني لن استطيع أن أفيه حقه.. فما أشرت إليه أعلاه ماهي إلا إشارات عامة تحتاج إلى مجلدات للحديث عن تفاصيلها..
ولكن وأنا اختتم هذه الكلمات المتواضعة عن أخي العزيز محمد علي محسن الاحول رحمه الله فلا يمكن لي ان اغفل الإشارة إلى أنه كان وحدوياً حتى النخاع وكان له شرف الدفاع عن الوحدة .. وهي أمانة تحتم على الجميع السير على نفس هذا الدرب الوحدوي..
إن رحيل الفقيد/محمد علي محسن الأحول لا يمثل خسارة لأهله وأصدقاءه بل خسارة على وطن الثاني والعشرين من مايو العظيم.
عزاؤنا في فقيدنا تلك السيرة العطرة والمواقف المشرفة التي لن تُنسى.
اسأل الله العلي القدير ان يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون
الأمين العام المساعد - للمؤتمر الشعبي العام |