الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:00 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الأحد, 02-مارس-2014
المؤتمر نت -  احمد الحبيشي احمد الحبيشي -
ما تيسّر عن فقه الارهاب ( 5 ــــ 6 )من رمضان الدامي في الرياض الى أحراش اليمن
قبل خمسة أعوام احتفت صحافة الاخوان المسلمين قي اليمن بالإعلان عن دمج تنظيمي (القاعدة) في اليمن والسعودية وتعيين قيادة مشتركة في يناير 2009م ، وابتهجت بنشر تهديدات قادة هذا التنظيم بمزيد من الأعمال الإرهابية، ضد البلدين الجارين .

وكان مثيرا للدهشة حرص صحافة الاخوان المسلمين قي اليمن على حضور مراسيم عقد الزواج غير الشرعي بين هذين التنظيمين الإرهابيين ، ومشاركة بعض محرريها ومصوريها وكبارهم الذين علموهم السحر ، كشهود على هذا الزواج الذي تم في أحراش سرية لا يعرفها سوى الذين شاركوا أولئك المجرمين عرس الدم ، تجسيدا للروابط الوثيقة التي تجمعهم.

ولدى متابعتي وقائع الإعلان عن دمج تنظيم (القاعدة) في اليمن والسعودية، وحرص صحافة الاخوان المسلمين في اليمن على تغطية هذا الحدث الخطير، وتسابق محرريها ومصوريها للحوار مع قادة التنظيم الجديد الذي يحمل اسم (تنظيم القاعدة في جزيرة العرب)، والترويج لأفكاره المتطرفة وبرنامجه الانقلابي الأسود ، تذكرت كتابا أصدرته إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة عام 2004م، معززا بصور ووثائق أوضحت حجم الخسائر والأضرار المادية والبشرية والسياسية التي تكبدتها اليمن من جراء التفجيرات والاعتداءات الإرهابية التي اعترف وتباهى بارتكابها ما يسمى بتنظيم «القاعدة» في اليمن، بعد أن طالت تلك الجرائم الإرهابية عددا من الموانئ والمنشآت السياحية والنفطية في مختلف محافظات الجمهورية. وكانت الأرقام والمعلومات التي وردت في الكتاب كافية لإبراز خطر الإرهاب كعدو لدود للتنمية والأمن والاستقرار والسيادة الوطنية والحياة عموما.

ربما كانت خسائر اليمن أكبر مما جاء في ذلك الكتاب الوثائقي الهام بالنظر إلى ما ترتب على تلك الجرائم الإرهابية من نفقات كبيرة على حماية السواحل اليمنية، بالإضافة إلى ما خسرته بلادنا في السنوات السابقة لعام 2004 من جراء الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت المدمرة الأمريكية «يو إس إس كول» في يوم الخميس 12 أكتوبر 2000م في ميناء عدن، واختطاف السياح قبل ذلك في محافظة أبين على أيدي ما كان يسمى (جيش عدن ـ أبين الإسلامي)، وتفجير أنابيب النفط في محافظة مأرب واختطاف عدد من الخبراء الأجانب العاملين في بعض الشركات النفطية، وصولا إلى قيام الجماعات الإرهابية بارتكاب جرائم إرهابية جديدة طالت عددا من السياح والسفارات الأجنبية وأزهقت أرواحا بريئة لعدد كبير من المواطنين والسياح الأوروبيين والأطباء الأمريكيين والراهبات الآسيويات ورجال الأمن اليمنيين ، وصولا الى الجرائم الارهابية البشعة التي طالت ثكنات عسكرية استراتيجية ومنشئآت اقتصادية حيوية ، واغتالت عددا كبيرا من قادة وضباط القوات وجنود القوات المسلحة والأمن والشخصيات السياسية والاجتماعية والأطباء والطبيبات والمواطنين المدنيين منذ عام 2011م حتى الأن في مختلف المحافظات والمدن الحيوية , .

في إحدى الليالي الرمضانية ، وتحديدا ً عند منتصف ليلة السبت بتاريخ 14 رمضان 1424هـ الموافق 8 نوفمبر 2003م ، فجعت المملكة العربية السعودية الشقيقة بعمل إرهابي دموي أرتكبه أيضا تنظيم (القاعدة) في السعودية، ــــ قبل أن يندمج مع تنظيم القاعدة في اليمن ضمن إطار واحد تحت مسمى تنظيم قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب مطلع عام 2009ــــ وقد استهدف ذلك العمل الارهابي الدموي مجمع (المحيا) السكني بمدينة الرياض، وأسفر عن مقتل عشرات الأشخاص جميعهم من المسلمين العرب ، ومعظمهم من النساء والأطفال الذين يحملون جنسيات سعودية ولبنانية ومصرية وسودانية، بالإضافة إلى جرح مئات السكان المدنيين من مختلف الأعمار والجنسيات ومعظمهم من المسلمين!!

كانت أصوات الانفجارات قد دوت عند منتصف تلك الليلة الرمضانية الدامية في مختلف أنحاء العاصمة السعودية الآمنة، حيث أفادت الأنباء أن رائحة الدخان والمتفجرات انتشرت على مساحة عدة كيلو مترات، فيما نقل التلفزيون السعودي عن شهود عيان ــ وعلى الهواء مباشرة ــ أن سيارة مفخخة انفجرت داخل مجمع ( المحيا ) الذي يقطنه مواطنون سعوديون ومقيمون عرب وأجانب جميعهم مدنيون ومعظمهم مسلمون.
كما بث التلفزيون السعودي مشاهد حية ومؤثرة لفرق الأمن والإنقاذ التي حاولت انتشال جثث الضحايا من بين الأنقاض، وعرض صور مأساوية لدمار رهيب أصاب موقع الانفجارات في المجمع، حيث بدت مبان عديدة وقد سويت تماما بالأرض، وأخرى اشتعلت فيها النيران وتصاعد منها اللهب وسط محاولات شاقة لإخماد الحرائق وإخراج العديد من جثث الأطفال والنساء مشوهة ومحترقة، ومن بينها العروس اللبنانية نيتا نصر جبران التي لم تكمل شهر العسل مع زوجها، والطفل المصري محمود وليد صالح الذي لم يكمل العام الأول منذ التحاقه في إحدى رياض الأطفال، إلى جانب عدد كبير من النساء والأطفال الذين قتلهم إرهابيو تنظيم (القاعدة) استنادا إلى فكرة ( التترس ) الفاشية الصهيونية التي يبيح شيوخ وفقهاء الإرهاب بموجبها قتل المدنيين رجالا ونساء وأطفالا حتى وإن كانوا مسلمين، إذا تترس بهم (العدو الكافر) ، على غرار الفتوى الارهابية الدموية التي أصدرها الشيخ عبدالوهاب الديلمي أثناء حرب صيف لا1994 م!!
اللافت للنظر أن ذلك العمل الإرهابي الهمجي وقع بعد أيام قليلة من مواجهات متفرقة في مكة وجدة والطائف وحائل والدرعية والقصيم بين قوات الأمن السعودية وجماعات متطرفة من أتباع تنظيم (القاعدة) على خلفية تفجيرات وجرائم إرهابية سابقة شهدتها المملكة العربية السعودية قبل ستة شهور من تفجيرات مجمع (المحيا) السكني، وتحديدا في 12 مايو 2003م حين تعرض مجمع الحمراء السكني لهجوم إرهابي مماثل أسفر عن مقتل عدد كبير من المدنيين بينهم أمريكيون. وقد تمكنت السلطات السعودية في تلك المواجهات والملاحقات من إلقاء القبض على عدد كبير من المتورطين بتلك الجرائم الإرهابية واكتشاف العشرات من مخابئ الأسلحة والمتفجرات وصناديق التبرعات الزجاجية التي تستخدم من قبل بعض الجمعيات (الدعوية والخيرية) لتمويل الإرهاب ونشر ثقافة التطرف والغلو.

بالتزامن مع التفجيرات الإرهابية التي طالت مجمع (المحيا) السكني في العاصمة السعودية الرياض، احتشد متطرفون إسلامويون في العاصمة صنعاء تحت مسمى (المؤتمر الأول للخلافة)، وتحديدا في العاشر من رمضان 1424هـ الموافق 4 / 11 / 2003م، وكان معظم الذين احتشدوا في قاعة ذلك المؤتمر من الموقوفين على ذمة الاشتباه بتورطهم في ارتكاب جرائم إرهابية، ثم أعلنوا توبتهم على يدي القاضي حمود الهتار بعد أن طالبهم بوجوب (طاعة ولي الأمر) . وكان يقصد بذلك الرئيس السابق علي عبدالله صالح قبل أن يتمرد عليه وينضم الى الداعين بوجوب الخروج عليه !!
ومن المثير للدهشة أن ينعقد ذلك المؤتمر بحضور القاضي الهتار تحت شعار خطير توسط القاعة وتوسم عنوان الكتاب الذي تم توزيعه على الحاضرين وهو : (انطلاقـا من صنعاء : العودة إلى يثرب من أجل إعادة تحرير العالم).. وبوسع القارئ اللبيب ملاحظة الحرص على استدعاء اسم يثرب الذي كان يطلق على المدينة المنورة قبل الإسلام ، في إشارة ضمنية إلى تكفير الدولة والمجتمع في المملكة السعودية ..وبحسب ذلك الكتاب الذي ضم وثائق المؤتمر، فإن الدول الإسلامية أضحت كافرة.. ومن واجب الغيورين على الإسلام انتشال الأمة من براثن الجاهلية وتحريرها من حكامها وإعادة المسلمين إلى حياض دولة الخلافة، والنهوض بواجب حراسة الدين وإعلاء شأن علمائه الذين أورثهم الرسول عليه الصلاة والسلام رسالته، بعد أن كلفهم الله بحمايتها وحراستها من دون الناس جميعا !!

ومن نافل القول إن معظم الصحف الحرة في اليمن ستنكرت آنذاك انعقاد ذلك المؤتمر بدون ترخيص قانوني، ووسط احتفاء ملحوظ من صحافة الاخوان المسلمين في اليمن التي تسابقت على حضوره وتغطيته، وتحت شعارات واضحة لم تخف عداءها للنظام الجمهوري وحنينها لإعادة نظام الخلافة أو الإمامة، وعدم اعترافها بالدستور الذي سبق للمشاركين التائبين من أعضاء تنظيم (القاعدة ) الاعتراف بوجوب طاعته على يدي القاضي الذي حضر وبارك ذلك المؤتمر!!

يقينـا أن تفجيرات الرياض الرمضانية أثارت موجة من الغضب الشعبي داخل السعودية واليمن والعالم، وقد شهدت المملكة العربية السعودية الشقيقة على إثرها تفاعلات سياسية وفكرية وفقهية واسعة ومتعددة الأبعاد والاتجاهات.. وكان أبرز تلك التفاعلات تراجع شيوخ التكفير وفي مقدمتهم الشيخ علي الخضير والشيخ ناصر الفهد عن أفكارهما الفقهية التكفيرية الضالة وفتاواهما المتطرفة، حيث بث التلفزيون السعودي على الهواء في تلك الفترة تراجعات هذين الشيخين عبر مقابلة تلفزيونية أدارها الشيخ الدكتور عائض القرني الذي لم يعد يعجب شيوخ وكتاب ومحازيي الاخوان المسلمين في اليمن حيث أصبح في نظرهم ـــ منذ ذلك اليوم ـــ ((داعيا للتغريب والعلمانية ومروجا لأفكار الشيخ محمد عبده والشيخ رفاعة الطهطاوي )) .. بحسب ما كتبه أحدهم في صحيفة محسوبة على الاخوان المسلمين) صيف عام 2008م.

لا أذيع سرا حين أقول إن الشيخ علي الخـضير والشيخ ناصر الفهد تربطهما علاقات وثيقة ببعض كبار شيوخ الاخوان المسلمين في اليمن الذين تتهمهم المملكة العربية السعودية ودول عربية وأجنبية وهيئات ومنظمات دولية أخرى ، بدعم وتمويل ورعاية إرهاب تنظيم (القاعدة) في اليمن وخارجه .. وقد اعترف الشيخان بخطئهما وتراجعا عن فقه الارهاب الذي ضللا به كثيرا من المغرر بهم، وسبق لهما إلى جانب شيوخ ( الاخوان ) قي اليمن نشره في أوساط ضحاياهم السعوديين واليمنيين والعرب.. لكن شيوخ ( الاخوان ) في اليمن لم يتراجعوا حتى الآن عن هذه الأفكار الفقهية ، ولم يعلنوا خطأها على نحو ما فعله بشجاعة الشيخ علي الخـضير والشيخ ناصر الفهد، وفي مقدمتها الأفكار الفقهية التي تقول بوجوب دفع الصائل ومقاتلة رجال الأمن بوصفهم حراساً للطائفة الممتنعة عن تطبيق الشريعة، ودعوة حكام البلاد لفتح أبواب الجهاد ضد اليهود والصليبيين والروافض في العراق وسوريا وسيناء والجزائر وباكستان وأفغانستان والشيشان والهند وجنوب لبنان ونهر البارد والصومال ، وجواز قتل المسلمين المدنيين من النساء والأطفال بدعوى التترس وإضعاف شوكة العدو الكافر.
ومما له دلالة عميقة أن الشيخ علي الخـضير والشيخ ناصر الفهد استغفرا الله أمام الناس على تبنيهما فكرة (التترس) التي أفتى بها عبدالوهاب الديلمي وهوأحد كبار شيوخ حزب التجمع اليمني للاصلاح (الاخوان المسلمون ) في اليمن أثناء حرب صيف 1994م ، وكان لافتا قول الشيخ علي الخضير والشيخ ناصر الفهد في هذا الاستغفار : (لأننا لو سمحنا بذلك فماذا سنقول عن الأعداء الصهاينة حينما يستخدمون أسلحتهم المدمرة ضد المسلمين المدنيين والنساء والأطفال). وهذا الكلام مسجل على شريط فيديو نقلا عن تلك المقابلة التلفزيونية بلسان الشيخ علي الخـضير والشيخ ناصر الفهد اللذين كانا يحظيان بالتقديس من لدن الشباب الضال في اليمن والسعودية والعالم العربي والإسلامي، فيما كان المحسنون من رجال الأعمال وأهل الخير في السعودية واليمن يتسابقون للتبرع من أجل طباعة كتبهما على أوراق فاخرة وتوزيعها على الناس مجانا !!!!؟

في هذا السياق نظم الملك عبدالله بن عبدالعزيز حين كان نائبا للملك فهد ووليا للعهد ـــ آنذاك ـــ مؤتمرا للحوار الوطني بهدف مواجهة خطر الإرهاب تمخضت عنه فكرة إنشاء مركز وطني دائم للحوار الفكري والإصلاح الشامل كأساس لإستراتيجية جادة وفاعلة لمكافحة مخاطر التطرف والإرهاب وغسيل الأموال. وقد تفاعل المجتمع السعودي مع هذه التوجهات الإصلاحية حيث رفع (306) من المفكرين والأكاديميين ورجال وسيدات الأعمال ورجال الدين المستنيرين والأدباء والكتـاب والإعلاميين والرياضيين والموسيقيين وعلماء متخصصين في علوم الطب والهندسة والاتصالات والزراعة والمياه والاقتصاد والأسواق والجيولوجيا والنفط والمعادن بينهم (51 امرأة )، رفعوا مذكرة إلى القيادة السعودية بعنوان (دفاعا عن الوطن) دعوا فيها إلى المضي بثبات في مكافحة التطرف والإرهاب عبر إصلاحات إستراتيجية شاملة تحرر الدولة والمجتمع من الوصاية الأحادية على العقل والحرية والضمير باسم الدين، وحرمان مكونات المجتمع السعودي السياسية والفكرية والثقافية من حقها في التعبير عن آرائها، ما أدى إلى سيطرة اتجاه فكري سلفي متشدد وعاجز بحكم تكوينه الإقصائي الإلغائي عن الحوار مع الغير والانفتاح على المستقبل ، والتخلص من عقدة التمييز ضد المرأة بما هي نصف المجتمع، والتوقف عن تقسيم المجتمع والعالم إلى فسطاط للإيمان وفسطاط للكفر!!!

في الاتجاه المعاكس شرد عدد من شيوخ التطرف في السعودية واليمن خارج السياق المناهض للإرهاب، حيث تبنى الشيخ سفر الحوالي دعوة للحوار مع مرتكبي الجرائم الإرهابية بدلا من ملاحقتهم ، فيما هاجم الحوالي مخالفيه من الكتـاب والخطباء والدعاة الذين أنكروا على زعيم تنظيم (القاعدة) أسامة بن لادن وأتباعه،بذريعة أنهم ينزلقون في طريق الضلال والخداع.
والحال أن الظروف العصيبة التي أحاطت بالحملة التي قادها سفر الحوالي لأسلمة الإرهاب والحوار مع تنظيم (القاعدة) في السعودية لم تشغله عن القيام بواجبه في دعم ومؤازرة أصدقائه وأتباعه من المتطرفين في اليمن، حيث أصدر فتوى علنية احتفت بها صحافة حزب التجمع اليمني للإصلاح أثناء الانتخابات البرلمانية التي جرت في أبريل 2003م، دعا فيها من أسماهم (أهل الإيمان في اليمن) إلى التصويت لصالح من أسماه ( التيار الاسلامي) وحزب (الإصلاح) على وجه الخصوص، لأن في ذلك مصلحة للإسلام والمسلمين بحسب ما جاء في الفتوى التي نشرتها واحتفت بها صحافة حزب (الإصلاح) ومواقعه الإليكترونية آنذاك.

والمعروف أن الشيخ سفر الحوالي من أبرز قادة ورموز الفكر المتطرف الذي يدعو إلى تقسيم الناس بين مؤمنين وكافرين ، والحكم عليهم بالجنة والنار في ضوء اتفاقهم أو اختلافهم معه.. فالانتماء إلى الدين في نظر الحوالي وأشباهه من شيوخ (الاخوان ) في اليمن لا يكون إلا بالموافقة على مناهجهم وأفكارهم وإتباعها، وكل من يخالف تلك الأفكار والمناهج يكون في نظر هؤلاء مخالفـا للدين ، ومفارقا للجماعة وخارجا عن الإجماع !!

وكان سفر الحوالي قد تحدث نيابة عن الإرهابيين في مقابلة تلفزيونية بثتها (قناة الجزيرة) آنذاك ، طالب فيها الحكومة السعودية بعفو عام عن جميع المعتقلين والمطلوبين، ومحاكمة المحققين الذين اتهمهم بامتهان كرامة المجاهدين ، ودعا إلى الحوار مع الذين تلاحقهم الحكومة السعودية من أتباع (القاعدة) بشأن ما يطرحونه من آراء حول كفر الدولة التي تحكم بالقوانين الوضعية ، وإلغاء المعاهدات الأجنبية ، وتطبيق عقيدة الولاء والبراء ، وتغيير المنظومات الإعلامية والثقافية والتعليمية التي يراها المجاهدون مخالفة للشريعة الإسلامية بحسب ما جاء في حديث سفر الحوالي عبر قناة (الجزيرة) في ذلك الوقت .

لم تكن دعوة سفر الحوالي للحوار مع تنظيم (القاعدة) منفصلة عن مفاعيل المواجهة الساخنة بين المملكة العربية السعودية وقادة وأتباع هذا التنظيم الإرهابي في الميدان ، حيث كانت المملكة ترفض الحوار مع الإرهاب وفقهائه ، وتوجت ملاحقتها للإرهابيين بقتل القائد الإقليمي لتنظيم ( القاعدة) عبدالعزيز المقرن الذي لقي مصرعه بعد ساعات قليلة من قيام الإرهابيين بقتل الرهينة الأمريكي بول مارشال جونسون ، وفصل رقبته عن جسده والتي وضعها أحدهم في ثلاجة منزله إلى جانب المياه والعصائر واللحوم والآيسكريم ، حيث عثرت أجهزة الأمن السعودية على رأس الضحية جونسون عند مداهمة بعض منازل الإرهابيين المطلوبين أمنيا . وقد سبق للمواقع الإليكترونية التابعة للشبكة الإخوانية و(تنظيم القاعدة) عرض ثلاث صور تظهر إحداها رأس الضحية جونسون الذي كان موظفـا في فرع شركة (لوكهيد مارتن) الأمريكية للطيران في الرياض، وهو يقطر دما ملقاة على ظهر جثته في زي برتقالي اللون وعليها سكين وخلفها عبارة (لا إله إلا الله.. الموت لليهود والصليبيين).

ويبقى القول إن ما سعى إليه الحوالي قبل عدة سنوات، يسعى إليه الآن أشباهه وأتباعه في اليمن من خلال الحرص على تسويق أطروحة الحوار مع تنظيم (القاعدة) والانفتاح على أفكاره وبرنامجه السياسي واستيعابه في المخططات الرامية إلى الانقلاب على ( الديمقراطية الكافرة ) والاستيلاء على السلطة بعيدا عن صندوق الاقتراع.






أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر