المؤتمرنت - إطلاق اسم الشهيد شرف الدين على القاعة الكبرى بكلية الشريعة أعلنت إدارة جامعة صنعاء عن إطلاق اسم استاذ القانون الدولي الشهيد البروفيسور أحمد شرف الدين، على القاعة الكبرى بكلية الشريعة في الجامعة عرفانا بدوره العلمي والأكاديمي.
كما أعلنت جامعة صنعاء في فعالية التأبين التي اقامتها، يوم أمس، بمناسبة مرور أربعين يوما على استشهاد الفقيد عن قرارها بتشكيل لجنة أكاديمية لتوثيق أعمال البروفيسور أحمد شرف الدين للاستفادة من تجربته وجمعها في كتاب ستصدره الجامعة لاحقا.
وتحدث في الفعالية مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الإعلامية محبوب علي بكلمة اكد فيها أن اليمن خسر قبل أربعين يوما علما بارزا وعالما جليلا استوطن اليمن في شغاف قلبه، ونذر نفسه وعلمه في خدمة شعبه .
وتتبع المستشار محبوب علي مشوار حياة الشهيد الراحل بدء من مسقط رأسه في حيس بزبيد وهو من شبام كوكبان إلى تعز حيث ترعرع فيها ثم إلى صنعاء والحديدة وحضرموت وكل شبر في اليمن ينشر العلم الذي تميز وتفوق فيه منذ وقت مبكر من حياته بين أوساط أبنائه في الجامعات اليمنية وكثير من محافظات البلاد.
وشدد محبوب ثقته أن قتلة البروفيسور شرف الدين واهمون بأنهم اغتالوا رجل المحبة والسلام والوئام أو طمسوا تاريخه الحافل بالعطاء والتميز والتفرد والريادة.
وذكر أن الراحل شرف الدين أول دكتور يمني في القانون العام يحصل على درجة الأستاذية (البروفيسور) ويحمل انجازات في علوم الشريعة.
وتابع مستشار رئيس الجمهورية قائلا:" من الاستحالة أن يلغي اغتياله الغادر تاريخا متميزا يحتل الريادة باعتباره أول عميد يمني لكلية الشريعة والقانون في جامعة صنعاء علاوة على كونه أول أستاذ يمني يشرف ويناقش الرسائل العلمية خارج البلاد بدرجة الدكتوراه في القانون العام".
واستفاض في الثناء على الراحل، واصفا إياه بمدرسة وطنية في النزاهة والتسامح وقبول الآخر والتوافق والشراكة ونبذ التعصب والكراهية وإلغاء الآخر.
واستشهد المستشار محبوب على تلك المناقب بإسهام الفقيد عبر عضويته في اللجنة الفنية للحوار وصياغة مشروع لائحته المنظمة وعضويته ضمن فريق بناء الدولة متفردا كأول فقيه في علوم الشريعة يؤصل للدولة المدنية الحديثة ورؤيته الصائبة في تقديم ضمانات تنفيذ مخرجات الحوار .
الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الدكتور أحمد عوض بن مبارك، استرجع في كلمته وقع الفاجعة على أعضاء مؤتمر الحوار بسماعهم نبأ اغتيال الدكتور شرف الدين بعد رفقته لأكثر من ثمانين يوما.
وقال بن مبارك :"كنت أول من أبلغ رئيس الجمهورية خبر استشهاد الدكتور شرف الدين وكان اطول يوم في حياتنا وفاجعته كدرت فرحتنا باختتام الحوار الوطني".
وتوقف الدكتور بن مبارك عند موقف دلل به على ما اعتبره حكمة وعمق إحاطة في فكر وتطلع الفقيد الراحل حين سأل وفد البنك الدولي أعضاء اللجنة الفنية للحوار عن مفهومهم ورؤيتهم للدولة المدنية المنشودة عبر الحوار.
وقال بن مبارك:" في ذلك الاجتماع تحدث الدكتور أحمد شرف الدين حول الدولة المدنية لنصف ساعة فجاء رد الوفد إذا كانت الدولة اليمنية الحديثة كما سمعنا من هذا الدكتور فاليمن في خير".
فيما عبر رئيس جامعة صنعاء الدكتور عبد الحكيم الشرجبي عن المكانة العلمية التي تبوأها الدكتور شرف الدين بين أعضاء هيئة التدريس وريادته في مجال القانون العام.
واعتبر الدكتور الشرجبي فعالية التأبين أقل الواجب تجاه قامة ثرية بإنجازاتها في خدمة العلم .. موضحا أن اطلاق اسم البروفيسور شرف الدين على القاعة الكبرى بكلية الشريعة هو عرفانا بريادته في تولي عمادتها كأول أكاديمي يمني وخدمته للجامعة والبحث العلمي في اليمن والخارج.
وسلم الدكتور الشرجبي نجل الفقيد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء السابق حسن شرف الدين درع الجامعة الممنوح لوالده نظير تميزه بكثير من النتاجات والإنجازات للجامعة والتأصيل العلمي في القانون العام وفروع علوم الشريعة.
في حين دعت نقابة هيئة التدريس بالجامعة في كلمة لرئيسها الدكتور عبد الله العزعزي ونقابة المحامين عبر عضوها أحمد الحبابي إلى تشكيل لجنة أكاديمية لدراسة تجربة البروفيسور الراحل وتوثيقها وجمع نتاجه العلمي وكتابة سيرته المليئة بالمواقف الزاهدة والرائدة للاستفادة.
وجددت النقابتان استنكارهما للجريمة البشعة في حق الدكتور شرف الدين.. معتبرتين اغتياله استهدافا للوطن والكلمة الصادقة والموقف الحر.. فضلا عن كون توقيت هذه الجريمة يعكس انها استهدفت مؤتمر الحوار الوطني والنيل من مشروع الدولة المدنية الحديثة التي كان للراحل شرف المساهمة في صياغتها والدفع بمسيرة التغيير في البلاد.
وجدد العزعزي والحبابي دعوة النقابتين لسرعة إعلان نتائج التحقيق في جريمة اغتيال هذا الشهيد للرأي العام والقبض على القتلة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم الرادع نظير إشاعتهم الرعب في نفس كل صاحب فكر ورأي وإنزال العقاب الصارم بحقهم احتراما لدم الفقيد وحق الجميع في الحياة.
وألقيت كلمتان عن أسرة الفقيد القتها ابنته الدكتور لمياء، وعن أصدقائه القاها الأمين العام لحزب الحق حسن زيد ثمنتا مبادرة المنظمون في إقامة هذه الفعالية ومشاركتهم فاجعتهم في رحيل الفقيد.
وأوضحت الدكتورة لمياء ميزتين في شخصية والدها الراحل تتمثلان في سعيه إلي الله سبحانه وتعالى في كل حركاته وسكناته والتكامل الشامل في جوانب شخصيته.
وعرض زيد محطات من حياة الفقيد وعطائاته وسجاياه ومناقبه التي لمسها خلال مشوار صداقتهما وفي إطار العمل التنظيمي في حزب الحق.
وعبرت الكلمتان عن واقع الفراغ الذي خلفه رحيل الشهيد في نفوس أبنائه ومقربيه ومحبيه وأملهم في أن مكانته عند الله الجنة وثقتهم في أن سوء العاقبة والجزاء لقاتليه ومستهدفيه في الدنيا والآخرة.
حضر الفعالية عدد من المسؤولين والأكاديميين والباحثين والطلاب بجامعة صنعاء وعدد من المحامين وزملاء الفقيد وأصدقائه ومحبيه وذويه.
|