عبدالخالق النقيب -
الشـَّعبْ مِلصْــصْ..!
المعتوهون محظوظون في أيام كهذه، فيما سنبقى نحن تحت طائلة الاستفزاز اليومي، ولا ندري كم نحتاج من الوقت لترويض أعصابنا على الهدوء والتخلص من سطوة التناقضات التي يعيشها عالم مخاتل ومغلوط، مضحك ومستفز للغاية أن يمر من أمامنا شيء يشبه السقوط المدوي لجائزة دولية تتواطأ مع الفشل ، لربما كان علينا قبلها أن نتهيأ لمراسيم احتفاءٍ يليق بكل الإخفاقات والكوارث الانتقالية، حماقة وجنون وعبث أن يتم تقديم باسندوه كبطل ومخلِصِ مما تورطت بها البلاد، شخصية عالمية مؤثرة تفردت بحضور وطني متفرد، لقد انتهى الرجل من تحقيق وبناء فكرة الدولة المدنية الحديثة هكذا تقدمه الجائزة وتكافئه إزاء كثافة التقارب والتشابه الفريد بين غاندي وباسندوه.
طلع الشعب ملصص لا يفقه القيمة والقدرة الوطنية للرجل وظل جاحداً بما حققه إلى أن أتت ميدالية غاندي من أقاصي الشرق لترتمي تحت قدميه وتنصفه من شعب لا يقدر المسؤولية .
يصعب علينا ابتلاع الفكرة برمتها، مشاهد تحتقر المزاج العام وتدفع بنا للكتابة بسخط سخط من لا يتجاهل لعنات الشعب وصرخاته التي لا يأبه لها من يقودون البلاد اليو ، وضع متفاقم وتعقيدات خطرة تم إيكالها لرجل قام يستنفر كهولته الذابلة ليحكمنا في أرذل العمر وهو لا يدري كيف تدار الحكومات، وتحت تأثير ذهوله ببلوغ السلطة فقد ما تبقى له من توازن وراح يفشل بأريحيه تامة، لم يدرك أحد أن دموع باسندوة التي منحها لنا مراراً هي أغلى ما لديه ليقدمها لليمنيين وهو يشعر بامتنان عميق لهم وللحظة التي صعدت به، واستمر في تسجيل أرقاماً قياسية في الفشل إلى أن تأزم الشعب به وببقاء مزاجه الهرم مستفيداً من استناده لشرعية ثورية تخلت عنه باكراً.
لا تدري كيف تتجاوز الصورة الذهنية لباسندوه وهي تمنحك المزيد من الدموع، ثم تشحذ هدوءك وأنت تستمع للمحتفلون به وهم يشيدون بقدرته في تعزيز الشراكة والحوار والمواطنة المتساوية، شعرت بالاستفزاز حد التوتر وباسندوه بطريقته المعتادة والمختلة يؤكد أن اليمن ستصبح في مصافي الدول المتقدمه (الدول المتقدمة حته واحده) قالها وهو في كامل قواه العقلية كما لو أن الشعب ملصص ومسطول.
هكذا تفرط الجرأة البليدة في استخفافها بنا.