المؤتمر نت - جمال الأقطل -
الباب السافل
يأبى الباب السافل إلاَّ المضي في تحبير ما بقي من فراغات شاغرة في هوامش تاريخه المسطور سواداً وجشعا وانتهازية وغرورا وحقداً..
ويصر هذا الباب المتهالك على أن يُسمعَ الحيَّ والميت - بلسانه هو - صرير تهاوي أضلعه ومرادمه وأجنحته التي يدكُّها أبطال جيش اليمن والأمن في كل وكر ..
إنه الباب السافل الذي ملأ الدنيا ضجيجاً وألماً وحزنا ودهشة وهو يتنطط من حرب إلى أخرى بهزائم وحده كان يمتلك وقاحة تبريرها ، ووحده كان يجني معظم غنائمها ، ووحده كان يجيد اختلاق موجبات إشعالها وإطفائها ..
الباب السافل لا يزال في ذات الغي الذي ارتداه على حين غفلة ، وبه وعلى أساسه امته التنطط من موقف إلى آخر ومن " تبَّةٍ " إلى أخرى ومن مرتفع إلى آخر ..
هو ذاته الباب السافل الذي اعتاد على استثمار المراحل وتجيير المتغيرات والقفز على كل قيمة نبيلة إلى " قيمة " معلومة ، هو وحده يحددها ويعلمها ويؤمن بها..
وهو ذاته الباب السافل الذي تصدَّر مستغفلي أحلام الطامحين بالتغيير ، وتفرَّد مع ثلة من الانتهازيين بتجيير دماء المغامرين من أجل التغيير ، وأوصد نفسه في طريق الحلم الذي كان ينشده بعض النبلاء ، بعد أن أغرق نبلهم بلؤم أقزامه الذين اجتاحوا الساحات والخيام بذات الطريقة التي اعتاد أن يجتاح بها " التباب " والمرتفعات والأراضي البيضاء والحمراء والسوداء ..
الباب السافل لديه قناعة خُرافية بأنه وحده صاحب الحق في استثمار كل المراحل والظروف ، وتسيُّد كل المواقف ، وتقرير كل مصير في هذه البلاد ، ويتلحف يقيناً مطلقاً بأن ادوات مكره قادرة على حسم كل المعتركات لصالحه هو..
الباب السافل يعيش اليوم حالة رعب وذهول وربما جنون أخير بعد أن تهاوت معظم ركائزه في أكثر من ناحية واتجاه ، وتساقطت معظم أوراقه في غير واد ، واقترب الخطر من آخر أضلعه التي طالما عوَّل عليها .. ناور بها .. استخدمها .. .. تخفَّى خلفها .. وأخفاها عن أعين الناس .. حتى شاء الله لها أن تنكشف وتظهر وتكشفه .. ليكون ظهورها مبتدأ اندحارها الأخير والأبدي بإذن الله تعالى ..
الباب السافل اليوم يشعر بالغبن والخزي والفضيحة .. ويتجرع علقم الهزيمة الأقسى .. لأنه اكتشف متأخِّرا أن أزمنة التسلق على كل شيء والسيطرة على كل الشيء وتجيير كل شيء واستثمار كل شيء قد ولَّت ضمن كثير من الأشياء التي ولَّت ويصعب اجترارها ..
الباب السافل يُقصم ظهره اليوم مع كل ضربة يوجهها أبطال الجيش لأوكار السفلة الإرهابيين في كل شِـعب وجبل ، وحينما يتطهر الوطن من هذه الأوكار ومرتاديها سيجد الباب السافل نفسه مرتكزاً على خواء لا يحتاج حتى إلى " دهفة " تقذف به إلى أسفل هاوية .. وإن غداً لناظره قريب .