حوار/ محمد أنعم - البركاني: حافظنا على الوحدة بالأقاليم قال الشيخ سلطان البركاني الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام إن الوحدة اليمنية أخرجت الشعب من دائرة العنف والصراعات..
وأضاف الشيخ البركاني في حوار مع «الميثاق» أنه لا خوف ولا قلق على الوحدة من الممارسات والتوجهات المجنونة لدى البعض..
لافتاً إلى أن العيد الوطني الرابع والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية يحل علينا اليوم في ظل ظروف صعبة، فالجيش والأمن يخوضون حرب شريفة ضد تنظيم القاعدة وأزمة خانقة في المشتقات النفطية وتفجير حرب في عمران..
وأكد الشيخ سلطان البركاني بأن المؤتمر الشعبي العام يقف إلى جانب رئيس الجمهورية ويتحمل معه العبء الأكبر في مواجهة التحديات التي تواجه الوطن..
وحذر البركاني الإخوان والحوثيين من المساس بأمن الأشقاء.. وأن المؤتمر سيتصدى لهم..
ودعا البركاني أعضاء وأنصار المؤتمر الشعبي العام إلى ضرورة امتلاك الثلاث البطائق..
تفاصيل مهمة لقضايا ساخنة تحدث عنها الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي الشيخ سلطان البركاني في الحوار التالي:
♢ في البداية نرحب بالشيخ سلطان البركاني الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام ونحب بمناسبة العيد الوطني الرابع والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م ان نتحدث عن أهمية المناسبة والتحديات التي تواجه الوحدة، من قبل أعداء اليمن؟
- أولاً شكراً لكم بهذه المناسبة الغالية والعزيزة على أنفسنا، وأتوجه بأسمى آيات التهاني والتبريكات لأبناء شعبنا اليمني الأبي وأبارك لهم أعياد الثورة المباركة ابتداءً من عيد مايو الذي نحتفي به كل عام.
هذه المناسبة مثلت نقطة تحول في حياتنا كيمنيين وأخرجتنا من دائرة العنف والصراع والتمزق والشتات الى دائرة المحبة والألفة والاخوة رغم المنغصات الموجودة على الساحة اليوم وأعتقد أنها هي المفخرة الوحيدة لليمنيين الذين يستطيعون أمام العالم أجمع ان يفخروا بما أنجزوا من تحولات.. وان كان الشكر موصول بالدرجة الأولى الى فخامة الاخ رئيس الجمهورية السابق علي عبدالله صالح ونائبه علي سالم البيض، الاثنين اللذين كان لهما الدور الكبير في تحقيق الوحدة ولايستطيع أي جاهل أو متجاهل ان يجحدهما او ينكر لهما هذا الدور الكبير، ثم تلك القيادة اليمنية في تلك الأثناء التي باركت وساهمت وعملت على تحقيق الوحدة اليمنية.. هذه الوحدة التي ننعم بها اليوم والتي لاتضيق صدورنا او نصل حيالها الى مرحلة من القلق جراء بعض التوجهات المجنونة التي لاتدرك خطورة اللعب بالنار والدعوة الى الانفصال والتمزق وما لذلك من آثار سلبية وسيئة ومدمرة، فالاصل هو الوحدة وليس غير الوحدة.. والاصل هو ان نعيش كيمنيين في بوتقة واحدة لا ان نعيش مقسمين ومجزئين ونتصارع فيما بيننا البين.
أعتقد ان الذين مروا بالمراحل ما قبل الوحدة ومخاطرها وحالات الاقتتال التي كانت تحدث بين الشطرين من وقت الى آخر وحالات الاحتراب وحالات التخريب وقتل النساء والاطفال وزراعة الألغام وإعمال الدماء بشكل مفرط يدركون خير الوحدة ونعمتها والذين لم يروا ذلك ربما مغرورين او مهووسين بمجد شخصي يبحثون عنه.. ويعتقدون ان الانفصال هو الخير وان الوحدة هي الشر، العكس صحيح تماماً.. في العالم كله وليس في اليمن فقط فمن طبيعة الاشياء أن الوحدة والعصمة هي خير من الشتات.. اعتقد ان البلد كلها تواجه مخاطر وليس قضية الوحدة فقط، لكن نواجهها سياسياً وامنياً واقتصادياً ونواجهها من مختلف الاتجاهات، اليوم اليمن منذ 2011م تمر بظروف صعبة للغاية سواءً في صعدة شمال الشمال او في حضرموت وشبوة في شرق الجنوب.. لم يعد هناك من منطقة آمنة ومطمئنة لكن هناك قضايا ساخنة وأكثر سخونة.. اليوم قضية القاعدة من القضايا التي تؤرقنا كيمنيين والتي تؤرق مضاجعنا والتي ان ظلت قائمة فلا وحدة ولا انفصال معها سيكون خيراً وبركة.
♢ شيخ سلطان لو انتقلنا الى المشهد الآخر والمتمثل في الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد هل المؤتمر الشعبي العام ماضٍ في تغيير حكومي أو أنه باقٍ في هذه الحكومة؟
- اولاً المشهد العام ليس الوضع الاقتصادي فقط الوضع الامني والاقتصادي وأزمة المشتقات النفطية التي ألهبت القلوب والتي انتزعت البسمة من الأفواه والفرحة من الوجوه واللقمة من الحناجر ضاربة بأطنابها لعدة أشهر، الوضع المزري والفشل الذريع الذي منيت به هذه الحكومة الحالية يجعلنا أمام طرق صعبة او خيارات صعبة جداً ويلزمنا باتخاذ قرارات صعبة، القضية ليست قضية ترف او قضية رضا او غضب.. نريد حكومة او لا نريد.. اعتقد اننا على مدى يومين نناقش في مجلس النواب موضوع استجواب الحكومة وماتسمعون من نقاشات يندى له الجبين او تقشعر له الأبدان، إذ ان الحكومة نفسها وصلت الى ان تلعن نفسها بنفسها ورئيس الحكومة اليوم أعلن براءته من الحكومة وقال انه لايمثل إلا نفسه وان هذه الحكومة ليس مسئولاً عنها، هذا أمر لم نصل اليه في السابق ولم نكن نتخيله لافي الحاضر ولا في المستقبل، ولم يكن يخطر على بالنا هذا الجانب كما هو الحال ازمة المشتقات النفطية التي لم تكن تخطر في بالنا على الاطلاق لان أي حكومة في العالم تحترم نفسها تعالج الأوضاع خلال أيام ولاتتركها شهوراً تريد ان تحل نفسها بنفسها..
الآن الأزمة ليست مفتعلة كما يدعي البعض وليست مصطنعة وليست هلعاً وانما هناك كميات من المشتقات لم يتم شراؤها مطلقاً..
وزير المالية امتنع عن تسديد دعم المشتقات النفطية للربع الرابع من عام 2013م وللأشهر الخمسة حتى الآن من عام 2014م، هذا هو الذي صنع الأزمة، لأنه لاتوجد كميات حتى تقول انها مفتعلة.. ولذلك سنتخذ قرارنا على ضوء استكمال النقاشات الموجودة داخل مجلس النواب، لكننا أيضاً وما دام رئيس الحكومة قد قال بالحرف الواحد انه براء من هذه الحكومة، فنحن ايضاً كأحزاب مشاركة في الحكومة أي مخطئ، أي وزير ارتكب الخطيئة يتحملها بنفسه وليس حزبه ونحن نبرأ الى الله من أي وزير في المؤتمر تحمل مسئولية وارتكب خطأ، بالرغم انه في ازمة المشتقات النفطية وفي أزمة الاختلالات الأمنية، وهناك معضلة أخرى القضاة مضربون لعدة أشهر وحقوق الناس ومصالحهم معطلة وكأن الأمر عادي ولايهم هذه الحكومة، لذلك اعتقد انه سيكون هناك قرارات ربما تصل حد كسر العظم او تصل حد المعالجة للخروج من عنق الزجاجة الذي نحن فيه وسنقول جميعاً كما قال رئيس الوزراء أي مخطئ من الوزراء يذهب وحيداً ولايحملنا المسئولية، لكن اعتقد ان الخطأ وقع بتشكيل هذه الحكومة التي قامت على المحاصصة الحزبية ولم تغلب معايير الوظيفة العامة ومعيار الكفاءة والقدرة والتميز اذا اردنا ان ننقذ البلد، لأن البلد وصلت حد المخاطر والهلاك ولذلك الممانعة او محاولة التسويف انما تزيد الأمر تعقيداً، والأمور لاتحل نفسها بنفسها، لذا علينا ألا نستعجل من خلال المناقشات أحاديث الوزراء يوم الاثنين والثلاثاء لم نسمع أحداً قال انا أقف مع الحكومة من جميع المتحدثين الذين بلغوا قرابة 37 متحدثاً.
♢ هل نستطيع نقول ان وزير المالية اتخذ قرار رفع الدعم من ذات نفسه؟
- هو يريد ان يصل الى هذا القرار من خلال صنع الأزمة ويصر ويتبجح.. هذا الرجل متناقض جداً، هذا الرجل كان في الماضي يقيم الدنيا ولا يقعدها على خمسة ريال في «اللتر» الواحد واليوم يريد في «اللتر» الواحد مائة ريال، وكأن الأمر عادي، يريد رفع الدعم، صنع الأزمة ليصنع لنفسه مبرراً لرفع الدعم، وهو يعلم ان الظروف المعيشية للناس سيئة، كم دمرت اليوم من مزارع، كم دمرت منتجات زراعية، ومنتجات صناعية كم النفقات او الخسائر التي دفعناها ثمن غياب المشتقات النفطية كم مواطنين كانوا يعيشون على الانتاج الزراعي والصناعي وفي النقل..؟ وكم هم الذين غابوا عن أعمالهم ومصالحهم ومعايشهم ووظائفهم وهم يبحثون عن لتر الديزل او البترول.. هذا أمر محزن في هذا البلد وفي وقت الناس يقاتلون القاعدة واليمنيون يعملون من أجل ذلك ويدعمون القوات المسلحة والامن ويسعون في هذا الاتجاه فيما المخربون في الاتجاه الآخر يحرمون الناس أي فرحة، حتى شاشات التلفزيون لم يعودوا يرونها في القرى والارياف وفي المدينة بسبب انقطاع الكهرباء الذي يمتد لــ20 ساعة في اليوم في معظم الاحياء، هذا أمر لم يحدث في أي بلد في العالم.
♢ ألا يكون هذا ضغط على الرئيس هادي لإيقاف الحرب على القاعدة؟
- لا أعتقد.. المخربون يخربون بطريقتهم الخاصة والمطالبون بوقف الحرب على القاعدة لايزالون يعملون بوتيرة واحدة، لكن هذا كله لايعفي الرئيس هادي ولا الرئيس باسندوة ولا المؤتمر ولا المشترك من تحمل المسئولية في معالجة موضوع المشتقات النفطية وموضوع الاختلالات الأمنية وموضوع قطع الكهرباء.. الدولة إذا لم تستطع ان تحل هذه الثلاث النقاط فاعتقد ان لاقيمة لها، وحكومة لاتمارس مهامها لانجاز هذه المهام فهي ومن باب أولى لا تبقى على الواجهة.
♢ شيخ سلطان، لو انتقلنا الى مسألة تدشين الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر لمرحلة الاستقطاب الجديدة لعضوية المؤتمر؟
- نعم هذا أمر في غاية الأهمية وانا اتوجه لكل المؤتمريين الذين يرغبون بتغيير البطاقة او الذين ليس لديهم بطاقة المؤتمر ان يتجهوا الى فروع دوائر المؤتمر للحصول على البطاقة لأن هذه مرحلة مهمة جداً سواءً بطاقة الرقم الوطني في مصلحة الاحوال المدنية، أو بطاقة الانتماء الحزبي التي هي بطاقة المؤتمر الشعبي العام او البطاقة الانتخابية التي نحن قادمون عليها.. اتوجه للمؤتمريين وأنصار المؤتمر ومحبيه والذين يرغبون الانتماء لهذا التنظيم والذين هم منتمون اليه بألا يقصروا بالحصول على الثلاث البطائق معاً.. وألا يقصروا في الذهاب الى مراكز الاقتراع للتسجيل في السجل الانتخابي وبالذات ابناء الدائرة العاشرة التي نحن على وشك العمل فيها والاقبال فيها ضعيف جداً.
أعود فأقول ان البطائق الثلاثة مهمة ولا انفكاك بينهم فارجو ان يحصل عليها كل المؤتمريين ويسعون اليها بكل جد واجتهاد وألا يعتبروا انها مجرد زينة، وذهاب الزعيم علي عبدالله صالح الى مصلحة الاحوال المدنية وذهابه الى فرع المؤتمر الشعبي انما هو لتحفيز كل رجال المؤتمر وأنصاره ومحبيه والراغبين بالانتماء اليه.
♢ لو تناولنا الحملة التي تشن على رئيس الجمهورية كيف تقرأونها؟
- هذه مراحل الابتزاز مازالت قائمة، واشخاص فقدوا وخسروا ماكانوا يحلمون به، رئيس الجمهورية اليوم المؤتمر يقف معه بكل قوة، والمؤتمر اصدر بيانات واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ولاتقبل اللبس والمؤتمر يدعو من خلال صحيفة «الميثاق» لسان حاله، كل اعضائه وانصاره وحلفائه ان يقفوا الى جانب القوات المسلحة والامن وخلف رئيس الجمهورية موقف رجل واحد وفي كل ميادين الشرف والبطولة في ميدان القتال وميدان العمل وميدان الدعم والمساندة وفي الميادين المختلفة، علينا ان نقف موقفاً كاملاً.. رئيس الجمهورية لن يواجه وحده نحن سنتحمل معه العبء الأكبر، ونحن الآن على تواصل مستمر معه وتحت تصرفه في كل المجالات، ولايمكن ان نتركه عرضة للابتزاز من قبل اولئك الذين يريدون ان يحققوا مآربهم وإلا فإنهم يتجهون الى توجيه السهام الحاقدة وأمراضهم ضد رئيس الجمهورية الاخ عبدربه منصور هادي الذي نعتز به وانتمائه للمؤتمر ولكن انتماؤه للوطن اولاً وهو يعرف مسئوليته الوطنية وهو قائد عسكري يعرف كيف يحرك القوات المسلحة واين يستخدمها وأين لايستخدمها، اما ان يفرض عليه البعض اننا نريد ان تستخدم القوات المسلحة للحرب نيابة عنا او ان تقاتل نيابة عنا في منطقة أخرى فذلك أمر لانقبله ولن يقبله الرئيس عبدربه على نفسه، وهو سيمر من هذه الظروف لأنها ليست ظروف الشعب اليمني وليست مطالب الشعب اليمني، هي مطالب فئة قليلة جداً منيت بالفشل في كل مكان وتريد ان ترمي مصائبها على الرئيس عبدربه منصور هادي.
♢ وماذا عن تفجير الوضع في محافظة عمران؟
- ليس لدي المعلومات كاملة ولكنني حزين ان هناك العديد من القتلى واعتقد ان هذا التفجير ليس تفجيراً عفوياً، هو تفجير متعمد بحسابات دقيقة ودعني أكون واضحاً انا ارمي بالمسئولية على التجمع اليمني للاصلاح ومن يدورون في فلكه، وأقول للحوثيين ايضاً عليكم ألا تبالغوا باستخدام العنف او القوة، والمغالات بالادعاء انكم وحدكم تملكون الحقيقة وغيركم لايملكها، او ان تثيروا المتاعب لليمن وللرئيس عبدربه منصور هادي في عمران، عليكم ان تكونوا مواطنين صالحين بدلاً من العنتريات التي تقودونها في كثير من المناطق، وانتم تعلمون ان خصومكم يريدون قتالكم عبر الدولة، يريدون ان يزجوا بالدولة للحرب في مواجهتكم.. عليكم ألا تكونوا سبباً في هدم المعبد، وعليكم ألا تدفعوا بالدولة ان تدخل بالقتال بسبب تصرفاتكم الحمقاء، نحن ليس لدينا رغبة بان نقدم نصائح للفريقين لانهم خصوم، ولكن في مثل هذا الظرف ننسى الخصومة ونقول لهم ان دماء اليمنيين غالية وعزيزة سواء أكانت حوثية أم كانت اصلاحية رغم شروركم، انتم اشرار الفريقين لكن لانريد ان تراق دماء اليمنيين ولانريد ان نفتح جبهة جديدة في عمران قبل ان نغلق الباب، لانه امامنا حرب مدمرة وقد تكون طويلة في المناطق الشرقية ضد الارهاب في شبوة وكذلك ابين والقاعدة تتجه اليوم الى محافظات مختلفة وابناء القوات المسلحة والامن يلاحقونها في كل مكان فلا تفتحوا حرباً جديدة في عمران..
أتمنى من الاطراف جميعاً والتي تسعى للحرب والتي تدق طبول الحرب ان تتعقل لانها ستدفع ثمناً باهظاً في أي حرب تعلنها ولن تكون الانتصارات كما كانت في الماضي في عمران على بيت الاحمر او على السلفيين او على الاصلاحيين، اعتقد ان المواجهة اليوم ستكون مواجهة حياة او موت بين الفريقين، ولذلك سيكون ثمنها جثث وآلام.
♢ من خلال ما هو حاصل هل نستطيع القول بأن «الاخوان» في اليمن انتهوا وصفروا العداد؟
- الاخوان في العالم كله وليس في اليمن الكارثة جاءت عليهم لأنهم لم يتريثوا ولم يتعقلوا ولم يكن لديهم مشروع واضح لادارة الشأن في البلدان التي يطمعون الوصول إلى السلطة فيها والذين لاينظرون الى مسافات بعيدة وانما ينظرون الى مجرد الأنف وبالتالي لايحققون نجاحات.
الاخوان كانوا يعتقدون ان العالم كله سيطوع لهم وان مصر واليمن وليبيا وتونس وسوريا ماهي إلا مقدمة الى جانب تركيا ليحققوا الخلافة الاسلامية او مايسمونها بالامبراطورية او تحت أي تسمية كانت وبدون ادوات ليس لديهم ادوات ثم ان فكرة إلغاء الآخر عند أي كان هي دائماً مهلكة فالاخوان حملوا مشروع إلغاء الآخر، انا ومن بعد الطوفان فقط، ولذلك اعتقد ان مصيرهم في مصر وفي اليمن ومايجري اليوم في ليبيا ثم ادراجهم في قائمة الارهابيين في القرار الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومعه بعض الدول الخليجية وهذا القرار مهم بالنسبة لنا في اليمن لأن امننا من أمن المملكة والعكس، وأي خطر او محاولة للمساس بأمن المملكة العربية السعودية هو مساس بأمن اليمن واعتقد ان مسئوليتنا جميعاً ان نقف ضده ونقاومه وألا نسمح لأي أحد ان يلعب بالنار بين الجيران..
تعرض أمن المملكة لأي خطر ارهابي لن ينعكس عليها وحدها وانما سينعكس على اليمن ودول الخليج كاملة ولذلك فإننا سنقف مع قرار المملكة ودول الخليج وسنسير بكل ما اوتينا من قوة من أجل ان تكون هذه المنطقة آمنة ومطمئنة وألا يعبث بها الارهاب سواء جاء من الحوثيين او من الاخوان المسلمين كما جاء في قرار المملكة ودول الخليج ولان الاصابع التي تحرك هي اصابع خارجية بالدرجة الاولى باتجاه المملكة العربية السعودية فايران وتركيا وقطر كلهن لاعبات رئيسيات في هذا الأمر وليس من مصلحة اليمن ولا اليمنيين ان تتعرض الاراضي السعودية والامن السعودي والنظام لأي كارثة او لأي خطر من قريب او بعيد.
♢ لو عدنا الى مناسبة الوحدة وهي المناسبة الرابعة والعشرين لتحقيق هذا المنجز العظيم.. كيف يمكن تأصيل حماية الوحدة في الدستور الجديد الذي يجري صياغته حالياً؟
- نحن وصلنا الى حلول جذرية للمشكلات في مؤتمر الحوار الوطني فيما يخص القضية الجنوبية واعتقد ان الكل قدم تنازلات للقضية الجنوبية وانا ادعو اخواننا واحباءنا وآباءنا وابناءنا في المحافظات الجنوبية ألا يسيروا خلف اولئك الذين لايريدون الخير لليمن.
ما وصل اليه الحوار وما سيتضمنه الدستور بشأن القضية الجنوبية هو أكثر مما كنا نتوقعه أكون صريحاً في هذا الجانب ومن يدعي انه كان مظلوماً فعليه ألا يمارس الظلم ضد الآخرين.. لقد قدم الشمال تنازلاً أكبر بكثير مما كنا نعتقد ان يصنع للجنوب وسيتضمنه نصوص دستورية، وخرج من الادعاء باننا كنا مظلومين واننا كنا مقهورين واننا كنا محكومين لجأ الناس الى موضوع الاقاليم واتفقوا عليه ولذلك على كل من يعتقد بانه قادر ان يخدم هذه الارض ان يخدمها من نظام الاقاليم اما المزايدون الذين تعودنا عليهم ان يرفعوا الشعارات مضى عليهم نصف قرن وهم يرفعون الشعارات فلم يشبعوا جائعاً ولم يلبسوا عارياً..
♢ وقرارات مجلس الامن كيف سيتم ترجمتها فيما لو استمرت الفوضى وأعمال العنف؟
- القرار لم يوجه لأحد، القرار شمل اليمن الارض والانسان ولذلك الكل تحت طائلة المساءلة بما فيها الدعوات للانفصال والدعوات لفك الارتباط هم تحت طائلة المساءلة.
لايوجد عاقل حريص على بلده قد تحقق مكاسب ويريد ان يدمرها انا اعتقد ان المكاسب التي تحققت في مؤتمر الحوار للجنوبيين هي مكاسب كبيرة جداً.. مكاسب من الصعب تحقيقها في وقت آخر وعلى الاخوة الذين ربما يأخذون بتجربة جنوب السودان هي كانت نفس الشعارات التي ترفع في جنوب السودان هي ذات الشعارات التي ترفع في جنوب اليمن، وكان الانطباع حتى من صاغوا فكرة ما يسمى تقرير المصير اتحدث عن حيدر العطاس وعلي ناصر محمد وعن القيادات الجنوبية التي كانت تتحدث عن خمس سنوات يليها استفتاء كان في رؤوسهم ماجرى في جنوب السودان.. ها هم يرون ماذا صنع في جنوب السودان.. اين برميل النفط الذي كانوا يعتقدون انه سيحولهم الى بحبوحة من العيش؟
اليوم هاهم يعيشون في جحيم ولم يعودوا يمتلكون لا امناً ولا استقراراً وهم في مخيمات، ثم ان مسألة النفط فأيامه معدودة وهناك نفط وهناك غاز وهناك ثروة وموارد بشرية عليهم ألا يتعلقوا بالوهم والسراب الخادع، عليهم ان يدركوا ان الانتماء الوطني والانتماء لهذه الارض خير من الادعاء، لاننا لو قيمنا الامور كلها على برميل النفط فإن الأمور لن تستقيم على الاطلاق، ولو كان أمر الوحدة والاوطان ترتبط بمجرد ان هذا يملك فأنا أسأل أمثال هؤلاء عناك، عندما قامت الوحدة كان الجنوب لايملك قطرة نفط واحدة، كان النفط في الشمال لكن الوحدة هي الاصل وليس برميل النفط وليس اسطوانة الغاز وليس العائد المالي، فعليهم ألا يستهينوا فالشمال لديه موارد لو سقنا أمثلة فسنستغرق صفحات وصفحات في هذا الموضوع.
ولذلك يجب ان تقاس الأمور بأشيائها الطبيعية وألا تقاس بالمزايدة وألا يذهب بعض المغالين في المحافظات الجنوبية الى الادعاء بأنهم يملكون كل شيء وفي الشمال لايملكون شيئاً ولذلك يعتقدون أن الانفصال هو الحل الوحيد.. يجب ان تسمى الأشياء بمسمياتها..
♢ هل لدى المؤتمر الشعبي حوارات جانبية مع العطاس او البيض؟
- ليس بالضرورة ان نحاور العطاس او البيض نحن حزب يعمل داخل الساحة وأي يمني يريد ان نلتقي معه عليه ان يعود الى الساحة، أما ان نحاور شخصاً آو أناساً معلقين بالخارج ومرتبطين به ذلك شأنهم لكن ليس بيننا وبينهم خصومة وان أرادوا ان يحترمونا سنحترمهم وان أرادوا ان يسيئوا الينا فقد أساؤوا بما فيه الكفاية ونحن لم نرد الاساءة بالاساءة.
♢ شيخ سلطان من يقصد الرئيس الامريكي اوباما بالوزراء الذين يدعمون الارهابيين؟
- والله لا داعي الى ان نأخذ الأمور على صفحات الصحف، رئيس الدولة ورئيس الحكومة والقيادات الحزبية يعلمون ماذا يعني الرئيس اوباما وماذا يعني ما نشرته الوسائل الامريكية حول شخصيات عسكرية او مدنية، لكننا الى هذه اللحظة نريد الجميع ان يفرمل وان يعود الى جادة الصواب، لأننا لانريد ان نذهب الى أتون صراعات جديدة او يعمل بعض الفرقاء مع الارهاب ويعملون مع العملية السياسية لأنه لايجمع بين الارهاب والعمل السياسي على الاطلاق.
♢ لو رجعنا الى موضوع الوحدة، وبالضبط مايتعلق بالاحتفالات.. ماذا سينظم المؤتمر الشعبي العام من احتفالات على مستوى المحافظات؟
- اعتقد انه لايضحك في بيت العزاء، الظروف الامنية وظروف القتال في شبوة وابين فرار شراذم القاعدة الى محافظات أخرى ومطاردتها لايعطي فرصة لتجمعات كبيرة جداً بالاحتفالات لكن الاحتفالات على مستوى الصالات المغلقة كما يقال او في الافراح اعتقد ان هناك توجيهاً من رئيس الجمهورية لكل المحافظين والمحافظات ان يقيموا احتفالات وان يفرحوا يجعل الناس يفرحون في هذا الجانب.
ثم ما استجد في عمران.. نحن كنا نعد لاحتفال كبير في عمران يضم محافظات صعدة وعمران وصنعاء وحجة والمحويت كنا نريده احتفالاً بهيجاً.. كنا نريد ان نكسر عقدة الحرب القائمة في صعدة بين الاطراف الاخرى باننا يا اخوان نبتعد عن الدماء ونذهب الى الفرحة.
امامنا اليوم ازمتان ازمة المشتقات النفطية التي صارت تعيق الناس من الوصول وعدم القدرة وازمة انفجار الوضع في عمران يجعلنا ربما نعيد التفكير بالحفل اذا لم تحسم الامور سيظل الوضع خطراً ومن حقنا ان نقلق على اعضائنا فربما مندسون يدخلون على الخط ويفجرون بالسيارات المفخخة او ان يشعلوا نيران الحرب ونحن في حالة فرحة خصوصاً والناس قادمون الى عاصمة المحافظة عمران فيقتلون بالعشرات.
♢ من خلال متابعتكم للمعركة ضد الإرهاب ماهي رسالتكم لقواتنا المسلحة والأمن؟
- نحن متابعون بشكل جيد ونطمئن على قدرة ابنائنا واخواننا في القوات المسلحة على انجاز هذه المهمة الوطنية الشريفة ونقول لهم اصبروا وصابروا ورابطوا ان الله معكم والشعب اليمني معكم وان المعركة مع الارهاب ليست مجرد زيارة عابرة انها معركة تأخذ فترة طويلة فقبلنا الولايات المتحدة الامريكية والعالم لم يستطع منذ2001م بعد تفجير كول الى هذه اللحظة والحرب مستمرة مع الارهاب فلم تستطع امريكا وكل العالم على انجاز هذه المهمة بشكل سريع.
ابناؤنا في القوات المسلحة انجزوا مهاماًِ كبيرة وحققوا انتصارات فلنحافظ عليها وان ندعمهم وان نرفع من معنوياتهم.
واتوجه بهذه المناسبة بنداء لكل اليمنيين بان الحرب مع الارهاب لايمكن ان تكون حرب الدولة ولكنها حرب البلد جميعاً هي مسئولية وطنية هي مسئولية المواطن والاعلام وخطيب الجامع والمدرسة هي مسئولية مشتركة.. اذا أردنا حرباً مجتمعية المجتمع بمواجهة الارهاب، اما اذا اعتبرنا القوات المسلحة والامن هم بمواجهة الارهاب فتلك نظرة خاطئة وقاصرة وسيظل الارهابيون يتنقلون من مكان الى مكان وتلاحقهم القوات المسلحة والامن دون جدوى.
♢ كلمة أخيرة تحب ان تقولها شيخ سلطان في نهاية هذا الحوار؟
- أكرر التهنئة للشعب اليمني قاطبة وأهنئ كل المؤتمريين وانصارهم وحلفائهم واهنئ اخواننا وابنائنا في قواتنا المسلحة والامن البواسل الذين هم اليوم في ميادين الشرف والبطولة..
كما اتوجه بأصدق آيات الشكر والتقدير لفخامة الاخ رئيس الجمهورية والتهنئة بمناسبة العيد الوطني الرابع والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية، وللزعيم علي عبدالله صالح الرئيس السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام الذي حقق هذا التحول التاريخي وأنجز هذا المنجز العظيم الذي سيسجل له بأحرف من نور ولليمن قيادة وشعباً.. واتمنى ألا تعود علينا هذه الفرحة ونحن في مثل هذا الظرف الصعب، وانما تعود وقد حقق اليمن أمناً واستقراراً وسعادة ورخاءً وتجاوز محنه وشدائده وأزمات. |