الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:18 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
الإثنين, 14-يوليو-2014
المؤتمر نت -     سيف محمد بن هلال الشحي* -
السلام في اليمن بين مطرقه الأرهاب وسندان الفقر
من منا لا يراود مسمعه العباره الشهيره (اليمن السعيد) ولكن بعد عقود من الحروب والصراعات التي عاشها هذا البلد العربي العريق بحضارته وبحكمه اهله وبموروثه الحضاري الموغل في القدم وما يحمله من بعد أنساني ووتاريخي وديني بلد شهد مختلف حقب العصور البشريه وتتابعت عليه حضارات خالده ويحكي بحره وجباله وشجره وحجارته عن حضارات خالده علمت الانسان كيف يصنع مستوطنات بشريه بلغت أرقي مستويات الكمال والبنيه التحتيه قبل ان تعرفها حواضر العالم الجديد .

لن أتكلم عن الحضارات البشريه في اليمن ولا عن الديانات السماويه ولا عن الموروث الثقافي ولا عن طريق التجاره القديم ولا عن دوله تمتلك موقعا جغرافيا نستطيع ان نسميه مفتاح أسيا وافريقيا بل موقعها يخولها ان تكون بوابه البحار والملاحه الدوليه .

سأبدا بجمله قالها رجل عظيم يملك من الحنكه والدهاء والخبره ما يفتقر اليه اليوم ساكني البيت الابيض هذا الرجل هو :

(ديفيد ماك ) النائب السابق لمساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى (1990-1993) والسفير الأمريكي في أكثر من سبع دول مهمه .

قال ديفيد ماك عبارته الشهيره التي لو عرفها ساكني البيت الابيض قبل اعوام قليله لما ابتلينا بالحال الذي وصل اليه العالم اليوم .

قال : » من المهم أن تتذكروا أنه لا توجد دولة في العالم تملك مخططا للديمقراطية لدولة أخرى.. لذلك لا تنظروا إلى ماتفعلونه هنا كمثال للدول الأخرى «

هذه هي الديموقراطيه التي أرتضاها الشعب اليمني العظيم لنفسه وشق طريق بناء المؤسسات منهيا حقبه الحزب الواحد والحاكم المطلق رحب العالم بالدوله الوليده المتوحده وخافت دول لها مآرب اخري من ان تعود مملكه مآرب للحياه من جديد كل هذا ونحن ما نزال في عام 1990 ومن أقدار اليمن ان يرتبط بالحواذث الجسام فتوحد الدوله وكيانها الجديد لم يؤهلها ان يكون لها مقعدا في مجلس التعاون الخليجي الذي مضي علي انشائه وقتها عقد من الزمن وتبع ذلك الشرخ الكبير الذي حذث ابان حرب الخليج الثانيه وكان قدر اليمن ان تكون الدوله العربيه في مجلس الامن حين ذاك مما وضعها امام تحد قومي غير مسبوق فقررت عدم التصويت وجاء الرد الغربي سريعا من خلال تشكيل قوات التحالف ثم حرب الخليج وبعد ذلك صارت تلك الدول تري في اليمن انها لم تكن مطواعه لرغباتها ونسيت هذه الدول التي لوكانت مكان الجمهوريه الوليده لتخذت نفس القرار الذي يحتمه المنطق وحسابات العمق القومي العربي وحسابات السياسه التي في الأصل مبنيه علي المصالح والمكاسب واستقطاب الحلفاء الأقوياء .

كان لزما علي اليمن ان يدفع فاتوره باهضه التكاليف نتيجه موقفه وحصر في زوايه مظلمه ضيقه ولم يكن يعلم من دفعه الي هذه الزاويه ان المصلحه الوطنيه تقتضي التحالف مع من سيمد لك يده ان وضعت في هذا الموضع ، وفعلا وجدتنظيم القاعده العائده من افغانستان مزهوا بنصرها علي اكبر قوه عسكريه في ذاك الوقت ( الأتحاد السوفيتي ) وأن كان نصرا أمريكيا في باطنه ، ورأت القاعده ان وجودها في اليمن سيمكن لها في جزيره العرب وراي النظام اليمني ان هذه القوه الارهابيه التي تمتلك المال والعنف ستخلصها من مأزقها المالي ومن خصومها سياسي الداخل الرافضين للوحده .

وعوقبت اليمن نتيجه وقوفها مع بغداد ردحا من الزمن وهنا تتحرك قوه أقليميه أخري تري ان الدوله الوليده تمتلك حقولا من النفط من الممكن ان تستغل تجاريا بالأضافه الي وقوه أرهابيه متمثله بأفراد القاعده العائدين من كابول فتحركت ولايه الفقيه في قم لتحيي أرثا قديما وهو الطائفه الزيديه في اليمن ولكن هذه المره متمثله ب : حسين الحوثي ، ليؤسس حركه انصار الله ، نسخه من حزب الله اللبناني ولكن بثوب يمني ، امتلكت هذه الحركه الفكر الأرهابي المتطرف وقناعه نبذ الآخر تمثل جليا في طرد اليهود اليمنين من مناطق تخضع لسيطره هذا الفصيل الذي تحول الي مليشيا ارهابيه مقاتله يمتلك السلاح والمال واراضي وجنود وموارد ودعما خارجيا متمثلا في ايران ولبنان ( حزب الله) .

وتحاول هذه الجماعه منذ تأسيسها الي هذا اليوم أن تلبس لباس المظلوميه وانها اقليه مظهده وانها تريد العيش بسلام والمساواه مع باقي طبقات الشعب وهذا ديدن كل من شد عن الأجماع الأجتماعي في كل مجتمع .

أذا لقد تشكل في رحم هذه الدوله التي تبحث عن هويه ، كتل أرهابيه متمثله في تنظيم القاعده واخر يمثله الحوثيون وفصيل آخر يسعي الي التغير لأجل التغير فقط .

مع كل هذه الافات الأجتماعيه التي تنخر مجتمع قوامه 23 مليون نسمه وناتجه المحلي فقط 36 مليار دولار وناتج محلي يقدر ب 4.2 % للعام المنصرم مع تضخم يصل الي 18 % كل هذه المؤشرات تصطدم بجدار من الفساد الأداري والمالي والمحسوبيه والأبتزاز وضعف الحوكمه في اروقه القطاع العام وكل هذه العوامل أوصلت المجتمع اليمني الي خط الفقر والطاله والعوز تتكلم المؤشرات الصادره عن الامم المتحده والبنك الدولي ان اليمن في المرتبة 151 من بين 177 دولة على مؤشر التنمية البشرية (HDI) وهو مقياس لمتوسط العمر المتوقع والتعليم ومستوى المعيشة وصنف البنك الدولي اليمن بأنها أفقر بلد عربي بنسبه تفوق 46 % بالنسبه لعدد السكان .

اليمن ليس فقيرا بالموارد الطبيعيه وليس فقير من حيث الموارد البشريه وليس فقيرا من ناحيه الداعمين فأين مكمن الخلل ؟؟؟

ان الموارد الطبيعية في اليمن هي النفط والغاز الطبيعي فضلا عن الأراضي المنتجة زراعيا في الغرب. والثرواث الطبيعيه كالأسماك والمأكولات البحرية والملح الصخري، والرخام، والودائع طفيفة من الفحم والذهب والرصاص والنيكل والنحاس.

أين مكن الخلل ؟؟

مكمن الخل في اليمن بختصار شديد في الثقافه المجتمعيه نعم ما يعانيه المجتمع اليمني من افات اجتماعيه كالفقر والبطاله والقات وزواج القصر والارهاب والعزوف عن التعليم والفساد المستشري في اوصال اجهزه القطاع العام واستيراد الأفكار والنظريات التي لا يمكن استنساخها او تطبيقها في المجتمع اليمني الذي تزينه فسيفساء خاصه ونسيج أجتماعي خاص وتركبيه سكانيه قبليه خاصه واديان ومذاهب وثقافه لا تعرف الا بهويه اليمن فقط .

أن اردنا اليمن بشطريه يحلق كوطن عربي كريم فلنعمل لنشر ثقافه السلم الأجتماعي وثقافه محاربه الجهل وثقافه محاربه المخدرات والبطاله ، لا يحتاج اليمن الي تبرعات بقدر حاجته الي تنميه الموارد واستغلالها الاستغلال الأمثل لا يحتاج المجتمع اليمني الي ديمقراطيه مستنسخه بقدر حاجته الي استيعاب كافه مكونات نسيجه الأجتماعي ونبذ مكونات الفرقه والأرهاب الذي هو كائن دخيل علي المجتع اليمني .

أن منظمات المجتمع اليمني تؤدي درا هاما في التخلص من افات المجتمع التي سببت توقفه عن النمو فلنمد ايدينا لدعم منظمات المجتمع المدني في اليمن لان علاقتها بالمواطن اليمني الي مالا نهايه اما الأحزاب السياسيه فعلاقتها مع المواطن او الناخب تنتهي عند صندوق الأقتراع ..

أنني اراهن علي عاملين بأمكانهم تخليص اليمن من معاناته وضياعه بين سندان الفقر ومطرقه الأرهاب ، أراهن علي منظمات المجتمع المدني اليمنيه وأراهن علي الأرث الحضاري والثقافي والأنساني لهذا البلد العظيم.

* باحث في شئؤن الأرهاب
مؤسس ورئيس الأعلي لمنظمه سلام بلا حدود الدوليه.




أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر