عبدالله الصعفاني -
عيد للصفح الجميل..!!
* في عيد نودع فيه شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار ونشتاق فيه لغمر أطفالنا بفيض السعادة ..
* تهفو النفوس السليمة لأن يعم الخير والمحبة هذه البلاد التي ليس لها من خيار سوى أن تكون طيبة .
* والأمنية ليست غير شيء من كلام جميل يملأ الألسن وليته يملأ القلوب ،لكن الحصيلة أننا لا نطل حتى الآن إلا على فراغ أجدب .
* وليس أفضل من العيد مناسبة لإشاعة فضيلة التصالح والتسامح والاعتذار ..وهنا يصح السؤال ..كم منا يمتلك شجاعة الإعتذار عن الخطأ..؟
لو أن استبيانا واسعا قامت به جهة محترمة لوجدنا أنفسنا أمام نتيجة هي أقرب للفاجعة..
ذلك لأننا ما نزال مكبلين بوهم يرى في الاعتذار حط من الكرامة وتخفيض للوزن في المحيط الاجتماعي..
* ومع أن المشتغلين بعلم النفس الاجتماعي يفضلون أن يكون الاعتذار بين الطرفين أصحاب الشأن فإن تركيبتنا النفسية ما تزال تفضل تدخل الطرف الثالث الذي يحاول أن يجبر الخواطر هنا وهناك بالنيابة ،والسبب هذه الروح المكابرة التي من غير المعروف إن كانت لعنة أم فيروساً أم جيناً وراثياً انتقل من داحس والغبراء إلى داعش والدبراء..
* يقول ديل كارينجي مؤلف كتاب " كيف تكتسب الأصدقاء وتؤثر في الناس " كل أحمق يستطيع الدفاع عن أخطائه أما أن تسلم بأخطائك فهذا هو سبيلك إلى الارتفاع فوق درجات الناس وإلى الإحساس بالرقي والتقدم " ،والمؤسف أن بيننا من صار يورّث لأبنائه مواقفه المتشددة وعلله النفسية ونقيصة المكابرة وعدم الاعتذار.
* ويمثل الشارع عندنا ملتقى لكثير من الظواهر التي تكشف حجم الأزمة التي يورثها الاستسلام للانفعالات حتى أن أبسط صدام بين سيارتين أو سوء فهم أو تقدير يدفع المخطئ نفسه إلى التمادي في الموقف برفع الصوت هذا إن لم يرفع الجنبية أو الصميل مع أن الحال يقتضي منه الاعتذار.
وعلى كثرة مظاهر الشد النفسي والعصبي التي تتكرر من أشخاص مع أنهم في الموقف الخطأ ورغم ارتقاء هذا السلوك إلى درجة الظاهرة ليس من جهود توعوية في وسائل الإعلام ومنابر الخطباء تكرس عند الناس فضيلة الاعتذار أو امتلاك زمام الأعصاب عند الغضب .
وفي مناسبة عيد الفطر السعيد سيكون جيدا لو اخترنا صباحه المشرق لحظة زمنية للاعتذار والتسامح لأنه إذا كان الاعتذار دليل ثقة بالنفس فإن التسامح يكشف قدرة على ترويض الغضب والحد من التوتر والوقاية من أمراض عديدة..
ليس مهما أن تتحول علاقتك بمن اختلفت معه إلى صداقة ولكن.. ليعمل كل واقع تحت نيران الكراهية على الارتقاء فوق هذه الحالة التي من شأن تجاوزها أن يجعلنا من الكاظمين الغيض والعافين عن الناس.
ولقد أظهرت دراسة قام بها أربعون باحثا في ولاية أتلانتا الأميركية أن التخلي عن الأحقاد واستحضار حسنة التسامح والعفو كفيل بالحد من آلام مزمنة في الظهر وأن مجرد التفكير بالمصالحة والتقارب يرفع مستوى النشاط في القسم الأيسر من الدماغ مما يوحي بأن لنا مركزا ذهنيا للتسامح لكنه مسدود..مسدود..
· عيدكم سعيد وكل عام والجميع في برج الصفح الجميل .
عن الثورة