يحيي نوري -
حربنا ضد الإرهاب لم تبدأ بعد..!!!!
مضامين بيانات الإدانة التي تصدر بعد كل عمل إرهابي من قبل الأحزاب والإطارات المختلفة لا تحمل جديدا ولم تعد تشد إليها الرأي العام باعتبارها باتت حالة إسقاط واجب كي لا يقال أن الجهة الفلانية لم تدن الإرهاب.
وباعتبار أن الإرهاب آفة كبرى ستهلك الجميع دون استثناء فإن المواقف المعلنة إزاءه مازالت هزيلة وضعيفة إن لم تكن هي احد الأسباب الرئيسية التي تهيئ للإرهاب وعناصره رفع وتيرة نشاطهم الإرهابي الكارثي ومواصلة عبثهم أينما شاءوا وكيفما يريدون .
ولعل ابرز ما يهيئ للإرهاب المناخات المواتية لمزيد من التدمير والفتك بالمجتمع هو ما نراه اليوم من انعدام للشفافية الكاملة في كل مايعلن من جهود تستهدف القضاء عليه أو احتواءه إضافة إلى انه بات يمثل للأسف الشديد مادة خصبة للمزايدة السياسية مثل تبادل الاتهامات بين قوى وأخرى بما يقوم به نفس الوقت الإعلام من تضليل في أوساط الجماهير والى درجه تشكل قتامة في المشهد يستحيل من خلالها فك خيوط الإرهاب التي تزداد بفضل هذه المزايدات تعقيداُ تضيف أعباء اكبر على الوطن.
وإذا كانت البيانات السياسية المنددة بالإرهاب جزء من المشكلة ومبعث حزن وأسى لدى الرأي العام الذي مازال ينتظر من الأحزاب والتنظيمات السياسية مواقف تتجاوز بكثير مضامين بياناتها الباهتة وذلك إلى تقديم رؤى واضحة وجلية تحدد بدقه متناهية الطريق الأمثل للقضاء على الإرهاب وتداعياته الخطيرة، فإن تحقيق ذلك ووفقاُ للمعطيات الراهنة أمر غير ممكن في ضل حالة الشحن السياسي القذر الذي أصاب العلاقات الحزبية بشلل ذريع جعلها عاجزة عن التعامل مع القضايا الوطنية بروح وطنيه عاليه تتمتع بدرجه عاليه من الشفافية والوضوح مع كل القضايا التي تهدد الأمن والاستقرار للوطن وتعرض مصالحه العليا للخطر.
وإذا كان الحادث الإرهابي الأخير المتمثل في مذبحة حوطة حضرموت والذي مارست العناصر الإرهابية أفظع ممارساتها الإرهابية التي يندى لها الجبين لم تمر في إطار من الشفافية ولحقت عيرها من العمليات الإرهابية بنفس أجواء المناكفة والمزايدة ومحاولات تشتيت الرأي العام وإخراجه فن فضاعت الحرم وإشغاله بإرهاصات وتداعيات المذبحة في البحث العبثي عن من يقف ورأت هذا العمل البشع .. فإنه ووفقاُ لهذه العبثية تستطيع القول إن القادم على صعيد العمل الإرهابي سيكون أفظع وأكثر تدميرا خاصة وان عناصر الإرهاب هي المستفيدة من هذا العبث في الرؤى والمواقف المشتتة والغارقة في مستنقع المزايدة.
والغريب أن هذه المواقف الهزيلة قد شجعت عناصر القاعدة التي ارتكبت المذبحة بحوطة حضرموت إلى أن تقوم بتصوير نفسها وتكشف عن وجوهها بكل ثقة وحرية وغير عابه من المطاردة والملاحقة. وكـأنها تقوم بممارسة الصيد المشروع .وفي ذلك اكبر تحدي لها للسلطات بل ولكل فعاليات المجتمع.
كل ذلك لاريب يتطلب وعلى وجه السرعة إلى القيام باعتماد الشفافية الكاملة إزاء كل ماتقوم به السلطة من دور في مواجهة الإرهاب والى جعل الإعلام نافذة مهمة في تقديم كافة الحقائق المرتبطة بالإرهاب ووضع حد لحالة التجهيل التي تمارس يستفيد منها الإرهاب دون غيره.
وإزاء ذلك لابد من وجود استراتيجيه جديدة للحرب على الإرهاب تعتمد أيضاً على المشاركة الشعبية الواسعة الكفيلة بصب مختلف الجهود في وقت واحد تنتصر لمتطلبات دحر الإرهاب ووضع حد لتداعياته وإرهاصاته الخطيرة قبل أن يستفحل ويجعل من القضاء عليه غير ممكن وسيذهب الوطن عندها أدراج الرياح.
كما أن على الأحزاب مسؤولية اكبر في بلورة هذا الطموح الكبير المنقذ للوطن ولها وعليها أن تدرك إن بياناتها الباهتة أصبحت مرفوضة وعاجزة كل العجز من أن تجد من يتفاعل معها وبأنها باتت أي بياناتها تصبح للسخرية والاستهجان لدى الرأي العام الذي أصبح اليوم أكثر من أي وقت مضي يتطلع منها القيام وعلى وجه السرعة إلى تشكيل مشهد جديد.