المؤتمرنت - إسرائيل تخرق التهدئة وتسحب وفدها من القاهرة شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية أمس، سلسلة غارات جوية على مناطق متفرقة في قطاع غزة، وذلك في خرق للتهدئة. وأمرت بسحب وفدها لتفاوضي من القاهرة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن طائرات /أف 16/ الإسرائيلية شنّت أكثر من عشرة غارات على الأقل على مناطق متفرقة من غزة، حيث استهدفت أرضاً زراعية في بلدة بيت لاهياً شمال القطاع، وشرق مخيم المغازي وسط القطاع، بجانب غارتين استهدفتا شرق وغرب خان يونس. وأضافت أن مدفعية وطائرات الاحتلال قصفت أهدافاً في القرية البدوية شمال القطاع وشرق حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وفي النصيرات وسط القطاع، كما قصفت طائرات الاحتلال أرضاً زراعية في محافظة رفح جنوب القطاع.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أصدر أوامر لجيش الاحتلال بشن هجمات وقصف أهداف في قطاع غزة، بزعم إطلاق 3 صواريخ من القطاع باتجاه بئر السبع في فلسطين المحتلة عام 1948. وقال الناطق العسكري الإسرائيلي إن 3 صواريخ أطلقت من قطاع غزة سقطت في مناطق مفتوحة بالقرب من مدينتي بئر السبع ونتيفوت، عصر أمس.
وقالت حركة حماس إنه لا علم لديها حول إطلاق صواريخ من غزة على جنوب إسرائيل. وأصيب طفلان فلسطينيان بجراح في إحدى الغارات الجوية، وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن "طفلين (6 و9 سنوات) أصيبا بجروح متوسطة في القصف الإسرائيلي على منطقة المطار شرق رفح".
وقال أحد شهود العيان في قطاع غزة إن "طائرات ال اف 16 الإسرائيلية أطلقت صاروخاً على الأقل على أرض زراعية في بلدة بيت لاهيا (شمال قطاع غزة)". كما أكد شهود عيان أن المقاتلات الإسرائيلية شنت غارة جوية استهدفت أرضاً مفتوحة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، وغارتين أخريين على مدينتي خانيونس ورفح جنوب القطاع.
ودفع هذا التصعيد بآلاف الفلسطينيين إلى الهرب من منازلهم شرق غزة خوفاً من استئناف الهجوم الإسرائيلي. ورداً على هذا التصعيد أعلن مسؤول إسرائيلي حكومي أن إسرائيل أمرت وفدها المفاوض في القاهرة بالعودة إلى إسرائيل.
وقال المسؤول إنه "تم توجيه أوامر للوفد بالعودة من القاهرة" كرد على إطلاق صواريخ قبل سبع ساعات من انتهاء تهدئة إضافية لمدة 24 ساعة تنتهي منتصف ليلة أمس. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان صحافي استهداف مواقع مسلحين في غزة.
من جانبه قال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس "ليس لدينا في حماس أي معلومات حول إطلاق صواريخ من غزة".
كما اعتبر أن هذه "الغارات الإسرائيلية تهدف إلى إجهاض مفاوضات القاهرة".
وكان الفلسطينيون والإسرائيليون توصلوا مساء الاثنين إلى اتفاق يقضي بتمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 24 ساعة إضافية لاستكمال مباحثات غير مباشرة الهدف منها التوصل إلى هدنة دائمة. وشعر سكان غزة بخيبة الأمل بعد الإعلان عن تمديد وقف إطلاق النار في القطاع حيث استشهد أكثر من 2016 فلسطينياً منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 8 يوليو الماضي بينما دمّرت آلاف المنازل ونزح عشرات الآلاف من منازلهم.
وتوقف القتال في 11 أغسطس بعد تهدئة مؤقتة بينما يواصل المفاوضون مجددًا مباحثاتهم غير المباشرة في القاهرة. وأعلن بيان رسمي مصري مساء الاثنين عن اتفاق "الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على تمديد وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة لاستكمال المفاوضات الجارية حالياً" بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
من جهته، أكد أبو زهري أن "هناك تعثرًا مستمرًا في مفاوضات القاهرة بسبب استمرار المماطلة الإسرائيلية وعدم توفر أي إرادة إسرائيلية للتوصل إلى اتفاق حقيقي".
وأضاف "نحن نحذر الاحتلال من ممارسة لعب الوقت ونؤكد جاهزيتنا للتعامل مع كافة الاحتمالات" مؤكداً أن اللقاءات مستمرة. وبحسب مصدر قريب من المفاوضات الجارية في القاهرة فإن "فشل المفاوضات الاثنين جاء لرفض إسرائيل شمل قضيتي المطار والميناء في الاتفاق".
وأضاف "اقترح الجانب المصري صيغة لتأجيل كافة القضايا المطروحة من الطرفين إلى شهر بعد وقف إطلاق النار ولكن الاحتلال الإسرائيلي رفض هذا الأمر. وخوفاً من إعلان الفشل اقترحت مصر مد الهدنة لـ24 ساعة لمواصلة المفاوضات". ومن القضايا المهمة التي يتم البحث فيها في القاهرة في حال التوصل إلى وقف إطلاق نار فتح المعابر الحدودية مع إسرائيل بشكل واسع أمام الأشخاص والسلع وإعادة فتح معبر رفح مع مصر ودور السلطة الفلسطينية ووضع رقابة دولية على الحدود وتوسيع مساحات الصيد البحري وتقليص المنطقة العازلة على الحدود مع إسرائيل وإجراءات تحويل الأموال التي تجمعها إسرائيل للسلطة الفلسطينية.
إلى ذلك تشمل القضايا الشائكة فتح مطار وميناء في غزة، الأمر الذي تعارضه إسرائيل وإعادة جثتي جنديين إسرائيليين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.
وكالات |