الشيخ- يحيى جمعان -
المؤتمر.. 3 عقود من الزعامة الوطنية
في مثل هذا اليوم من العام 1982م أعلن عن تأسيس المؤتمر الشعبي العام ليكون أول تنظيم وطني رائد وجامع لكل الأطراف والقوى السياسية والحزبية في الساحة اليمنية على اختلاف تياراتها وتوجهاتها وألوان طيفها والتي كانت قبلت دعوة الزعيم علي عبدالله صالح إلى حوار سياسي فيما بينها بهدف إيجاد تنظيم سياسي تنصهر في بوتقته ويخرجها من دهاليز السرية والعمل تحت الأرض لأن الدستور حينها حرم العمل الحزبي.. دخلت القوى السياسية والاجتماعية في حوار انتهى إلى توافق على أساس القواسم المشتركة عبر عنه في الميثاق الوطني حيث تجسدت فيه الروح الحضارية العريقة لشعبنا والنظرة المستقبلية لتطوره وتقدمه.. وهكذا تأسس المؤتمر الشعبي العام على الحوار الديمقراطي وانبثق عنه ولايزال الحوار توجهاً جوهرياً في نهج المؤتمر حتى اليوم.
تأتي مناسبة الذكرى الــ32 وسط تحديات خطيرة يمر بها الوطن ويعايش تفاصيلها منذ أزمة العام 2011م رغم أنها شكلت أصعب التجارب التي يواجهها المؤتمر منذ وجوده إلا أنها أظهرت صلابة وصمود المؤتمريين ووقوفهم في وجه العواصف والمحن رافضين الانكسار أو التخلي عن المصالح العليا للوطن، كما أظهرت قوة التلاحم بين الشعب والمؤتمر ومساندتهم لمواقفه ولو كلفهم ذلك حياتهم.. الأمر الذي أدهش العالم وبيّن للقاصي والداني أن المؤتمر ورئيسه الزعيم علي عبدالله صالح لايزال يمثل معياراً لجميع الأمور فيما يخص الشأن اليمني ولن يقدر أحد على تغيير هذه المعادلة الجماهيرية سوى عبر تصفية رئيس المؤتمر وهو ما سعى له الحاقدون أكثر من مرة كان آخرها حفر الإنفاق باتجاه منزله..
32 عاماً لم تمض هباءً على اليمن واليمنيين وعلى الرئيس علي عبدالله صالح حيث تمكن خلالها من تحقيق انجازات تاريخية أكسبته ثقة ومحبة الناس ومنحته عن جدارة صفة الزعامة الوطنية ولعل اقرب الأسباب قيام الوحدة اليمنية المباركة. واثقون من قدرة البلاد على تجاوز أزماته طالما وان المؤتمر لايزال يقف إلى جانب الشعب وتلبية تطلعاته وطموحاته المشروعة وقد قدم المؤتمر في سبيل الغاية الوطنية النبيلة العديد من التنازلات والتضحيات، كما بذل جهوداً جبارة أسهمت في احتواء المخاطر المحدقة باليمن لا أقول جميعها لان تداعيات أزمة 2011م مستمرة وعلى نحو يزيد من المعاناة ويجعل الوضع أكثر تعقيداً.
بات من الجلي أن على المؤتمر الشعبي العام تحمل كامل المسئولية الوطنية في قيادة المرحلة المقبلة وتحديد ملامح المستقبل وخطوات الوصول إليه، وان السبعة الأشهر المنصرمة أثبتت انتهاء صلاحية أطراف وقوى سياسية في مقدمتها أحزاب اللقاء المشترك.. فمنذ إن اختتم مؤتمر الحوار الوطني أعماله في يناير 2014م أعلنت أحزاب المشترك من خلال ممارساتها على الواقع انه لم يعد لها أي دور مناسب في إخراج اليمن من أزمته.. الغريب- وما غريب إلا الشيطان- أن الإخوان ومن معهم عادوا لحالتهم السياسية السابقة في الوقوف ضد الشعب والمجتمع الدولي ويعملون حالياً على منع أي مساعٍ وطنية ينفذها المؤتمر الشعبي العام وترسي إلى تحقيق أي من حالات الاستقرار في المجالات كافة التي يمكن من خلالها بناء الدولة اليمنية الحديثة.
-رئيس دائرة العقارات وتنمية الممتلكات