المؤتمرنت - مغردون: تونس خلعت الإخوان وكتبت نهايتهم حيث البداية "تونس تتخلص من رائحة الغاز، تونس تفتح نوافذ الحرية يا سادة"، كان هذا أبرز ما جاء في المواقع الاجتماعية تعليقا على نتائج الانتخابات التشريعية.
يتذكر التونسيون على غير العادة الشهيد شكري بلعيد الذي اغتالته رصاصات الغدر، معلقين “رحم الله شكري بلعيد؛ هذا يوم عيدك”.
ومع صورة بلعيد المنتقد الشرس لجماعة الإخوان المسلمين في تونس يتداول تونسيون ما قاله يوما “سيلتجئون إلى العنف كلما زاد اختناقهم، كلما زادت عزلتهم السياسية وكلما تقلصت شعبيتهم”.
وعبر هاشتاغات على مواقع التواصل الاجتماعي أكد المغردون أن “الإجابة ستكون دائما تونس، فشعب تونس الذي أبهر العالم خلع الإخوان”.
وفاز نداء تونس على حزب النهضة الإخواني بفارق مريح فيما احترق شريكا النهضة المؤتمر والتكتل، في أول انتخابات تشريعية تشهدها تونس بعد إقرار الدستور الجديد.
وعلى فيسبوك، احتفلت الصفحات المناصرة لحركة نداء تونس بالانتصار "المتوقع" وذلك بنشر فيديوهات للرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة وكلمات لرئيس الحزب الحالي الباجي قايد السبسي. وافتخر مناصرو الحركة برؤية الرجلين لتونس المستقبل معتبرين أن انتصارهم يشكل دعامة لبناء دولة مدنية معتبرين أن حركة النهضة فشلت في إدارة شؤون البلاد عندما حصلت على فرصتها.
رد النهضاويين لم يتأخّر فشككت صفحاتهم في النتائج أمس معتبرة إياها مجرّد تخمينات. إلا أن بعض الصفحات الأخرى بدأت تقتنع بهذه النتائج، مرجعة إياها إلى تحالف قوى ما قبل 14 يناير التي عملت على عودة المنظومة القديمة بقوة.
وكان أنصارحركة نداء تونس على فيسبوك اتهموا هيئة الانتخابات يوم الاقتراع بالتزوير غير أنهم صباح أمس أثنوا على “الانتخابات النزيهة والشفافة التي أبهرت العالم” وأكدوا “الشعب قال كلمته”.
فيما كان النهضاويون على فيسبوك يرددون يوم الاقتراع “انتخابات نزيهة وشفافة، الشعب سيقول كلمته” ويمدحون الهيئة ورئيسها، لكنهم أمس (يوم النتائج) تحدثوا عن “الخروقات والتزوير وانتقدوا زيارة السفير الأميركي لأحد مكاتب الاقتراع".
وسيطر العراك الافتراضي على محادثات السلفيين مع النهضاويين الذين حملوهم مسؤولية “عدم تمرير قانون العزل السياسي”.
وكتب أحد النهضاويين مخاطبا السلفيين “إلى كل سلفي لم ينتخب، لحيتك بلها واشرب ماءها”.في المقابل اختفى عناصر وأنصار حزبي المؤتمر والتكتل من أزقة فيسبوك وتويتر.
أشاد مغردون عرب بإنجاز التونسيين "الذين ضربوا موعدا جديدا مع التاريخ وأحيوا آمال العرب في الديمقراطية"
كان الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي زعيم حزب المؤتمر سأل سابقا عن إمكانية التحالف مع نداء تونس بعد الانتخابات على شاشة قناة الجزيرة فكان جوابه: “أعوذ بالله … أعوذ بالله “. قال ذلك بطريقة لا ترتقي إلى مستوى رئيس دولة، وفق تونسيين. وفي فيديو وقع تناقله على فيسبوك أجابه تونسيون بنفس كلماته حين توجه للاقتراع “ارحل.. أعوذ بالله”. وأبدى تونسيون سعادتهم بارتفاع شعبية “الجبهة” وهذا دليل، وفق رأيهم، على “تطور الوعي العام في المجتمع الذي مازال في غالبه رجعيا”.
وطالب تونسيون السفير التونسي في واشنطن بزيارة أحد مراكز الاقتراع خلال الانتخابات الأميركية القادمة.
من جانب آخر، يتخوف تونسيون من تحالف النداء مع النهضة. ويقولون “النهضة تحذر من انتخاب تجار الخمر.. ونداء تونس تحذر من انتخاب تجار الدين.. نخشى أن يتحالفا بعد الانتخابات لتصبح تونس “سكران في يده مسبحة”.
وقال مغرد “لطالما تغنى الإخوان وطالبوا باحترام الإرادة الشعبية ونتائج الصندوق.. الصندوق الذي يأتي بهم لسدة الحكم فقط”.وتوقع أحدهم “سيناريو سيارات مفخخة وتفجيرات”.
وفي نفس السياق كتب أحدهم "لا حل للمتضرر سوى اللجوء إلى الإرهاب أو تخوين الشعب التونسي بأكمله!! هكذا هو تنظيم الإخوان المفلس".
وعبر تويتر أشاد مغردون عرب بإنجاز التونسيين “الذين ضربوا موعدا جديدا مع التاريخ أول أمس وبرهنوا أن التغيير يمكن أن يكون حضاريا عبر الصندوق وأن للعرب أملا في الديمقراطية”.
وقال مغرد “تخلص العالم العربي من رائحة الغاز القطري النتنة التي كادت أن تخنقه بسهولة، الشعوب العربية تفتح النوافذ يا سادة. قال آخر “دروس التاريخ عبرة ولكن لن تفهمها إلا الشعوب الحرة دائما التي ترفض أن تسلم مصيرها لمن يتحدث باسم الرب ويصادر حرياتها”.
ورغم تساقطهم في كل مكان أبى داعمو النهضة أن يعترفوا بفشلهم حتى أن طبول التحريض للحرب الأهلية بدأت تدق على تويتر. وبدأ أنصار جماعة الإخوان “يلطمون”، وفق تعبير أحدهم.
وكتب أستاذ تاريخ الأديان بكلية قطر للدراسات الإسلامية محمد المختار الشنقيطي “الثورة المضادة حرباء تتلون بلون المكان الذي تحل فيه. فهي في مصر فرعونية وفي ليبيا عسكرية وفي سوريا طائفية وفي اليمن قبلية وفي تونس ليبرالية!” ليضيف بعدها “لا حرية من غير حرب أهلية درس أليم”.
وانتقد مغردون تغريدات الشنقيطي. وكتب مغرد “يا دافع البلاء! ثورة مضادة، حرب أهلية، والديمقراطية ليست حكم الأغلبية! كل هذا بسبب #تونس_تخلع_الإخوان”. وكتب آخر “قصة الإخوان في الوطن العربي انتهت من حيث بدأت”.
وقال مغردون “مبروك للشعب التونسي على نتائج الانتخابات الشعب التونسي قال كلمته وهذه تجربة والآتي أفضل”.
* نقلا عن صحيفة العرب
|