المؤتمر نت - BBC -
مشاهدة التلفزيون عبر المحمول تبلغ سن الرشد
بدأت الهواتف المحمولة تهيمن على حياتنا اليومية وتزايد معها الاهتمام بفكرة استخدامها في استقبال البث التلفزيوني.
مستخدمة يابانية تستقبل البث التلفزيوني الأرضي عبر هاتفها المحمول
وكان استقبال البث التلفزيوني عبر المحمول قد تمت تجربته من قبل لكنها لم تحقق نجاحا كبيرا.
فهناك مشكلة سوء استقبال البث أثناء الحركة ناهيك عن قضية قصر عمر البطارية وصغر حجم الشاشة.
والحقيقة أن المعيار الموضوع لخدمات البث التلفزيوني لمستخدمي الهواتف المحمولة يصعب بلوغه. ويتعين أن ترقى هذه الخدمات إلى توقعات جيل البث التلفزيوني الرقمي.
وقال مارك سكوايرز من شركة نوكيا "أهم شيء يتعين إدراكه بشأن الفرق بين استقبال البث التلفزيوني عبر المحمول واستقبال البث التلفزيوني الرقمي في المنزل هو أن الأخير يتوفر له مصدر مستمر للطاقة وهوائي كبير على سطح المبنى."
وقد تطورت تقنيات شاشات العرض التلفزيوني في الأعوام القليلة الماضية مما جعل المشاهدة أكثر إمتاعا.
لكن شاشات التلفزيون تستهلك كمية كبيرة من الطاقة. وعند استقبال البث التلفزيوني عبر المحمول يستلزم ذلك تشغيل السماعات والشاشة طيلة مدة عرض البرنامج.
صورة واضحة
لكن أسلوبا يسمى "تجزئة الوقت" يهدف إلى ألا يعمل جهاز استقبال البث طول الوقت.
وظيفة استقبال البث التلفزيوني مسلية لكنها باهظة جدا. لقد شاهدت نحو 45 دقيقة فقط وكلفني ذلك نحو 50 دولارا
نوه يون كيونج، مستخدمة للبث التلفزيوني عبر المحمول
ويوضح سكوايرز قائلا "تجزئة الوقت طريقة لجعل بطارية الجهاز تدوم وقتا أطول لأنها لا تعمل طول الوقت.
"ما يحدث في حقيقة الأمر هو أن البرنامج الذي تستقبله يرسل إليها في صورة دفعات مكثفة من البيانات، وبين هذه الدفعات يسمح لجهاز الاستقبال بالتوقف نهائيا عن العمل، ولكن الشاشة ومكبر الصوت سيظلان يعملان بالطبع.
"وسيظهر ذلك للمستخدم كما لو كان يتلقى البث مباشرة طول الوقت لكن ما يحدث في الحقيقة هو أن الجهاز يكون في حالة سبات أغلب الوقت.
"ويستلزم استقبال البرنامج في صورة دفعات قصيرة عالية السرعة أن يتم إستقبال إشارات البث قبل عرضها بثوان كما تساعد الذاكرة المؤقتة في التغلب على الانقطاعات القصيرة في الاستقبال. فإذا مر المستخدم أسفل جسر فإنه لا يفقد الصورة."
خدمة مكلفة
وقد قطعت كل من اليابان وكوريا شوطا طويلا في هذا المجال وهما تختبران، منذ عامين، عدة طرق لاستقبال البث.
وتتميز شبكة الجيل الثالث الكورية بسرعة تكفي لاستقبال البث التلفزيوني المباشر على المحمول. ويتم ذلك عبر الاتصال العريض النطاق بالإنترنت.
وقالت نوه يون كيونج، التي تستقبل البث التلفزيوني عبر المحمول "لقد شاهدت البث التلفزيوني عبر هاتفي المحمول للمرة الأولى عندما ذهبت لصيد السمك.
" فاتتني حلقة من مسلسلي التلفزيوني المفضل لذا بدأت في متابعته عبر هاتفي المحمول.
"وظيفة استقبال البث التلفزيوني مسلية لكنها باهظة جدا. لقد شاهدت نحو 45 دقيقة فقط وكلفني ذلك نحو 50 دولارا."
ويبدو أن التكلفة ستكون عاملا مهما في نجاح استقبال البث التلفزيوني عبر المحمول.
تقنيات منافسة
ويسود اتفاق عام على أن محتوى البث التلزيوني لمستخدمي المحمول يمثل قضية مهمة أيضا إذ لا يكفي مجرد إعادة بث مئات من القنوات التلفزيونية إلى الهواتف.
أطلقت النرويج خدمة للبث التلفزيوني مخصصة لمستخدمي المحمول
وقال ستيف تيرنر، من شركة فيليبس لأشباه الموصلات "نحن نطور محتوى خاصا لأجهزة الهواتف المحمولة.
"توقعاتنا فيما يتعلق ببيئة المحمول هو أن المستخدم سيحتاج إلى حل سريع، ولن يكون مجرد تسجيل تلفزيوني قديم، بل سيكون محتوى ذو أولوية عالية، مهما اختلفت شخصية المستخدم.
"قد يكون الموضوع رياضيا أو موسيقيا أو أي شيء آخر، لكنه سيكون شيئا قد ترغب في عدم انتظاره."
وفي آسيا، بدأ السباق بشأن أفضل تغطية تلفيونية لمستخدمي المحمول. وستطرح شركة إس كيه تيليكوم قريبا خدمة تنافس بها شركة الجيل الثالث، ويستقبل مستخدموها البث التلفزيوني عبر الأقمار الصناعية.
كما أن هناك وسيلة ثالثة في الطريق.
ففي أوروبا، تستخدم التجارب التي تجرى في برلين وهلسنكي هوائيات البث الأرضي الموجودة بالفعل في بث إشارات مضغوطة للهواتف المحمولة المزودة بخواص استقبال إضافية.
وتفكر هيئات البث حاليا في إنتاج النوع المناسب من البرامج والتأكد من قدرة الناس المالية على مشاهدتها.
وبرغم أن ذلك قد يستغرق بعض الوقت فإن تطور البث التلفزيوني لمستخدمي المحمول يسير قدما دون توقف.