المؤتمرنت - مؤسسة التوعية والاعلام الصحي : حمى الضنك تجتاح تعز
رصد تقرير مؤسسة التوعية والاعلام الصحي إصابة أكثر من(10.100) حالات بمرض حمى الضنك خلال ثلاثة أشهر في محافظة تعز ، مما ينذر بكارثة حقيقة جراء انتشار هذا المرض بشكل مخيف.
ويوضح التقرير الاولي الصادر الاثنين الموافق 10/8/2015 م أن عملية الرصد تمت بالتنسيق مع المستشفيات والمراكز العاملة ( الروضة ، التعاون ، مركز مديرية شرعب الرونة ، مقبنة ، التربة ) لقياس المؤشرات الاولية في ظل انتشار مرض حمى الضنك على نطاق واسع داخل المدينة وفي الارياف ووفاة أكثر من (69) شخص جراء المرض ، في ظل الظروف القاسية وافتقار المواطنين الى أدنى معايير الرعاية الصحية الاساسية.
ويشير تقرير الرصد خلال (مايو ، يونيو ، يوليو ) الى أن مستشفى الروضة الاعلى في نسبة استقبال حالات حمى الضنك ، حيث بلغ عدد المرضى ( 7590) حالة بمعدل (84) حالة في اليوم الواحد ، حيث يقدم الطبيب الواحد جهد مضاعف في الاسابيع الاخيرة من خلال معالجة (50) حالة يوميا.
واستقبل مستشفى التعاون (1350) حالة ،بمعدل (52) إصابة في اليوم تتم معالجتها، وذلك من إجمالي (4750) حالة خضعت للفحص المخبري وبإمكانيات شحيحة.
وفيما يتعلق بانتشار المرض وبشكل كبير في الارياف فقد استقبل المركز الصحي بمديرية شرعب الرونة (660) حالة ، بمعدل (8) حالة في اليوم ، واكتشاف الحالات من خلال الاعراض المصاحبة لعدم وجود فحوصات مختبرية ، و معالجتها بالأدوية المهدئة نظراً لافتقار المركز للأدوية والمستلزمات الصحية.
في حين استقبل المركز الصحي في مديرية مقبنة (340) حالات إصابة بحمى الضنك بمعدل (4) حالات يومياً ، واستقبل المركز الصحي في مديرية التربة الحجرية (160) حالة.
وبيَن التقرير أن المستشفيات العاملة حالياً بمدينة تعز تفتقد للأجهزة المخبرية الخاصة بالفحوصات الدقيقة وكذلك المحاليل وأجهزة نقل الصفائح ، مما يجعل من الصعوبة اكتشاف أنواع المرض المتعددة والمراحل الاكثر خطورة إلا من خلال الاعراض فقط ، مما يؤدي الى ارتفاع نسبة الوفيات بشكل مستمر.
ويضيف التقرير : أن رصد هذه الحالات خلال ثلاثة أشهر فقط يؤكد مدى حجم الكارثة المنتشرة حالياً في محافظة تعز في ظل تعطيل قاعدة البيانات وانهيار المنظومة الصحية بشكل كامل جراء الحرب.
ويعزز المعاناة توقف المختبر المركزي وبنك الدم عن العمل منذ ثلاثة أشهر نتيجة القصف العشوائي وتدمير أجزاء وأجهزة ومعدات ، سبب إعاقة كبيرة في مجال المكافحة الوقائية والعلاجية مرض حمى الضنك ، إضافة إلى توقف المستشفيات الرئيسة (الثورة ، الجمهوري، السويدي ) وكذلك الاهلية ، ومنع جماعة أنصار الله الحوثيين مستشفيات (اليمن الدولي والعسكري) من معالجة الحالات بهذا المرض.
وتتفاقم حدة المأساة باستهداف المستشفيات والمرافق الصحية ، ومخاوف الكادر الصحي، وقلة أسرة الرقود ،ونقص الدم ، يرافق ذلك استمرار الحصار المفروض على المدينة ومنع دخول الاودية ، ومواد الاغاثة الصحية ، وصعوبة انتقال المرضى من الريف الى المدينة للعلاج.
وتعد هذه الاحصائيات الاولية مؤشر بسيط لحجم الجائحة المنتشرة داخل المدينة والاكثر انتشارا في الارياف حيث تشكل نسبة 70% من المحافظة ، بالإضافة الى ان المستشفيات العاملة حالياً عاجزة عن استيعاب أكثر من تلك الحالات التي تعد فوق طاقتها ، وأعباء كبيرة على كاهل الكادر الصحي.
وتشهد المحافظة أوضاع مجتمعية متردية وذلك بحرمان معظم السكان من الحصول على الخدمات الصحية في ظل انتشار القمامة وغياب وسائل النظافة ،والمياه الراكدة والمستنقعات، والاعتماد على المياه غير النظيفة ، مما يؤدي الى تكاثر البعوض الناقل لحمى الضنك والامراض الاخرى المنتشرة بكثافة حاليا.
وتفتقد المحافظة حالياً الى وسائل التوعية المختلفة للتعريف بالمرض وأسباب وانتشاره وأعراضه وطرق الوقاية منه ، إضافة الى غياب التنسيق بين السلطات المحلية والمنظمات الدولية العاملة والمنظمات المحلية للقيام ببرامج وتسيير قوافل طبية ومخيمات وتوزيع منشورات توعوية في المدينة والمديريات البالغ عددها (23) مديرية و(4) مليون مواطن.
ويظهر التقرير أن الحرب الدائرة منذ 17/أبريل / 2015م تسببت في تعطيل برامج الوقاية والمكافحة ، وتوقف أداء المكاتب الحكومية المتمثلة (الصحة ، البلدية ، المياه والصرف الصحي ، الاشغال ) والسلطات المحلية ، مما جعل من محافظة تعز بؤرة حاضنة لتكاثر البعوض ونواقل الامراض وفي مقدمتها مرض حمى الضنك الذي يهدد حياة المئات من المواطنين.
|