فائقة السيد -
(حسناً .. انك رحلت) ..!! *
إلى أم أوسان.. عبدالله عبدالرزاق باذيب
في ذكراه الثامنة والثلاثين لرحيله قلت (قيل انه رحل) لأكتشف في الذكرى التاسعة والثلاثين أننا نحن الذي رحلنا..
كنت ارفض فكره رحيله.. لكنني اليوم (2015) أرى المبادئ تتهاوى والمواقف تتبدل والأوطان تباع بسوق النخاسة لمن يدفع اكثر.
(حسناً .. انك رحلت) ..!!
(مرام زوقري) كان يدللك بـ( ميمي) وكنت لاتتبرمين من انعقاد جلسات اعضاء المكتب السياسي في دارك، بل كنتما تحلمان بوطن، وصار الوطن حلم بعيد.
كنت أود مواساتك في هذا المساء 16 اغسطس وأنتي على بعد الآلاف الكيلومترات عن وطنك.. لكن الحيرة اخذتني بعيداً..
إذاً من منا الذي رحل؟!
أهو (الثابت) قد رحل عنا ؟! لقد رحل العالم عنه وبقي كما هو كما عرفناه ..
اتذكرين يا ( ميمي) - سأناديكي بالاسم الذي خلعه عليك - تلك الزيارات المتكررة التي يصطحبنا معه إلى معهد الفنون الجميلة وإلى إدارة إنتاج الفنون الجميلة، لنرى السيد (جنكيز) يعلم الشباب العزف على البيانو، والسيد (بيتر) خبير الرقص الشعبي يتوسط الشباب بحركاته الرشيقة..
أتذكرين قراره بإرسال الخريجين من الثانويات العامة إلى الأرياف للتدريس خدمة إلزامية وطنية، كان ديدنه زيارة الفقراء والمعدمين، هو الرجل (الثابت) الذي لا يرى الديمقراطية والوحدة إلا ثقافة وتعليم.
(ميمي) لا اريد أن اكرر ماقلته في السنوات الماضية، إلا أن المختلف هذا العام هو إدراكي العميق أن مرحلة الفقيد باذيب مازالت (ثابتة) لا تتقهقر في اعماقنا تستنهضنا لكبح جماح خيولهم السوداء لنطفئ نارهم في بهيم ليلنا الحالك العتمة.
قلت في ذكراه الماضية (قال كلمته ورحل) ولكني أضيف في هذا العام (حسنا إذاً رحلت) كي لا ترى ما نراه اليوم من انهزام وخنوع وتواطؤ..
حسناً إنك رحلت لأنك انقى من (جلالتهم) و(فخامتهم)..
رسالتي ليست مواساة ياصديقتي (ميمي) بل احتفاء بذلك الرحيل الجميل لقائد أجمل.
•* اليوم 16 أغسطس يصادف الذكرى التاسعة والثلاثين لرحيل القائد الوطني البارز عبدالله عبدالرزاق باذيب