بقلم-الأستاذ محمد حسين العيدروس-الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام -
17 يوليو..يوم تبدد القلق
كما يحتفي الكثيرون بأعياد ميلادهم ، بات من حق اليمن أن تحتفي في السابع عشر من يوليو بعيد ميلادها الوطني ، وانبعاثها التاريخي .. ونحن حين نحيي بهجة اليوم ، فلا أظننا إلاّ نحتفي بمسيرة نضال وتضحيات ، وبالوحدة المباركة ، وبالديمقراطية التي توغلت في وطننا الحبيب لتصبح حقّ كل قاص وداني ، وكل حاضر وغائب من أبناء اليمن ..
فاليوم الذي قلّد الشعب فيه فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ، لابد أن يكون يوم احتفاء بالثقة الصائبة ، وبالحكمة اليمانية التي استرشدت بما وهبها الله من فطرة عربية أصيلة ، وعقيدة جليلة ، لتولي أمرها إلى من ظنّت به خيراً فصَدقها الظن ، وأولته أمانة حاضرها ، وغد أجيالها ، فكان لها أهلاً ، وصان عهد أهله ووطنه..
ولا شك أن ما هو كائن من إنجاز وعطاء بين يوم السابع عشر من يوليو 1978 وبين يومنا هذا 17 يوليو 2004م يغني المتحدث قولاً ، ليدرك منه أيّ رجلٍ كان علي عبد الله صالح ، وأيّ عملٍ أفنى به سنين عمره الماضية !؟
علي عبد الله صالح لم يشغفه بريق السلطة ، والمنصب عن أن يكون بيننا جميعاً – يتحسس همومنا ، ويستشعر آلامنا ، ويقرأ في عيوننا شقاء إرث الماضي الكهنوتي ، وإعياء زمن التشطير ، وحسرة الأفواه المكممة بالقوانين الجائرة ..
من يتأمل في واقع يمن اليوم ، ويقارنه بما كانت عليه عشية 17 يوليو 1978م حتماً سيدرك حجم القفزة الهائلة التي أحدثت كل هذا الانقلاب في مجريات حياتنا اليمنية ، وفي مستوى إدراكنا لمستقبل أبنائنا .. فاليوم لا تقلقنا هموم التشطير ، وويلاته ؛ ولا نضطر للاختباء في أقبية مظلمة ، مفزعة لنتداول الرأي ، ونبوح بالرأي الآخر المعارض للحاكم ؛ ولا يختفي أحباؤنا في دهاليز السجون دونما نجد من يجرؤ على السؤال عنهم ، أو منظمة تدافع عن حقوقنا الإنسانية ..
من المؤكد أن كل شيء تبدل ، وتغيرّ ؛ وأمست اليمن التي لم يكن بالأمس يعرفها أغلب سكان الأرض – تحتضن المؤتمرات الدولية ، وتُدعى إلى أرفع محافلها أيضاً .. ويؤخذ رأيها في الشأن الإقليمي والدولي ، بل وتقدم المبادرات ، والحلول لقضايا الأمة والعالم المختلفة .
أن احتفاءنا بالسابع عشر من يوليو ليس مجرد احتفاء تقليدي بقائد ، ورئيس دولة ، بقدر ما هو احتفاء بمسيرة وطن ، وبتاريخ شعب ، وبأهداف ثورة أخذت طريقا إلى النور بعد ما عطلتها الكثير من الظروف التي ألمّت بالساحة اليمنية ..فذلك كله تحقق بفضل الله ، ومن ثم بفضل حكمة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح ، ونضاله الطويل ، وحُسن تدبيره للأمور ، ونظرته الثاقبة لمتغيرات الأحوال المحيطة ، وما يمكن أن يتمخض عنها .
ربما لا يسعنا اليوم إلاّ أن نقول: شكراً للأخ الرئيس على كل ما بذله لأجلنا – صغاراً وكباراً – وعلى نظرته الأبوية الحنونة لأبناء شعبه ، وعلى الوحدة ، والحرية ، والديمقراطية ، والأمن والسلام ..