الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام- اليمن
التاريخ: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:49 ص
ابحث ابحث عن:
قضايا وآراء
السبت, 17-يوليو-2004
عبدالواحد الهدادي -
ينابيع دمت: حارة وعلاجية
تمتلك مديرية دمت مقومات السياحة العلاجية مايجعلها تتبوأ اهم موقع سياحي يدعم الاقتصاد الوطني بفعالية. ففيها اهم الحمامات الطبيعية بين 83 حماما في عموم اليمن. وتشهد الحمامات اقبالاً واسعا من عموم المواطنين من مختلف محافظات الجمهورية ومن دول الخليج العربي. لاسيما وان العلم الحديث قد اثبت جدوى العودة الى الطبيعة والاستفادة من تاثيراتها على اجهزة الانسان المختلفة. غير ان الحمامات الطبيعية في دمت لم تستغل بعد الاستغلال الامثل خدمة لاقتصاد البلاد. فثروتها المعدنية الحارة العلاجية تستنزف بما يقدر 80 مليون لتر مكعب، والانكى ان هذا الاستنزاف قد لوث البيئة في المديرية التي تشهد تدهوراً متزايداً بفعل قوة اندفاع المباه من الابار العشوائية الاربعة المنتشرة في المديرية الى الارض فتمر بالحواري تختلط بالمجاري وتسقط في وادي بناء. وجذب الطريق الرئيسي الذي يربط صنعاء بعدن مرورا بدمت الزحف العمراني الذي يشوه المنطقة ويقضم المواقع السياحية.

مديرية الحمامات
في مديرية دمت 58 الف نسمة وهي احدى مديريات محافظة الضالع. تبعد عنها 56 كيلو متر.
في المديرية 10 حمامات منها 6 حمامات طبيعية تتوزع في مناطق متقاربه جلها على وادي بناء الفسيح. ولا تعمل كلها بالشكل المطلوب بل اثنين منها هما الدردوش وحمام الحساسية اللذان يشهدان اقبالا منقطع النظير. ويقدم اليها الرجال والنساء ، كبار السن والشباب من داخل اليمن وخارجه، فلقد طبقت شهرة الحمامات في دمت الافاق. لم نجد في حمام الحساسية او الامراض الجلدية كما يسمونه هنا سوى هؤلاء القادمين من مديريتي يافع ورداع. ولايستطيع المرء القدوم الى هنا او أي حمام اخر دون وسيلة مواصلات فالطريق الى الحمامات غير معبدة.
وحمام الدردوش يحتل موقعا مميزاً في الجبل مطلا على وادي بناء. يقصده الرجال والنساء بالتناوب . دخلنا ووجدنا عدداً كبيراً من الشباب وكبار السن يستحمون ..

هذا الحمام حالياً لايتبع أي جهة حكومية، والمياه المعدنية الحارة ثروة سيادية.

وبالامكان رؤية الحمامات الطبيعية بمنظر بديع من فوق الفوهة الكبرى (الحرضة الكبيرة) التي صعدنا اليها عبر سلم حديدي .
من اعلى الفوهة يمكن مشاهدة المدينة والنظر الى شوارعها وحاراتها. تشهد المديرية ازدحاما وحركة اعمار سريعة عشوائية وتهافت على الاراضي ويبدوا جليا الزحف العمراني المتزايد هنا.

ويعتبر اسفل الحرضة موقعاً سياحياً وهناك بعض الاعمال الانشائية كتشييد مستوصف وبناء مسجد كيلا يهدم المستوصف. حاول قوم التحدث باسم القانون بمنع البناء في المواقع السياحية فهتفوا ضده بانه يريد هدم بيت الله.

الابار العشوائية
اكبر مشكلة تواجه المدينة الابار الأربعة العشوائية فهي لم تغلق رغم المحاولات المستمرة التي لم تثمر على أي نجاح يذكر. وقد كلف مجلس الوزراء وزراء الثقافة والسياحة ، الزراعة والري، الاشغال العامة والطرقات، الصحة ومحافظ محافظة الضالع بتنفيذ مخطط عام لمديرية دمت مما تؤدي الى خلق الوظيفة السياحية، واعلان دمت منطقة تنمية سياحية. ويدرس مجلس الوزراء امكانية غلق الابار او التحكم بها بالنتسيق مع وزراة النفط.

الاخ احمد يحي الكحلاني مدير مديرية دمت يقول : " نتيجة للفترة الماضية التي اتيحت فيها حفر الابار الارتوازية للمياه المعدنية والحارة وبالتالي كانت هناك نوع من الثغرات اصبح بعض المستثمرين المحليين يسعون في ايجاد ابار خاصة لنفسه حتى يقيم مشروع علاجي ، ماادى الى كثرة الابار بداخل المدينة وجاءت توجيهات بمنع أي حفر في داخل هذه المنطقة.هذه الفترة لم يسجل فيها أي حفر لاي بئر حارة حتى نستطيع ان نوجه المستثمرين وارباب المنشات الاستثمارية السياحية العلاجية لضرورة الاستفادة من الابار والمياه الموجودة بشكل مباشر".

وقد اضرت هذه الابار البيئة ضررا بالغاً وسببت الاوبئة والامراض ونقل الاوساخ والقاذورات. اقدم بئر حفرت عام 82 واحدثها عام 2000م.
الصرف الصحي
ويضيف الكحلاني: " شبكة الصرف الصحي تم اعتمادها وقيادة المحافظة من قبل صندوق التنمية الاجتماعي فرع عدن ، والمناقصة خلال شهر كمرحلة اولى للتوافق والسفلتة القادمة. ويؤثر بشكل سلبي نزول المجاري الى وادي بناء او الابار السطحية التي بتغذي الزراعة وحتى مياه الشرب، لان هذه المنطقة على مسافة 20 كم، أي حفريات هنا لاتظهر المياه الطبيعية لمياه الشرب ، بل تظهر المياه المعدنية الحارة التي لاتصلح لمياه الشربب او الاستخدام المنزلي . وهذا يخفف على استخدام المياه واختلاطها بمياه المجاري بالاضافة الى وادي بناء".
جهود الهيئة
اعلن مجلس الوزراء منطقة دمت منطقة للتنمية السياحية العلاجية ، وقد نظمت هيئة التنمية السياحية في دمت ندوة خاصة عنت مشاكل المديرية وظهرت دراسات مختلفة أجمعت على ثلاث مخاطر اهمها: الاستنزاف وهدر المياه الحارة العلاجية، التلوث البيئي، الزحف العمراني.

مدير السياحة يحي العماد يقول: " نظراً لاهمية الحمامات العلاجية قامت الهيئة العامة للتنمية السياحية بجهود لانهاء الزحف العمراني وحماية الحرضات والعبث بالحمامات الطبيعية انقاذ دمت من الزحف العمراني والعبث بالبيئة الناتج عن حفر الابار العشوائية ".

ضيوف من السعودية
يكثر اليمنيون هنا للعلاج وبعض العرب وجدت 3 قادمين من السعودية، وتكثر هنا السيارات من دول الخليج وهذا مالم تجده في أية محافظة.
يقول عبدالرحمن ثابت قحطان ،وهو مدير مدرسة في ابها بالمملكة العربية السعودية : " قدمنا لليمن لقضاء الاجازة . زرنا العديد من المواقع الاثرية والمدن التاريخية . وفي طريق عودتنا من عدن نصحنا احد الاصدقاء بالتوقف في دمت. ويضيف قحطان: "توقفنا وكنا ننوي ان نمر بسرعة. ولكن لم اكن اتصور ان اجد هنا علاج للالم في قدمي اشكو منها منذ زمن. الان بعد ثلاثة ايام من الاستحمام في المياه الحارة العلاجية خف الالم في قدمي وباطنها على الاخص. عندنا في ابها سياحة درجة اولى لكنك لن تجد هناك ماوجدناه هنا. نعمه".

الاستثمار المحلي
غير ان الاستثمار السياحي في دمت يواجه معارضة كبيرة. فكيف السبيل لجذب الاستثمار الخارجي الى المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية العلاجية ليس في اليمن فحسب بل والجزيرة العربية والشرق الاوسط.
ويقول احمد يحي الكحلاني مدير عام مديرية دمت : " تواجه الهيئة العامة للتنمية السياحية عراقيل كثيرة من حيث معارضة الكثير من المواطنين. ونجدها فرصة للدعوة للاخوة المواطنين بداخل هذه المدينة وملاك الاراضي ان يسمحوا بمثل هذا الاستثمار وخاصة مكتب اراضي وعقارات الدولة ان يتيح المجال لتخصيص هذه الاراضي لجانب السياحة حتى يستفاد منها بشكل جيد ويستطيع المستثمر الاستفادة من مشاريعه السياحية وفق الخطط التي تقدمها الهيئة العامة للتنمية السياحية وبذلك يستفيد ابناء المديرية: بتوفر فرص العمل ، اقامة مشاريع مختلفة، انتعاش التجارة، السعة الفندقية تتوسع.. الخ..".
توجد في دمت عدد من الفنادق والمستوصفات الخاصة، أحصى مكتب السياحة عام 2002م حجز 82الف غرفة ل34 الف شخص يستأجرون 28 لوكندة و20 فندقاً وعدد من المنازل الخاصة. وفيها 15 مستوصف تابعة للحمامات العلاجية، 13 مختبر، 26 عيادة. لاتجد هذا في أي محافظة، مايعني ان الحركة السياحية نشيطة غير انها لم تستغل الاستغلال الأمثل.





أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر