المؤتمرنت - أنشطة صيفية لمواجهة معسكرات متطرفي اليمن هذا الصيف في اليمن يختلف كثيراً عن سابقه, ليس فقط نتيجة حرارته المرتفعة وطقسه السياسي الملتهب, وإنما أيضاً لأنه يشهد بمرارة على مواجهة عسكرية بين قوات الحكومة وشباب أطلقوا على أنفسهم اسم "الشباب المؤمن", لا تزال رحاها دائرة تزهق الأرواح والنفوس في محافظة صعدة. المشهد القاتم لأفكار متطرفة ترعرعت ضمن مدارس دينية ومذهبية استغلت بطالة الشباب وأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية الصعبة, جعل الدولة اليمنية تعلن حال الطوارئ خلال إجازة الصيف. وحذّرت من مخاطر الفتنة التي تظهر في معسكرات يديرها أشباه الفقهاء وأنصاف المشايخ. وليس من قبيل الصدف أن تنبت أفكار حسين بدر الدين الحوثي زعيم التمرد وتكبر في معسكرات صيفية أقيمت خلال السنوات الماضية في مناطق حدودية نائية.
وجاءت دعوة رئيس الوزراء عبد القادر باجمال إلى الابتعاد بحلقات تعليم القرآن الكريم عن كل المؤثرات الحزبية والطائفية والمذهبية المقيتة لتجسد حال الواقع اليمني خلال هذه الأيام. وحشدت الحكومة كل إمكاناتها لتصحيح الصورة أمام الشباب وتكريس مفاهيم الاعتدال والوسطية. باجمال أوضح في حفل تدشين 250 مركزاً صيفياً لتحفيظ القرآن الكريم في أمانة العاصمة, ان هناك "فراغاً كبيراً ينشأ بين الشباب ولا بد من أن يعبأ هذا الفراغ بالطرق الملائمة, وإلا سيملأه التطرف والغلو والحزبية".
وأكد باجمال أن الحكومة "عازمة على وضع استراتيجية للمناهج التي سيطرأ عليها تغيير جوهري, باعتبارها أساس العملية التعليمية". الأمر نفسه أكده الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عندما عبر عن أسفه "للتضليل الذي تتعرض له مجموعة من الشباب من جانب "الحوثي", الذي قام بتعبئتهم بأفكار مضللة وباطلة لأهداف سياسية تضر بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي".
وتتهم السلطات اليمنية الحوثي بأنه أسس تنظيماً سرياً أطلق عليه اسم "الشباب المؤمن" ومنح أعضاء التنظيم مُرتبات فصلية وبعضهم شهرية راوحت بين خمسين دولاراً إلى مئة دولار شهرياً في مقابل قيامهم بالترويج لأفكاره وآرائه المتطرفة واقتحام المساجد والاعتداء على خطبائها الذين لا يتفقون مع أفكاره وإثارة الشغب بين المصلين وترديد شعارات مضللة بخاصة أثناء صلاة الجمعة تضر بالمصلحة الوطنية. وتطور نشاط الحوثي إلى تغريره بشباب من المحافظات الأخرى واستقطابهم للتنظيم ومنح مبلغ سبعة آلاف ريال (الدولار يعادل 184 ريالاً) لكل شاب يقوم باقتحام المساجد في أي محافظة ويردد الشعارات المضللة ويروج لأفكاره المتطرفة.
وشكلت الحكومة اليمنية لأول مرة لجنة عليا للإشراف على الأنشطة الشبابية في الصيف تتكون من وزارات الشباب والرياضة والتعليم والثقافة. ويقول حسين اللساني الوكيل المساعد لوزارة الشباب والرياضة لقطاع الشباب ورئيس اللجنة الاشرافية للمراكز الصيفية, أن الوزارة أعدت 166 مركزاً صيفياً على مستوى محافظات الجمهورية للبنين والبنات, "تهدف إلى استثمار فراغ الشباب وإبراز مواهبهم وصقلها في جميع المجالات". وبدأت اللجنة بالفعل نشاطها من 10 تموز (يوليو) الجاري.
ويتضمن البرنامج في المجال الديني فتح فصول تحفيظ وتجويد وتلاوة القرآن الكريم, وتنظيم محاضرات دينية حول مواضيع تهم الشباب مثل غلاء المهور والانفجار السكاني والإرهاب والثأر, بالتعاون والتنسيق مع فروع وزارة الأوقاف والإرشاد في المحافظات, وتنظيم مسابقات في الحفظ والتلاوة والتجويد على المستوى الفردي بين شباب المركز وفتياته. أما في المجالين الثقافي والفني, فستقام مسابقات في كتابة المقالة والشعر والبحوث, حول موضوعات دينية ووطنية واجتماعية وكشفية وصحية. وتتخلل المخيمات محاضرات وندوات وطنية حول الثورة اليمنية والوحدة الوطنية ودور الشباب في الحفاظ على المنجزات الوطنية والولاء الوطني.
وفي مجالات "الرياضة للجميع", هناك أنشطة ومسابقات في كرة القدم والكرة الطائرة والطاولة وألعاب القوى والشطرنج وشد الحبل. وهناك ايضاً مسابقات في اختراق الضاحية وسباق في المشي. ولم يهمل المجال الاجتماعي, بل نظم نشاط خدماتي في دور المسنين ودور الأيتام, وحملات وخدمات تطوعية على مستوى الحي وندوات توعية حول العادات الاجتماعية السيئة مثل القات والثأر وغيرهما وكيفية التخلص منها.
وبحسب برنامج وزارة الشباب, هناك المسابقات العلمية في إجراء تدريبات على استخدام الحاسوب والإنترنت ومسابقات في الابتكارات العلمية من العناصر المتوافرة في البيئة مثل الخشب وأجهزة قديمة وأسلاك وأشياء أخرى, مسابقات في إعداد نماذج للمعادن, ونماذج للمحاصيل الزراعية, ونماذج للخامات التي تدخل في الصناعة.
وهناك كذلك معرض للابتكارات العلمية والتجارب العلمية ونماذج للخامات وصور للأجهزة العلمية, وكتابة موضوع حول أهمية التكنولوجيا وأثرها في حياتنا, وإقامة محاضرات وندوات علمية, وزيارة لأهم المصانع لمعرفة التطور العلمي وكذا زيارة لمعامل الجامعات وإجراء بعض التجارب العلمية.
ويقول اللساني إن الجديد في البرنامج لهذا العام هو ورش الهوايات التي يشارك في أنشطتها الشباب والفتيات بحسب رغباتهم واحتياجاتهم في مجالات الدفاع المدني والإسعافات الأولية ودروس تقوية في اللغة العربية والتدريب في مجالات الكهرباء والنجارة والميكانيك
|