المؤتمرنت -
مجس ألياف ضوئية لتشخيص سرطان الثدي
توصل فريق بحث أميركي من جامعة ويسكونسن بمدينة ماديسون إلى تطوير تقنية جديدة لمسبار (مجس) من الألياف الضوئية، سيكون بمثابة "عين ثالثة" عند أخذ عينات من الثدي لتشخيص الإصابة بالسرطان. ففي التشخيص التقليدي توجه "إبرة" أخذ العينة بأشعة X أو بالموجات فوق الصوتية للحصول على صورة ثنائية الأبعاد لمكان أخذ العينة. وللتأكد من سلامة التشخيص يستخلص الأطباء 12 عينة من نسيج الثدي المشتبه في إصابته. ولكن احتمال أخذ العينة من نسيج سليم يبقى قائما، بينما لم يتم اختبار النسيج المصاب، وذلك يعني حدوث خطأ في التشخيص وإضاعة فرصة العلاج المبكر. وقد ذكرت الدكتورة نيمي رامانوجام -قائد فريق بحث وتطوير التقنية الجديدة- أن نسبة الخطأ في التشخيص تصل إلى 7%، أي ما يقرب من 70 ألف سيدة في الولايات المتحدة وحدها، إضافة إلى نسبة 6% من الحالات تكون نتائجها غير قاطعة. ويتعين عندها تكرار عملية أخذ العينة، مع ما يصاحب ذلك من ألم نفسي وجسدي. أما في التقنية الجديدة يحاول الباحثون استخدام قوة الضوء كوسيلة جديدة للحصول على معلومات أكثر تفصيلا عن خصائص الأنسجة التي يتم أخذ العينة منها، وذلك عند رأس الإبرة. وقد طوروا لذلك الغرض مسبارا أو مجسا من الألياف الضوئية يستطيع الأطباء تمريره عبر الإبرة لتحديد أكثر المواقع ملاءمة لأخذ العينة. وجد فريق البحث أن الضوء يستطيع أن يمدنا بالكثير من المعلومات المفيدة في توقع إصابة الأنسجة بالسرطان، كحجم الخلايا والأنوية (جمع نواة)، وكمية الأكسجين التي تحملها جزيئات الهيموغلوبين، ومعدل وصول الدم للأنسجة، وأداء التمثيل الغذائي. ولهذه المعلومات أهمية بالغة في تحديد النشاط السرطاني لأحد الأنسجة. وبالتالي يساعد مسبار الألياف الضوئية على تحديد الموقع المصاب في الثدي بدقة أكثر وأسرع لدى أخذ العينة. كما أنه لا يحتاج إلى مواد كيميائية خاصة أو أصباغ لتحقن في المريضة. وقد استخدم الباحثون المسبار الجديد مع سيدات مصابات وغير مصابات، وكانت نسبة نجاحه في تشخيص سرطان الثدي 90%. وبينما استخدم الباحثون الضوء في نطاقي الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية، ستكون الخطوة التالية أخذ عينات من 250 سيدة ممن يترددن على عيادات تشخيص سرطان الثدي لتحديد أي من نطاقي الضوء أكثر ملاءمة، أو ربما خليط منهما. لن تؤدي التقنية الجديدة إلى زوال الحاجة لأخذ عينات لتشخيص سرطان الثدي، بل ستساعد على تحسين دقة وسرعة التشخيص. ولكنها ستؤدي أيضا إلى دقة أعلى في تحديد الأنسجة المصابة في الثدي لتقليل احتمال التشخيص الخطأ أو تكرار عملية أخذ العينات. الجزيرة نت