د. محمد حسين النظاري -
إغتيال الشرعية المنتخبة في اليمن
اغتيال الشرعية المنتخبة في اليمن يقول التحالف العربي الذي يقود حربه على اليمن انه يفعل ذلك من اجل اعادة شرعية هادي، بينما يقوم في الوقت ذاته بالإغارة على شرعية الراعي الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام..
بين الشرعيتين اتضحت النوايا الحقيقية لقوات التحالف.. فشرعية هادي كانت توافقية من الاحزاب بناء على المبادرة الخليجية، وشرعية الراعي منتخبة من الشعب.
سيقول القائل بأن شرعية مجلس النواب الذي يترأسه يحيى الراعي قد انتهت، ونجيله كيف انتهت وهادي نفسه عندما قدم استقالته لم يقدمها إلا اليه، وعندما عدل عنها لم يخاطب إلا نواب الشعب، فكيف لا تعترفون بشخص ومكون يعترف به من اقمتم الحرب من اجل إرجاعه، بينما تقومون بقتل المعترف به داخليا وخارجيا.
شاء من شاء ورفض من رفض، لا شرعية في الداخل اليمني إلا لمجلس النواب، نعم هذا المجلس طال امده ودخل موسوعة جنس العالمية للغرائب والعجائب، ولكن كل هذا تم بموافقات وتفاهمات المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار...اي ان كل المرجعيات التي يستند اليها التحالف المعادي للبلاد تعترف بشرعية نواب الشعب.
اذا في هذه النقطة يتساوى موقف وأنصار الله والتحالف نحو مجلس النواب ورئيسه، إلا ان الفرق تمثل في وقوف انصار الله عند نقطة الاعلان الدستوري اي الغاء نواب الشعب، وهو موقف اثبتت الايام انه خطأ فادح وكبير، بينما التحالف اراد تصفية شخص الراعي الاعتبارية كونه رئيس مجلس النواب المنتخب من الشعب.
ومع هذا يقوم التحالف بقصف منزله في ذمار، لتصفيته جسديا، وبهذا يكون المكان متاحاً لحمير الاحمر لتولي رئاسة البرلمان، أي حزب الاصلاح وإزاحة المؤتمر عن الرئاسة.
ان قيام التحالف بقصف منزل الراعي، هو امر يدلل لليمنيين ان المستهدف هو كل يمني، انه مستهدف طالما صمد في ارض الوطن ولم يغادره.
بدورهم وقع انصار الله في اخطاء كثيرة منها ازاحة القوى المؤثرة في الداخل والتي لها وزنها ، وكبر دليل على ذلك الغاء مجلس النواب، الذي يحتاجونه الآن كون وجوده بالنسبة للعالم اكثر شرعية من وجودهم، وكانوا من خلاله يستطيعون الاطاحة بمن يتحدثون باسم اليمن الخارج....
والمحزن بأن اللجنة الثورية العليا استعانت في تعييناتها بشخصيات من حزب الاصلاح، بل وتقلدهم مناصب رفيعة، كما فعلت بتنصيب رئيس لجامعة البيضاء ونائبه وجامعات اخرى، وأزاحت الرجل المؤتمري الدكتور سيلان العرامي، الذي كان سداً منيعاً ضد ايقاف الدراسة وضغوط من عينتهم مكانه لإيقافها خدمة لإرادة العدوان الذي كان يريد لجامعة البيضاء ان توقف انشطته التعليمية، كما فعلت بكل الجامعات الحكومية والاهلية...
لقد قاوم الدكتور سيلان ومعه الخيرون من اعضاء الكادر الاكاديمي والإداري كل محاولات من كانوا يشنون حرباً لا هوادة فيها لإيقاف التعليم بجامعة البيضاء، وفي الاخير تأتي اللجنة الثورية العليا لتكافئهم بتعيينات اثبتت انها غير صائبة أبداً، والدليل أنهم ما إن استلموا اعمالهم حتى اقصوا كل الواقفين في الميدان والذين ضحوا بأنفسهم حينما كانوا هم موجودين في منازلهم، ويستلمون رواتبهم بتوصيات من اللجان الثورية.
علمتنا الحرب الملعونة ضد بلدنا ان هناك من تسلقوا وهم.كانوا يقومون بأعمال كانت تعيق سير العمل ، بل ويشجعون على اشاعة الفوضى عبر الاضرابات والعصيان المدني، ولا نتخيل الخير ابداً من اناس خرجوا باسم الربيع العربي لإشاعة الفوضى في الوطن، فالوطن ومعه سوريا وليبيا يغرقون في وحل،من صبوا الزيت على النار ثم طاروا الى قطر وتركيا بعد تنفيذ مخططاتهم في تدمير اليمن، خدمة لتوجهاتهم الخزبية المرتبطة بتظيمهم العالمي.
وهنا نثمن ادوار شخصيات كبيرة كالأستاذ عبد الله ادريس ، ذلك الرجل الذي ظل صامدا وقاوم مع الشرفاء في محافظة البيضاء، ولهذا نقول ان في الوطن من هم قادرون على حمايته من اعدائه في الداخل والخارج ، وهو يقومون بادوار مشرفة، ولا ينتظرون المناصب، فقد اثبت الايام ان طلاب المناصب كانوا طابورا خامسا، واستفادوا فقط من علاقاتهم الشخصية بشخصيات زكتهم بحسب قربها الشخصي منهم، لا بحسب ولائها وحسها الوطني،وتفانيها في العمل خلال الاوقات الصعبة.
إن الحرب القائمة اليوم سيطفؤها الله جلت قدرته، وسيعود الجميع الى نقطة التسوية السياسية ، وعندما يعودون اليها لن يجدوا إلا شرعية الشعب التي انتخبها، ثم مدد لها الساسة بحسب مصلحتهم الشخصية، والوطن مليء بالكوادر التي تستطيع قيادة المرحلة القادمة بعيداً عن الذين جيشوا الجيوش لتدمير وطنهم وأبناء وطنهم.
• اكاديمي بجامعة البيضاء